رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منع «الشيشة».. المقاهي هادئة دون «عروسها الأول» في زمن كورونا

الشيشة
الشيشة


مقاعد خاوية تلتف حول مناضد خلت من المشروبات والأطعمة، هدوء يملئ المكان الذي كان يزخر بزبائن يعلو صوتهم مع كل ركلة ترجيح أو محاولة تهديف لفريق يشجعونه، لا دخان تنفسه الأفواه بعد، خفت صوت "عندك واحد خمسينة" واختبئت روح مقاهي القاهرة المعروفة عنها هلعا من فيروس كورونا المستجد، (covid-19)، وقلل المصريين إقبالهم على واحدة من أشهر مظاهرهم الشعبية، خاصة بعد قرار محافظتي القاهرة والجيزة منع تدخين "الشيشة"، عروس القهوة الأولى بلا منازع، من المقاهي والكافتيريات، كإجراء احترازي لتقليل نقل العدوى من مستخدم لآخر.
استجابة بعض أصحاب المقاهي ورواد أفعالهم على القرار، مدى تأثير "كورونا" على سلوكيات المواطنين وعاداتهم اليومية، في رحلة عاشتها "الدستور"، لرصد الموقف، كانت بدايتها من مقهى "أرابيسك" بمنطقة عابدين وسط القاهرة، ويذكر أحمد إمام أحد مديريه، أنه سمع عن قرار الإلغاء من مواقع التواصل الاجتماعي مساء أمس، وعلى الفور جمع "الشيشة" التي قدمت بالفعل ورفض الاستجابة لطالبيها من الزبائن، ويقول إنه ذلك ليس خشية من العقوبة أو التزامنا بالقانون فقط، لكنه عزاه لانتمائه لإحدى قرى محافظة الدقهلية، القريبة من تلك التي سجلت وفاة أول حالة مصرية بـ "كورونا"
يؤمن على كلامه مصطفى أحد الزبائن المعتادين على التردد على "أرابيسك" وطلب الشيشة، بقوله أنه العامل رفض تقديمها له حتى بعد ما أقنعه أنه سيستعمل "لي ومبسم" طبيين، وهي أدوات شخصية يستعملها المدخن لمرة واحدة كي يقي نفسه استخدام مباشر لمدخن أخر.من أرابيسك حتى "كليبسو" في زهراء المعادي، هنا كانت احتياطات السلامة والأمان تفوق فكرة إلغاء الشيشة، ويوضح أحمد إبراهيم، مالك المقهى، أنه أعطى تعليمات سبقت الإلغاء لطاقم العمالة لديه بعد توفير "الشيشة" لأي مدخن، كما قام بالتعاقد مع شركة نظافة لتعقيم المقهى، كما وفر سوائل تعقيم في ارجاء المكان وبجوار المناضد، وأجبر كل العمال على ارتداء كمامات وقفازات معقمة، وكإجراء احترازي قسم العمال البالغ 37 عاملا إلى ثمانية فقط في كل وردية عمل، لتقليل الازدحام والتواجد على ثلاث مناوبات.
في وقت سابق، قرر اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة حظر الشيشة بمقاهي وكافيتريات العاصمة وجميع الأماكن العامة، مؤكدًا أن المنشأة غير الملتزمة بهذا القرار سيتم غلقها على الفور، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها، وذلك حفاظًا على صحة المواطنين وللوقاية من انتشار فيروس كورونا، مع فرض غرامة مالية 10 آلاف جنيه عليها.ووجه محافظ القاهرة نوابه ورؤساء الأحياء بالتنسيق مع الجهات الأمنية لتنفيذ القرار بمنتهى الحزم حفاظًا على سلامة المواطنين. جاء ذلك القرار ضمن عدد من الاجراءات الاحترازية التي تتخذها المحافظة لتنفيذ توجيهات الحكومة بمنع التجمعات والحفاظ على الصحة العامة.
أماكن أخرى متخصصة بخدمتي تقديم الطعام الجاهز والمشروبات، منها "سبوت" الذي أعلن على أبوابة بلوحات ملصقة عدة إجراءات احترازية على الزبائن تفهمها قبل دخولهم لعدم حدوث اَي جدال بينهم وبين العمال، كان ضمنها وقف "الشيشة" وتقديم المشروبات في أوعية بلاستيكية والأطعمة في أطباق " التيك أواي" التي تستخدم مرة واحدة، واتبعاد الأواني المعدنية والزجاجية، إلا بناءً على طلب الزبون ومسؤوليته الخصية، كما يذكر شريف موسى أحد عماله، أنهم التزموا من جهتهم على ارتداء المستلزمات الطبية الواقية.
"أن تكون طبيبًا فإنك تعي جيدًا خطورة تناول الشيشة من فم لأخرى خاصة في وباء كورونا"، هو ما ذكره هاني عبدالمنعم، الذي يعمل كطبيب تحاليل طبية في أحد المعامل الخاصة، ويملك مقهى في منطقة "بيتشو" المجاورة للمقطم، يروي لـ"الدستور" أن وقفه لتقديم "الشيشة" ليس استجابة للقرار ولكن سبقه بعدة أيّام بعد تسجيل مصر لأول حالة إصابة من الفيروس، مكملًا أن خلو المقهى من الزبائن لشعورهم بتعسفه لم يثنيه عن قراره، خاصة بعد ما منع أيضًا الشيشة الإلكترونية "ڤييب" عن الاستخدام داخل مقهاه كي لا يستفز أصحابها غير القادرين على شرائها، فكطبيب هو يعرف كيف تنتقل العدوى بسهولة، أما عن الخسائر المادية فهي لا تُضاهي إصابة اَي شخص.