رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الدولة العباسية".. أحدث إصدارات الدار المصرية اللبنانية

الدولة العباسية
الدولة العباسية


عن "الدار المصرية اللبنانية" صدر كتاب محاضرات وتاريخ الأمم الإسلامية "الدولة العباسية" للشيخ محمد الخضري بك تحقيق وتعليق دكتور محمد احمد إبراهيم، مراجعة وإشراف دكتور أيمن فؤاد سيد.

"الدولة العباسية" في 571 صفحة من القطع الكبير بالإضافة للفهارس والمراجع بمصادرها. وبغلاف يجمع في رمزيته ورسومه وشخوصه مابين عتاقة وخصوصية الثقافة العربية وتجلياتها في رسوماتها البالغة الدلالة على احترام اهل الحكم للعلم بمدارسه المختلفة حيث هناك تماس ما بين الألوان الحمراء والبيضاء والزرقاء والبنية الباهرة في صبغة تطرح ماهية الاحتفاء بالورق والرسائل فيما كانت تزدهر به مصر بتاريخها العلمي والثقافي والفكري المتنوع مع رؤى استشراقية توضح عالمية الوعاء الخصيب لدور العلم والعلماء بل وفقهاء اللغة.

ومن مقدمة المؤلف يطرح التاريخ العباسي كجزء عظيم من تاريخ المسلمين يبتدئ من سنة 132هجرية إلى سنة 656 هجري وقد بقي البيت العباسي بعد ذلك له اسم الخلافة بمصر إلى سنة 923 هجري وقد أحدث ظهور وتجليات هذه الدولة رجة في العالم كله ونهضت العلوم فيها نهضة واسعة ما جعل عصرها بحق "العصر الذهبي للإسلام" وبرز فيها أعلام الرجال من بيوت المجد القديمة والعصاميين الذين تسابقوا للتغلب على الأقاليم الإسلامية، يظهر الكتاب كم الدول التي قامت تحت لواء هذه الخلافة وعظمت مدنيتها ثم انتهت بغلبة غيرها عليها، فقد مر على هذه الدولة أحداث جسام. ولم يخل لهم الميدان من منافسة أبناء عمومتهم العلويين. أو غيرهم من الدول الناشئة كالأدارسة بالمغرب الأقصى، والفاطميين بمصر، أو المجاورين لهم من الروم.

تعتبر من العتبات المهمة في الكتاب تلك الافتتاحية التي تستعرض محمد الخضري بك وحياته وأثاره فهو محمد بن عفيفي الباجوري المعروف بالشيخ محمد بك الخضري باحث وخطيب وفقيه أصولي ومؤرخ مصري وأحد علماء الشريعة والأدب وتاريخ الإسلام، سني المذهب والاعتقاد وهو المولود بالقاهرة عام 1872 بالقاهرة بحي الزيتون.

"الدولة العباسية" يتعرض في عتبات مفصلية مابين اسماء لقادة وحكام ومبشرين بل وأباطرة وملوك تخطوا الخمسة وعشرين اسمًا، حمل كل منهم شكل ورسالة ونهج ما اختصت به مرحلته فيما يخص مفهومه للعلم والسياسة وشئون الحكم وعلاقتهم بأبناء الشعب أو الأمة أو الرعية في توصيل وتوصيف وفلسفة هذه العلوم بداية من بني العباس "السفاح" فالمنصور والمهدي وبيعته و"الهادي" والحال وأحوال العباد والأمة في عهده وكذلبك ولاية العهد وأسرة البرامكة وحضارة بغداد في عهد الرشيد مرورا بفترة " المأمون" فا المعتصم والعلويون في عهده وعلاقة المعتصم بالجيش، ثم ولاية الواثق ووزراء دولته فالمتوكل والمنتصر وصفاتهما ثم فترة المستعين والوزارة في عهده والأحوال الخارجية فترة ولايته، كذلك فترة حكم المعتز وحال الجيش والأتراك ثم أزمة خلع المعتز وصولا للمهدي والمعتمد والمعتضد وأسباب الاضطراب في المشرق واضطرابات الجزيرة ونهج القرامطة، كذلك يتوقف الكتاب عند محطات تاريخية انتهجت سياسات مغايرة تماما لبدايات الدولة العباسية فمن المكتفي للمقتدر للقاهرللراضي للمتقي والمستكفي والخلافة العباسية تحت سلطان "آل بويه" ودخولًا في عهد المطيع معز الدولة فالطائع والقادر والقائم والمقتدي بأمر الله والمستظهربالله واستعراض أحوال الممالك الإسلامية في عهده من الباطنية والطغيان على السلاجقة حتى الحادث العظيم ببغداد وظهور المقتدي بأمر الله والمستظهر والمسترشد بالله والمقتفي لأمر الله وجماعات خوارزم وكل هذه الأسماء التي مثلت محطات فارقة ومغايرة فيما يخص نقيض إسم ومسمى ونهج الحاكم حيث الاختلاف في الرؤى ونظام الحكم بيد المقتفي وأتابكيته المختلفة الطباع في تسيير واختيار أساليب الحكم ما بين كل من دمشق والموصل وسوريا وسنجار والجزيرة وإربل وأذربيجان وفارس ولورستان وصولًا لحكم المستنجد بالله والمستضيء بالله والناصر لدين الله وقوفًا عند الحادث العظيم في البلاد الإسلامية _ وقت إغارة المغول ومجيئ الظاهر بامر الله والمستنصر بالله والمستعصم..

"محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية" أو " الدولة العباسية" يعتبر من أهم الكتب التراثية التي تضيف الكثير والهام بل والفارق في تاريخ الدولة العباسية وتجلياتها وعلاقتها بكل من ماهيات السياسة والعلم والتنوير والفقه وحتى القتل فيما يخص آليات الاستبداد والغشم التي حكمت بأدوات كانت النقيض الأكثر سوادا ودموية لكل من رفع وتاجر بإسم الله في حلبة الحكم الرشيد والباغي وهو شاهد مفصلي ومهم يضاف للذخائر والمتون في المكتبة العربية والعالمية وليس المصرية فقط كونه "مؤلف" في متن تناقضات الساسة والسياسة والإصرار على التدوين لكل العلوم حتى تاريخ الدم والرحمة لكل من حكم بإسم الإسلام.