رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يا عدلى يا منصور ما يجب أن يُقال هو : الأفضل للببلاوى أن يُقال


استكمالاً لمقال الأمس نؤكد على أنه أما فى واقع بناء الدولة فالقانون هو سيد الجميع، فإذا كانت مستهدفات المظاهرات هو تقويض الدولة وإسقاطها وخلق حالة فوضى فالقانون هو السيد، وهو الذى يحدد وينظم ويعاقب .

ولعل الشعب أصبح الآن يدرك أن جماعة الإخوان هى جماعة إرهابية لا علاقة لها بالدين، بل إنها فى واقع الأمر تخاصم الإسلام وتخاصم مقاصده العليا، هى فقط تستخدمه كشعار تخدع به البسطاء والجهلاء والحمقى، فالدين عندها ليس هو المبتغى والرجاء، ولكن الدنيا والحكم والسلطة، وعندما فشلت الجماعة فى البقاء فى الحكم بعد أن كشفها الشعب وثار عليها كان مخططها الساعى إلى إسقاط الدولة، وكان أول ما فكرت فيه هو تطبيق نموذج يوم الثامن والعشرين من يناير، بالهجوم على أقسام الشرطة والاستيلاء عليها وإضرام النيران فى مؤسسات الدولة، ولكن هذا المخطط الذى نجح مع ثورة يناير لم ينجح بعد ثورة 30/6 لأن الشعب كان قد عرف، ولأن الإخوان ساعتها لم يكونوا فى مواجهة نظام فقط ولكن كانوا فى مواجهة نظام وشعب، ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن تنجح مخططات جماعة إرهابية فى مواجهة شعب .

وإذ فشل هذا التدبير الشيطانى كان البديل هو سياسة النفس الطويل، وسياسة النفس الطويل هذه كانت خطة من الخطط التى فكر فيها خيرت الشاطر لإسقاط النظام، وهى ترمى إلى إسقاط اقتصاد الدولة، وبدأت الجماعة فعلا فى تنفيذ مخطط الإسقاط هذا عن طريق خلق حالة فوضى عارمة، والفوضى هى العدو الأكبر للاقتصاد، فبها يتوقف العمل ويتوقف الإنتاج وتتوقف السياحة، وتنكمش حركة التجارة الداخلية، وبها أيضا يتأثر المرور ويتعطل التعليم فى المدارس والجامعات، ثم يزداد الأمر تعقيدا عندما تتعطل المحاكم، وأدوات التعطيل فى كل هذه الحالات متوفرة لدى تنظيم الإخوان، ففى هذه الأيام مثلا يقوم المحامون المنتظمون فى الإخوان والمنتسبون إليهم والمتفاعلون معهم بتعطيل انعقاد جلسات المحاكم فى بعض المحافظات بالقوة، وللأسف فإن عددا كبيرا من شباب المحامين ينجرف وراء هؤلاء دون وعى وانسياقا وراء شائعات يطلقها الإخوان.

وأظننا نرى مظاهرات جامعة الأزهر وغيرها من الجامعات والتى تحاول الخروج من الجامعة لتعطيل المرور فى الشوارع والتعدى على السيارات والمارة، ومع كل مظاهرة يخرج علينا المدافعون عن حقوق الإرهاب مطالبين بتوفير المناخ المناسب للإرهابيين كى يمارسوا إرهابهم!. وآخر الكوارث التى يشعل الإخوان نيرانها لتحرق الإناء كله هى كارثة افتعال فتنة طائفية، وأظن أن ما حدث بعد ثورة يونيو ينبئ عن دموية هذا التنظيم حينما هاجم الكنائس وأضرم فيها النيران وتعدى على الأقباط المسالمين الذين ضربوا المثل فى الوطنية والإيثار، وعندما تبين للإخوان عبيد المرشد أنهم لا حول لهم ولا قوة اتجهوا لطعنات غادرة فأطلقوا النار بشكل عشوائى على فرح فى كنيسة بالوراق مما أدى لإحداث قتل وإصابة طالت أبناء الوطن من المسيحيين .حادث كنيسة الوراق هذا يستدعى أن يغضب الببلاوى قليلا وينفعل زياد بهاء الدين بسيطا، فإذا لم يفعلا، ولن يفعلا فليستقيلا وأظنهما لن يفعلا فهما من البضاعة التى بلانا بها البرادعى، ومن ابتلاه الله بالبرادعى ورجاله فقل عليه السلام، لذلك فإن حديثى أوجهه للرئيس عدلى منصور، فأقول له إن الإناء ينصهر، والإخوان مستمرون فى إشعال النار، وقانون الطوارئ لا يجد من يطبقه، ومؤسسات الدولة غافلة عن مواجهة الإخوان فكريا، والكلام الذى يجب أن يُقال هو أن الببلاوى ينبغى أن يُقال