رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معرض الكتاب يغلق أبواب دورته الـ51: «المهمة تمت بنجاح»

معرض الكتاب
معرض الكتاب

أسدل الستار. الذين ذهبوا للمعرض قالوا إنّا سعدنا. والذين نظموا وأعدوا قالوا أهلا بكم.

قرابة 3 ملايين شخص وطأت أقدامهم معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ51، والمقامة بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس الذي انعقد خلال الفترة من 23 يناير حتى 4 فبراير. الرقم «يخض» فلدينا على أرض الوطن كم هائل من البشر الذين يحبون القراءة كما يبدو، مبيعات القطاعات التابعة لوزارة الثقافة المصرية، والتي تتيح المؤلفات للجمهور بأسعار زهيدة، حققت أرقاما قياسية كما يقول متحدثوا تلك الجهات.

نستعرض هنا ملخص أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب.

• تنظيم الدخول

فور وصولك لمحيط المعرض، كنت ستجد الصفوف متراصة أمام بوابات الدخول، سعر التذكرة في متناول الجميع 5 جنيهات فقط لا غير إلى جانب توفير تذاكر دائمة ويومية مجانية. ورغم بعد المكان كانت المواصلات متوافرة في كل مكان. لتمر عبر ممرات مخصصة للدخول، وتجد أمامك قاعات المعرض الأربع، وبعض المحال التجارية، والمكان على درجة عالية من النظافة.

وفي الوقت الذي يتواجد فيه الآلاف من كل مكان داخل مركز مصر للمؤتمرات، كانت القاعات في الطابق الثاني تستقبل الندوات، والضيوف من كل مكان، وحفلات التوقيع لا تتوقف، والكُتاب والروائيون كانوا نجوم الأيام الماضية.

وتشير التقارير إلى تنظيم 3502 فعالية ثقافية وفنية طوال أيامه المعرض، وتم عقد 12 لقاءً مع السفراء الأفارقة وإطلاق 12 مبادرة شبابية و12 مبادرة إفريقية، وشارك فيه 808 أجنحة، ضمت 900 دار نشر مصرية وعربية وأجنبية، بالإضافة إلى 99 وكيلًا لدور النشر العالمية، و41 مكتبة من مكتبات سور الأزبكية.

كما أنه في ثاني أيام المعرض، أعلنت الهيئة المصرية العامة للكتاب أسماء الفائزين بجوائز المعرض في فروعها المختلفة.

• قرَّاء في كل مكان

ربما كانت الأزمة التي ستواجهك داخل صالات المعرض هي الزحام الشديد، منت تحتاج أن تتحرك ببطء شديد في الداخل، وتهرول في الأمتار البسيطة المتاحة، الناس من كل مكان جاءوا ليقرأوا. وهو في الحقيقة ليس عيبا، فهو يثبت أن «سوق الكتاب» له رواج.

رأينا طلابا قادمون من محافظات مختلفة، وجامعات نظمّت رحلات لأبنائها إلى معرض الكتاب، وأسر تأتي وتلتقط الصور. المكان لم يكن جامدا مثلما عليه الحال داخل القوقعة الثقافية التي ينعزل فيها أهل الكتاب أغلب الوقت.

هناك يمكنك أن تلتقي الأصدقاء، تشربون ما تحبون وتأكلون، وتقضون يومكم بالكامل، وتعودون محملين بما تشتهون من كُتبٍ، ستجد كل شيء، من أعمال تناسب الأطفال، حتى عتاة القراءة.

• دع الكُتب للكاتب.. والحكم للقارئ

لا تلتفت لهؤلاء الذين ركزوا أنظارهم على عدد من المؤلفات التي لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به، فمن الطبيعي بين آلاف وآلاف العناوين المعروضة، قد تقع عينك على بضعة مؤلفات رديئة. ولكن مع ذلك لها جمهورها، فهذا هو الحال، المكان لم يصمم ليكون فئوي، وإنما هو لكل الناس، وإن تدخلت الدولة للمنع والحجب، فإننا سنكون أمام عمل تخريبي ربما يضفي طابعا ثوريا على أعمال لا تستحق. كما أن هناك دور نشر خاصة في النهاية تهتم بتحقيق مكسب.

• الأسعار من قروش لمئات

داخل المعرض كان يمكنك شراء كتبًا لا يتجاوز سعرها 75 قرشا، الرقم صحيح لم أكتبه بالخطأ، وربما أحيانا 50 قرشا، وهي مؤلفات عظيمة، وهي من ما بقي من مشروع «مكتبة الأسرة» الذي كان. هذا المشروع الرائع يجب أن يعود ما يوازيه، فهو وفر مؤلفات عظيمة لكل الناس.

كما أن هيئة الكتاب وفرت عدد كبير من العناوين الرائعة، والمترجمات العالمية لأدباء نوبل، وبالطبع كانت درّة التاج توفير موسوعة «جمال حمدان» - شخصية المعرض – بسعر 140 جنيها، وهو بسيط جدا. وكذلك تم توفير كتاب «مذكرات نابليون» الذي أصدره المركز القومي للترجمة.

دور النشر العربية والإفريقية كانت لها تواجد، حتى «سور الأزبكية» الذي تجد على رفوف مكتباته عناوين عظيمة بأسعار بسيطة، كان متواجدا، ويقف جنبا إلى جنب مع أكبر دور النشر المتواجدة في السوق حاليا.

• راعى كل الاحتياجات

داخل قاعات الندوات تواجد مترجمو الإشارة، كانوا يقدمون خدمة عظيمة لرواد المعرض من ذوي الاحتياجات الخاصة، ترجمة فورية للمنصات الحوارية، إلى جانب توفير المصاعد المتحركة.

• مسك الختام

وفي ختام المعرض أقيم حفل تأبين للكاتب الشاب الراحل الذي توفي في أول أيام المعرض محمد حسن خليفة، وكذلك قررت وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم طباعة كافة أعماله. إلى جانب هذا أقيمت في القاعة الرئيسية ندوة بطلها لاعب الأهلي سابقا، وأستون فيلا حاليا، محمود حسن تريزيجيه، والتي حضرها الشباب بكثافة، وأخيرا أعلن عن اختيار اليونان ضيف شرف معرض الكتاب 2021.

التجربة رائعة، تتكرر كل عام، وتحافظ على قوتها، وتؤكد في كل مرة أنه يستحق فعلا أن يكون أكبر معرض في الشرق الأوسط، وثاني أكبر المعرض في العالم.