رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد فودة يكتب: وسام الشرف وجائزة التسامح للنجمة "زينة"

محمد فودة
محمد فودة

بعد أن شاهدت مقابلة النجمة زينة فى برنامج " الحكاية" المذاع عبر فضائية إم بي سي مصر، وبعد أن استمعت إلى حديثها الذي كان بكل تأكيد نابعاً من القلب وهي تروي حكايتها مع النجم أحمد عز وكيف تخلى عنها في أصعب لحظة تكون فيها الزوجة في أشد الحاجة إلى وجود زوجها إلى جوارها وهي لحظة الولادة، ليس هذا وحسب بل أنه تخلى أيضا عن طفليه بعدم الاعتراف بهما ورفضه نسبهما إليه.. وبعد كل ما قالته زينة عن غدره وخيانته لحبها له وجدت نفسي ودون أن أدري أتساءل بينى وبين نفسي: هل هذا الذي يجرى في عروق أحمد عز "دم" مثل بقية البشر أم أنه شئ آخر لا علاقة له بالأصول والأعراف التي تربينا عليها والتي أعتقد أنها كانت تميز أي رجل شرقي عن أي شخص آخر في أى مكان آخر.
نعم إن ما فعله أحمد عز وحسب ما قالته الفنانة زينه للإعلامي عمرو أديب في هذه المقابلة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصدر عن شخص طبيعي.. فكيف طاوعه قلبه أن يتبرأ من نسب طفليه وكيف سمح لنفسه أن يتخلى عن زوجته التي كان قد تزوجها "عرفي" قبل سفرهما إلى أمريكا ويتركها هناك وحيدة لتضع هناك طفليها بعد سفره بشكل مفاجئ وليتركها في هذا التوقيت الحرج دون أن يحرك له هذا التصرف الغريب والعجب ساكناً.

أعترف بأنني في بداية الأزمة لم أكن أعلم الكثير عن كل تلك التفاصيل وهو ما جعلني أتعامل مع الأمر بنوع من الاستهانة بل أنني في بعض الأحيان كنت متحاملاً على زينة متوهما أنه على حق بينما ظلت هى لأكثر من 10 أعوام ملتزمة الصمت ولم تتحدث عنه بأي شكل مسيئ ولم تتجاوز فى حقه.

ولأنني أمتلك شجاعة الاعتراف بالخطأ فإنني أمتلك أيضاً القدرة على القول بأن أحمد عز سقط الآن سقوطاً مدوياً في نظر الكثيرين ممن كانوا يرونه فى يوم من الأيام نجماً كبيراً ليس هذا وحسب بل أنه فى حقيقة الأمر تحول بعد ما قالته زينه إلى مجرد "نجم من ورق" صنعته أدوات السوشيال ميديا الوهمية وكذب كذبة وصدقها وعاش تفاصيلها.

نعم أحمد عز وبعد كل ما قالته زينة وهي تروي حكايتها معه وعلى الرغم من أنها لم تتجاوز فى حقه إلا أنه قد سقط سقوطاً مدوياً في بئر الخزي وانزلقت قدماه في وحل الشعور بالضآلة أمام كل تلك التفاصيل الصادمة التي عرفها عنه جمهوره.. ولو لم يكن الأمر على هذا النحو فبأي شيئ يمكن أن نصف شخصاً يعرف جيداً أن المولود ابنه ومن صلبه ثم نفاجأ به وعلى الملأ يعلن أنه ليس ابنه ويتهرب أيضا من عمل تحليل الـ DNA الذى كان بإمكانه أن يقطع الشك باليقين ويحدد إن كان الطفلين من صلبه أم لا ولكن شيطانه الذى يحركه صور له أن الهروب من عمل هذا التحليل سوف يساعده في الاستمرار في تلك الأكذوبة التي روج لها وعاش بها الى أن أخرسها قرار المحكمة العادل بالحكم بنسب الطفلين الذين وضعتهما زينه في أمريكا ليتحول بذلك في نظر الجميع إلى مجرد "أب عاق" سوف يلاحقه العار وتحاصره اللعنة أينما ذهب وأينما حل غير مأسوف عليه.

ومن ناحية أخرى، فإننى أعتقد أن الفنانة زينة وبعد كل ما ذكرته عن تفاصيل حكايتها مع أحمد عز دون أن يخرج منها أي لفظ جارح ودون أن تتطاول عليه بأي كلمه فإنها تستحق من جمهووها وعن جدارة أن تحصل على وسام الشرف ليس هذا فقط بل أن يتم منحها أيضاً جائزة التسامح والحب والعطاء خاصة أنها أثبتت وبشكل لافت للنظر أن النجومية ليست مجرد كلام أجوف أو عبارة عن مشاهد مصنوعة أمام الكاميرا وإنما النجومية الحقيقية هى الصدق مع النفس كما شاهدناها وهى تتحدث بتلقائية شديدة مع عمرو أديب في هذه الخلقة التي أعتقد أنها ستظل لحظة فارقة في حياة زينة سواء على المستوى الإنساني أو المستوى المهني كفنانة تحترم نفسها وتحترم جمهورها أيضا.