رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبيرة فى الشأن التركى: أردوغان استخدم السياسة الخارجية كأداة للبقاء فى السلطة

أردوغان
أردوغان

قالت الدكتورة جونول تول، الخبيرة التركية والمدير المؤسس لمركز الدراسات التركية التابع لمعهد الشرق الأوسط، إن دعم تركيا حكومة طرابلس في ليبيا يرجع إلى مصالحها التجارية في البلاد، ورغبة الرئيس التركي رجب أردوغان في تعزيز شعبيته في أنقرة.

تقول تول، في تصريحات لراديو "سبوتنيك"، خلال لقاء في برنامج "بوضوح وصراحة"، إن "مشاركة تركيا في ليبيا ليست جديدة، فالتورط العسكري التركي يعود إلى عام 2014".

وتضيف "تول"، وهي أيضا أستاذة جامعية متخصصة في الحركات الإسلامية في أوروبا الغربية وتركيا والسياسة العالمية والشرق الأوسط: "منذ 2014، كانت تركيا تدعم حكومة الوفاق، حيث أرسلت طائرات تركية بلا طيار ومعدات عسكرية".

وتستطرد: "يقوم الجيش التركي بتدريب القوات الداعمة لحكومة الوفاق هناك"، مشيرة إلى أن أنقرة كانت لها يد في الصراع الليبي بطريقة أو بأخرى منذ أن بدأ في عام 2011.

وأشارت تول: "الجديد هو حقيقة أن تركيا تعلن عن هذا التدخل بشكل علني للجمهور الآن. هذا هو الجديد، وربما ينمو نطاق التدخل العسكري التركي".

وحسب تول؛ فإن هذا التوقيت مهم للغاية، لأن قرار نشر قوات في ليبيا هو في الغالب للاستهلاك المحلي، على الرغم من أن تركيا لديها دوافع أخرى في ليبيا، مثل العقود التجارية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.

وأضافت: "لقد استثمرت شركات المقاولات التركية بكثافة في ليبيا قبل بدء النزاع، لكن مع الصراع في عام 2011، فقد المقاولون الأتراك أموالهم هناك. لذا، فإن الرئيس أردوغان يأمل في استعادة تلك العقود، وهناك دافع آخر يتمثل في موارد الطاقة الغنية في ليبيا، وتركيا بلد يعتمد على استيراد الطاقة".

وحسب الخبيرة التركية، فإن الدافع الأهم لهذا التدخل التركي المعلن عنه في الوقت الحالي هو تحقيق مكاسب داخلية. تقول تول: "بالنظر إلى أن الرئيس أردوغان يواجه العديد من التحديات في الداخل، بما في ذلك المشكلات الاقتصادية المتفاقمة والخلاف المتزايد بين حزبه والأحزاب المنشقة الجديدة، فهو في وضع صعب للغاية على الصعيد المحلي، ويأمل في تحفيز التصويت الوطني في الداخل من خلال اللعب بورقة ليبيا".

وواصلت: "الرئيس أردوغان، ونظرا إلى حالة الاقتصاد التركي في الوقت الحالي، يريد استعادة الشراكة الاقتصادية مع حكومة الوفاق. لذلك، في هذا الصدد، كانت ليبيا مهمة دائما".

وأوضحت "تول" أن "أردوغان يأمل في البقاء في السلطة من خلال التدخل في ليبيا. لقد استخدم السياسة الخارجية كأداة للبقاء في السلطة. في الماضي، لعبت سوريا هذا الدور"، ومع ذلك، فإن العديد من الأتراك لا يدعمون نشر أردوغان القوات في ليبيا.

وحسب "تول" فإن: "نشر القوات التركية هناك خطوة لا تحظى بشعبية، لأن الكثيرين لا يفهمون سبب قيام تركيا بإرسال قوات إلى مكان مثل ليبيا. إنهم لا يفهمون الديناميات هناك، وليس هناك بعد داخلي للنزاع الليبي لكثير من الناس الذين يعيشون في تركيا. إذا كنت تعتقد أن تحركاته مربكة في عالم السياسة الخارجية، فهذا لأنه مرعوب. والسبب الرئيسي هو أنه يحاول إنقاذ حكمه، ولهذا السبب يتخذ إجراءات قد تتناقض مع بعضها البعض".

ووفقا لاستطلاع للرأي أجري مؤخرا، رفضت غالبية ساحقة من الناس إرسال قوات تركية إلى هناك، حيث إن الشعب التركي لا يفهم الهدف من هذا التدخل، تقول تول: "إنها فترة أزمة اقتصادية، فلماذا نرسل أولادنا إلى بلد أجنبي؟".

في النهاية أشارت الخبيرة التركية إلى ضعف موقف الرئيس التركي: "ليس لدى أردوغان العديد من الخيارات الأخرى. ففي الداخل، المشكلة التي يواجهها هي أنه لا يستطيع تقديم حلول ملموسة، لا يستطيع حقًا حل المشكلات الاقتصادية، لا يستطيع إعادة الديمقراطية في البلاد إلى مسارها، لقد أنشأ نظامًا رئاسيًا جعله أكثر عرضة للانتخابات، لأنه يجب عليه الآن الحصول على 50٪ زائد 1 للبقاء في السلطة، بينما في الماضي، وفي ظل النظام البرلماني، كان بإمكانه الحصول فقط على 35٪ وحكم البلاد".