رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فاروق: الحجز الإلكتروني سيشكل 60% من السائحين الوافدين في 2020

جريدة الدستور

◄توقعات بـ60% من السائحين الوافدين لمصر فى 2020 عن طريق الحجز الالكترونى

◄فرض ضرائب على مواقع الحجز الشهيرة سيحقق مليارات لخزانة الدولة المصرية أسوة بدول العالم

◄أوبر وكريم أثروا على النقل السياحى بمصر


◄منتصف يناير بداية تحول شركات السياحة إلى الرقمنة


يشهد سوق التكنولوجيا بشكل يومى تطورا جديدًا، فباتت التكنولوجيا والسوشيال ميديا هى المتحكم فى حياتنا اليومية الأمر الذي جعل الإنسان أسير لها طوال اليوم، فمنذ إستيقاظك حتى نومك وأنت ممسك بالموبايل للتنقل بين مواقع السوشيال ميديا وغيرها من المواقع الإلكترونية، سواء كان بهدف العمل أو التسوق أو الترفيه، حتى أصبحت مستهدفة من رواد الأعمال الموجودين على شبكة الأنترنت يحاولون إغراءك لدخول إلى مواقعهم أو شراء منتجاتهم، وقد دخلت التكنولوجى بكافة الأعمال والصناعات ومن بينها صناعة السياحة، وبعد الغزو الموجود من قبل مواقع الحجز الألكترونى الشهيرة للسياحة، فأصبحت شركات السياحة المصرية فى خطر أمام هذا الغزو الخارجى، ولهذا تحاورنا مع« محمد فاروق»، رئيس لجنة السياحة الإلكترونية بغرفة شركات السياحة، وعضو مجلس غرفة شركات السياحة، والذى يمتلك في رصيده أكثر من 16 عامًا من الخبرة فى مجال العمل الإلكترونى للسياحة، لنتعرف منه كيف تستطيع شركات السياحة مواجهة هذا الزحف الخارجى وآلية تحويلها فإلى نص الحوار:

- كيف نستطيع تحويل شركات السياحة المصرية للعمل بالنظام الرقمى ؟

فى البداية أحب أوضح لك الفرق بين التسويق الإلكترونى، وهو أن تعرض المنتج الذى تبيعه على مواقع التواصل الاجتماعى أيًا كان هذا المنتج، سواء منتج سياحي أو غيره من المنتجات، وتقوم بتسويقه لجذب العملاء إليه، وهذا ما تقوم به أغلب الشركات، ولكن ما نطمح إليه أن تتحول كافة المعاملات التى تجرى داخل شركة السياحة منذ لحظة حجز السائح، حتى وصوله إلى مصر، لتكون بالنظام الرقمى كما هو معمول به عالميًا، والانتهاء من عصر الورق، ولكن للأسف ليس هناك شركات تكنولوجيا داخل مصر تستطيع أن تزود الشركات بهذه الخدمة كما أن منطقة الشرق الأوسط بالكامل ليس بها شركات تقوم بهذه الخدمة بالجودة المطلوبة، فهذه الشركات متمركزة بأوروبا وأسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

- ما الذي ستقوم به غرفة الشركات لمساندة شركات السياحة للقيام بهذا التحول ؟

- لقد تواصلنا مع أكبر 7 شركات بالخارج من مزودي الخدمة، وستأتي واحدة منها يوم 13 يناير الجارى للقاهرة وسيتم دعوة شركات السياحة لحضور العرض الذى ستقدمه الشركة والإمكانيات المتاحة لديها لتحويل الشركات للرقمنة، وفي 15 يناير سيتم تقديم نفس العرض لشركات السياحة بالإسكندرية وقد تم الاتفاق معها على تكلفة معينة لإتاحة الفرصة لكافة الشركات للاشتراك والتعاقد ولن تتعدى التكلفة ما بين 8 إلى 10 آلاف دولار، وذلك على حسب استهلاك السوق المصرى، وحجم أعمال الشركات وقد تم الوصول إلى هذا الاتفاق بعد تدخل الغرفة، وستكون النواة لدخول الشركات إلى عالم الرقمنة.

- هل تستطيع الشركات المصرية تحجيم عمل مواقع الحجز الإلكتروني الشهيرة (كبوكينج وغيرها)؟

لأكون واضحًا معك لا تستطيع مؤسسة أن تحجم أعمال تجرى بالفضاء الإلكترونى ولكن أستطيع أن أوفر بيئة مناسبة لشركات المصرية تستطيع من خلالها منافسة هذا المواقع كما تستطيع الدولة أن تضع قيود على هذا المواقع لتجلب منها حقها لصالح عملها بالسوق المصرى.

- كيف يتم ذلك؟

عن طريق فرض ضرائب عليهم يتم تحصيلها لحساب الدولة كما هو معمول به بكافة دول العالم، فهولندا الدولة التى بدأت فيها شركة بوكينج تصل الضريبة المفروضة عليهم بها 18 %، وتركيا 15 % بالإضافة إلى فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية إلا أن أكبر دول تتعامل مع السياحة الإلكترونية تقوم بفرض ضريبة على مواقع الحجز الإلكتروني دون أى مشكلة.

- كيف يتم تحصيل هذه الضريبة ؟

تتم عن طريق الفندق المصرى فبوكينج وغيرها من مواقع الحجز الإلكتروني تحصل نسبة عمولة من الفنادق على كل 100 دولار تقوم بإدخاله للفندق تأخذ به عمولة تصل إلى 25 دولار، ونفس الأمر لشركة السياحة، ولكن ما يحدث للشركة أنه يتم خصم 0.5% كضريبة من الفندق، ثم تأتي مصلحة الضرائب لتحصل من الشركة 21.5% لتحصل الـ22% من العمولة، أما الشركة الأجنبية فتحصل على 25 دولار كاملة دون فرض أى ضرائب عليها، كما أن الشركة المصرية لا تحصل على هذه العمولة كاملة حيث أنها تأتي بالسائح من منظم الرحلات بالخارج الذى يحصل على نسبة عمولة، ولكن موقع الحجز يأتي بالعميل مباشرة، وبتحصيل هذه الضريبة ستدخل إلى خزانة الدولة المصرية المليارات سنويا كما تستطيع الشركات منافسة هذا المواقع بخلق عدالة بينهم، ولهذا تجد أن العروض على مواقع الحجز أفضل من عروض الشركات لأنه يستطيع عمل خصم لو قامت به الشركة ستغلق أبوابها ولن تستطيع دفع رواتب موظفيها وغير ذلك من التزاماتها تجاه الدولة



- بعد فرض هذه الضريبة هل تستطيع الشركات المصرية منافستهم ؟

لا أجزم لك أن الشركات ستتحول فجأة الى هذا الموقع فبوكينج على سبيل المثال تصل حجم أعمالها قرابة 80 مليار دولار ولكن تستطيع مجاراتها، فالشركات المصرية يجب عليها أن تخصص وتتقن جزء من العملية السياحية تنافس به، فليس المهم أن آتى بالعميل من الخارج وأقوم له بتنفيذ برنامج وأعود به مرة أخرى دون أن أحقق رضائه، فتستطيع الشركات أن تتخصص في جزء ولو صغير من هذه الدورة وتحقق رضاء العميل عنها وهذا ما تسعى إليه كافة الشركات التى تعمل فى المجال الإلكتروني هو الحصول على إرضاء العميل لمنتج الذى تقدمه، حيث أنه ببساطة إذا لم تحقق هذا الرضا يتوجه العميل إلى شركة منافسة وليس هو فحسب بل كافة معارفه واصدقائه.

- ماهو حجم السائحين القادمين لمصر عن طريق الحجز الإلكتروني ؟

بنهاية 2018 وصلت إلى فنادق مصر عن طريق الأون لاين من مواقع الحجز الإلكتروني الشهيرة من 29 إلى 30% من حجم السائحين الذين دخلوا إلى مصر وفى 2019، من 38 إلى 40%، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة الى 60 % خلال 2020 وهذه المؤشرات تؤكد زيادة الإقبال العالمي على سوق الأونلاين ومن لن يطور من نفسه سيختفى نهائيا من السوق.

- كيف ترى السوق الالكتروني حاليا؟ وما هى توقعاتك له؟

هناك تطور بشكل يومى فى سوق التكنولوجيا فحلت التطبيقات على الهواتف الذكية كبديل للمواقع الإلكترونية التي وصلت الى 4% فقط حجم مستخدميها على مستوى العالم، وأصبحت هذه التطبيقات تتطور يوميا لمحاولة إرضاء العميل، فكل تطبيق يتم تنزيله على الهاتف يعتبر فرع للشركة ومسوق أيضا لها من خلال دعوة أقاربه ومعارفه وإزالة هذا التطبيق بمثابة غلق فرع للشركة وكل تعليق سلبى يحسب من نقاطة وعلى العكس بالتعليق الايجابى.

وأتوقع أنه مع التطور التكنولوجى ستختفى خلال العامين القادمين فكرة التطبيقات ليحل محلها مواقع التواصل الاجتماعى أى سيتم التسويق والشراء والبيع عبر هذه المواقع، وبالنظر إلى السوق المصرى فهناك 39 مليون مصرى يستخدمون الفيس بوك أغلبهم من الفئات العمرية الكبرى، أما الفئات الصغيرة المستهدفة فستجدها مائلة للأنستجرام 11 مليون مصرى، 2.6 مليون على تويتر أى أن السوق الأكبر لمقدمى الخدمة سيكون عبر الأنستجرام الذى سيحظى بمشاهدة أكبر من بدائله بمواقع التواصل الأخرى.

- كيف ترى تعامل المصريين مع السوق الالكتروني ؟

هناك زيادة يومية في حجم المصريين المتعاملين مع السوق الالكتروني، فبحسب الإحصائيات هناك 80 مليون مصرى يتعامل مع الإنترنت بشكل يومى، 40% منهم يقومون بالبحث على المنتجات الموجودة على الإنترنت بهدف الشراء و35 % منهم يقومون باتخاذ قرار الشراء، وهم الفئة العمرية من 18 إلى 33 سنة، إلى أنه بعد 5 سنوات ستصل نسبة المتعاملين مع الشراء الالكتروني إلى 80% حيث أن هذه الفئة ستصبح هي صاحب القرار، بمعنى أن أى مقدم خدمة لن يكون له منفذ على الانترنت لن يكون له وجود اصلا.

- كيف ترى تسويق المقاصد السياحية المصرية إلكترونيا ؟

فى البداية أحب أوضح لك إن أول من وضع السياحية المصرية على هذه الخريطة هي وزيرة السياحة السابقة وزيرة التعاون الدولى الدكتورة رانيا المشاط، فأقامت شراكات مع كبرى مواقع الحجز الألكترونى
منها شركة Ctrip الصينية، ومؤسسة Discovery العالمية، ومجموعة إكسبيديا Expedia العالمية، وشركة Isobar، فأكسبيديا أصبح حاليا يسوق للسياحة المصرية والذى أعلن مؤخرا عن زيادة حجم مبيعاته إلى مصر بنسبة تصل إلى 39% خلال 20182019، كما يسوق لك ايضا على بابا فى الصين وتواجدنا على شبكة السي أن أن والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعى الذين تم دعوتهم لزيارة المقاصد السياحية المصرية، وقاموا بالتقاط الصور ووضعها على صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فكل ذلك وضع مصر على الخريطة الإلكترونية وارتفاع نسب الحجز الالكترونى يوميا يدل على ذلك.

- هل أثر وجود أوبر وكريم على مجال النقل السياحى ؟

بالطبع لهم تأثير قوى فيتوفر فيهم أهم عنصر للجذب وهو الأمان، فيوفروا كافة المعلومات عن السائق ورقم لوحة السيارة كما أن سعره أرخص من المنافسين له وهذا ميزة أخرى فيلجأ إليه السائح عن تأجير الليموزين أو غيرة من وسائل النقل السياحى، فنحن المواطنين المحليين نستخدمهم بشكل يومى وانخفض الإقبال على التاكسى العادى.