كيف حولت الحكومة الصعيد من مناطق نائية إلى مدن حديثة؟

لسنوات طويلة ماضية عانى أهالي الصعيد من التهميش ولم يكونوا على قائمة أولويات الكثير من الحكومات السابقة في التعمير والتنمية إلا أن هذا الوضع اختلف كثيرًا في السنوات القليلة الماضية، فوضع الحكومة تنمية الصعيد والاستثمار فيها هدف أساسي أمامها ونفذت خلال هذه السنوات مئات من المشاريع في تمهيد الطرق وبناء الكباري والمحاور، بالإضافة إلى محطات تنقية ومعالجة وتحلية المياه، ومشروعات زراعية واستصلاح أراضي زراعية.

وقالت وزارة التنمية المحلية، إن برنامج الحكومة لتنمية الصعيد سيتم تنفيذه على عدة مراحل أولها في محافظتي سوهاج وقنا بتمويل جزئي بقرض من البنك الدولي قيمته 500 مليون دولار، ومساهمة من الحكومة المصرية قدرها 457 مليون دولار.

"الدستور" في السطور التالية عرضت حجم المشروعات التي تم تنفيذها في الصعيد، وتواصلت مع بعض العمال والمهندسين المسئولين عن تنفيذ هذه المشاريع التنموية.

محمود علي عامل بإدارة التسهيلات بطريق الصعيد الحر، قال إنه من أهم المحاور التي تم بناؤها في الصعيد لأنها تربط القاهرة بالصعيد حيث يمتد من مدينة حلوان إلى وسط الصعيد، موضحًا أن الطريق اختصر المسافة بشكل كبير فالمسافر من القاهرة لمدن الصعيد يستطيع الوصول في نصف الوقت عن طريق هذا المحور.

وتابع محمود عمال إدارة التسهيلات دورهم هو مراقبة العمل وإزالة العقبات التي تواجه العمال والمهندسين وتوفير أماكن السكن لهم إذا كان سكنهم بعيدًا عن أعمال الحفر في المحور، مشيرًا خلال عملية تنفيذ المحور على أرض الواقع يقوم العمال بتنفيذ خرائط المساحة وأقوم أنا بمراجعة الأعمال التي نفذوها على أرض الواقع وإذا كانت مطابقة للأعمال على خرائط المساحة.

ولم يكن محور الصعيد الحر هو المشروع الوحيد الذي نفذته الحكومة في مجال الطرق بل نفذت عدة كباري في مدن مختلفة، فنفذت كوبري نجع حمادي والذي يهدف إلى القضاء على التقاطعات السطحية مع خط سكة حديد نجع حمادي وتسهيل الحركة المرورية لخدمة القادم من قرى نجع حمادى إلى داخل المدينة والحد من الحوادث المرورية.

وكوبرى طهطا بسوهاج، ويهدف لتوفير السيولة المرورية من الشرق إلى الغرب بطول 10500 مترًا، وعرض 16 مترًا، ولسهولة ربط شرق وغرب النيل، كما تم إنشاء كوبري الكباش بالأقصر ليحقق مدى الرؤية لطريق الكباش الأثري كمنطقة جذب سياحي.

وحسب البيانات التي نشرها مركز المعلومات واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، تكلفت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإنجاز 325 مشروعًا تنمويًا بصعيد مصر، تم الانتهاء من تنفيذ 148 مشروعًا، وجار العمل بـ 177 مشروعًا آخر، بالإضافة إلى الانتهاء من تنفيذ 46 صومعة للغلال منها صومعة الغلال بالمفالسة بأسوان، وصومعة سدس الفشن بمحافظة بنى سويف، وصومعة الغلال بميناء دمياط، بسعة تخزينية 70 ألف طن.

كما نفذت الهيئة أعمال البنية الأساسية لاستصلاح 21 ألف فدان بالفرافرة، حيث تم الانتهاء من حفر 88 بئرًا، و28 حوض أكسدة، وتدبير 128 جهاز رى محورى، و166 طرمبة رفع، و117 مولدًا كهربائيًا، على أن يتم استصلاح 224 ألف فدان أخرى، ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان، واستصلاح وتنمية 43 ونصف ألف فدان، بالمراشدة بمحافظة قنا، حيث تم حفر 27 بئرًا، وزراعة 200 فدان كتجربة، وإنشاء 4 صوب زراعية، حيث كانت نتائج الإنتاج مبشرة، وقام الرئيس بإعطاء إشارة البدء فى طرح الـ 21 ألف فدان للاستثمار.

المهندس محمد صابر، نائب رئيس جهاز مدينة أسوان الجديدة، قال إن الصعيد تطورت كثيرًا عن الماضي، وتم إنشاء الكثير من المدن الجديدة بها منها مدينة أسوان الجديدة التي تشمل أكبر محطة تنقية مياه الشرب فى أسوان، والتي تم إنشائها على 3 مراحل، الأولى بدأت عام 2014 وتم الانتهاء منها فى 2016، وتضخ 25 ألف متر مكعب مياه فى اليوم، والثانية يتم العمل عليها حاليًا، لضخ نفس الكمية، ومن المفترض الانتهاء منها فى 2020، والثالثة لم يتم البدء فيها حتى الآن.

وأوضح أن المحطة تخدم نحو 5 آلاف مواطن يستخدمون مياهها فى الشرب، لذا تعتبر المحطة الرئيسية فى تنقية المياه بأسوان، التى كانت تعانى من أزمة مياه قبيل إنشاء تلك المحطات.