رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بداية جديدة.. كيف تحوِّل الدولة المتعافين من الإدمان إلى «أصحاب أملاك»؟

جريدة الدستور

«مجرم».. وصمة اجتماعية دائمًا ما يوصف بها المتعافى من إدمان المواد المخدرة، وتؤدى فى كثير من الأحيان إلى عودته لطريق الإدمان من جديد، كرد فعل على نظرة المجتمع إليه، وهو الأمر الذى أدركته أجهزة الدولة المعنية، وعلى رأسها وزارة التضامن الاجتماعى وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى التابع للوزارة.

ولحل تلك الأزمة رأى الصندوق أن أفضل وسيلة هى دمج هؤلاء فى المجتمع، من خلال توفير قروض ضخمة لهم تتيح إقامة مشروعات صغيرة يمتلكونها وتمثل مصدر دخل ثابتًا لهم يعينهم على الحياة، ويجعلهم يشعرون بوجود تغيير كفيل بمنع عودتهم إلى الإدمان مرة أخرى، وذلك ضمن مبادرة موسعة أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعى تحت اسم «بداية جديدة». فى السطور التالية، تكشف «الدستور» عن تفاصيل تلك المبادرة وشروط الحصول على القرض الذى تتضمنه، وتحاور عددًا من المستفيدين منها.


مشروعات فى البقالة والاكسسوارات والمطاعم.. والإقلاع منذ 10 أشهر وعدم وجود «سوابق إجرامية» أهم الشروط

أطلق صندوق مكافحة الإدمان والتعاطى، قبل شهور، مبادرة «بداية جديدة» بهدف دمج المتعافين من الإدمان فى المجتمع وتغيير النظرة السلبية تجاههم وتعمد البعض تصنيفهم فى عداد «المجرمين».
وتتضمن المبادرة التى تتبناها الحكومة منح المتعافى قرضًا تصل قيمته إلى ١٠٠ ألف جنيه لبدء مشروع شخصى له، شريطة أن يعلن عن رغبته الحقيقية فى عدم العودة للإدمان مجددًا.
وحرصًا منها على الجدية فى إقلاع المستهدفين عن تعاطى المخدرات، وضعت «التضامن» عدة شروط للحصول على القرض، منها أن يكون المتعافى متوقفًا عن التعاطى مدة لا تقل عن ١٠ أشهر، ومنتظمًا فى حضور البرنامجين العلاجيين الفردى والجماعى، وأن يكون خاليًا من الأمراض العقلية المصاحبة للإدمان، وعمره لا يقل عن ٢١ عامًا، وألا تكون له سوابق إجرامية أو قانونية تعوقه عن الحصول على القرض.
كما اشترطت الوزارة ضرورة تواصل المتعافى مع إخصائى «الخط الساخن» المشرف على علاجه، وتأكيد رغبته فى الحصول على القرض، ثم تحديد موعد له مع مختص من الصندوق لاستيفاء الأوراق وإجراء دراسة جدوى للمشروع، فيما يتولى الصندوق متابعة الإجراءات الإدارية مع البنك لحين حصول المتعافى على القرض.
وتعد «بداية جديدة» بذلك فرصة جيدة للمتعافين الذين انتهت مرحلة علاجهم من التعاطى للعودة مرة أخرى إلى المجتمع فى ثوب جديد، وإظهار صدق عزمهم على عدم العودة إلى المخدرات مرة أخرى، علمًا بأن القائمين على علاجهم يحافظون على مبدأ «السرية التامة» حفاظًا على خصوصية المريض وإعدادًا للمرحلة الجديدة المعنى بها المبادرة وهى دمجه فى المجتمع مثله مثل أى فرد آخر.
من جهته، أعلن عمر عثمان، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى، مدير صندوق مكافحة التعاطى والإدمان فى الوزارة، عن توقيع بروتوكول بين الصندوق وبنك ناصر الاجتماعى لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر للمتعافين من الإدمان بهدف دمجهم داخل المجتمع ضمن مبادرة «بداية جديدة».
وأوضح «عثمان»: «نوفر التمويل اللازم لمشروعات صغيرة للمتعافين، لتمكينهم من إيجاد مصدر رزق يعينهم على أعباء الحياة والإنفاق على أسرهم، وذلك فى مجالات وأنشطة مختلفة، مثل البقالة واكسسوارات المحمول ومطحن ذرة ومطحن بن ومطعم فول وطعمية، وغيرها من المشروعات الأخرى».
وأكد أن قيمة إجمالى القروض التى تم توفيرها لإنشاء مشروعات صغيرة للمتعافين بلغت نحو ٢ مليون و١٦٠ ألف جنيه حتى الآن، إلى جانب ٨٠ ألف جنيه أخرى من المخطط توفيرها خلال أيام، مضيفًا: «يتم تلقى أفكار حول المشروعات الملائمة للمتعافين، ثم دراستها ومساعدتهم فى تمويلها».
وأشار إلى أن هذه المشروعات تحقق عائدًا كبيرًا للشخص المتعافى من الإدمان، بما يضمن عدم عودته للمخدرات مرة أخرى، أو ما يعرف بـ«الانتكاسة»، وذلك فى إطار الحرص على تقديم خدمات ما بعد العلاج والدمج المجتمعى للمتعافين كأفراد نافعين فى المجتمع، مشددًا على أنه «لن يتم ترك الشباب بعد إتمام مرحلة تعافيهم وسيتم إيجاد فرص عمل مناسبة لهم ودمجهم فى المجتمع مرة أخرى».
واختتم: «المبادرة هدفها تغيير النظرة المجتمعية أو الوصمة الاجتماعية تجاه المدمن أو المتعافى من الإدمان، لأن البعض يصنفه ضمن المجرمين أو المنحرفين».
وأشاد الدكتور هشام جمعة، إخصائى علم النفس وعلاج الإدمان فى صندوق مكافحة الإدمان والتعاطى، بفكرة منح قروض للمتعافين، باعتبارها من أهم محاور العلاج التى يعتمد عليها الصندوق، موضحًا أن هذا المحور يأتى فى آخر مرحلة للعلاج، المسماة «مرحلة الدمج المجتمعى».

محمد مصطفى: «السوبر ماركت» أحيانى بعد خسارة أموالى وأهلى
بعد التعرف على تفاصيل المبادرة وشروطها، التقت «الدستور» عددًا من المتعافين من الإدمان المستفيدين من المبادرة، وأولهم محمد مصطفى، ٤٧ عامًا، الذى بدأ حديثه قائلًا: ««أدمنت كل المواد المخدرة لمدة ٢٥ سنة، وخسرت بسبب ذلك أموالى وأهلى، وفقدت الرغبة فى الحياة».
وأضاف: «استمر ذلك حتى رأيت إعلان صندوق مكافحة الإدمان والتعاطى عن إمكانية علاج المدمنين، فاتصلت بالخط الساخن المخصص لذلك دون أى تفكير، خاصة أننى حاولت قبل ذلك العلاج فى أكثر من مركز لكن جميع المحاولات باءت بالفشل. وبمجرد دخولى المستشفى التابع للصندوق بدأت رحلة العلاج تحت إشراف مجموعة من الاستشاريين والمختصين، والآن تعافيت تمامًا بعد عامين كاملين من العلاج». ولم يتوقف دور الصندوق مع «مصطفى» عند العلاج والمتابعة فقط، بل وفر له قرضًا ضمن مبادرة «بداية جديدة» ليعينه على إقامة مشروع يكون مصدر رزق له ولأسرته، وهو ما أوضحه بالقول: «تعاقدت مع بنك ناصر الاجتماعى وحصلت على القرض، ومن خلاله فتحت محلًا لبيع المواد الغذائية (سوبر ماركت)». وواصل: «المحل وفر لى مصدر رزق كبيرًا لم أحلم به، وساعدنى على فتح بيتى وأبقى زى بقية الناس»، واعدًا بالعمل على توسعة المشروع خلال الفترة المقبلة، بعدما حقق نجاحًا كبيرًا لم يتوقعه، وأعاده للحياة مرة أخرى.

محمد مهدى: بجهز شقتى من «البلاى ستيشن»
تعافى محمد مهدى من الإدمان منذ ٣ سنوات، بعد أن ظل مدمنًا مدة ١٠ سنوات، وهى التجربة التى رواها قائلًا: «بدأت رحلتى مع الإدمان بسيجارة عادية حين كنت فى سن ١٦ عامًا، وبعدها أصبحت مدمنًا كل أنواع المخدرات».
وأضاف «مهدى»، البالغ ٣١ عامًا، حاصل على بكالوريوس سياحة وفنادق: «كنت منبوذًا ومرفوضًا فى المجتمع، ومن كل أفراد عائلتى، والدى ووالدتى وشقيقتىّ. اكتشفت والدتى إدمانى وحاولت هى ووالدى مرارًا إقناعى بالتوقف، لكن رفضت ذلك ولم أقبل كلامًا من أحد».
النقطة الأولى الفارقة فى حياة «مهدى» كانت وفاة والدته بمرض «السرطان»: «ذهبت معهم ودفنتها وأنا لا أشعر بشىء، لأن المخدر مسيطر على جسمى وتفكيرى، واستمررت بعدها فى تناول المخدرات حتى جاءت النقطة الفارقة الثانية فى حياتى وهى وفاة والدى، وأصبحت وحيدًا ومرفوضًا من شقيقتىّ وزوجيهما».
وقال إن شقيقتيه اتصلتا بالخط الساخن التابع للصندوق فى محاولة أخيرة لإنقاذه، تنفيذًا لوصية والده، رغم أنه حاول أكثر من مرة العلاج عن طريق عيادات خاصة وفشل، وبعد الاتصال تم تحويله إلى مستشفى الخانكة، وأسهم صندوق مكافحة الإدمان بمجهود كبير فى علاجه. وأضاف: «بعد شفائى بدأت أبحث عن عمل وفكرت فى مشروع محل بلاى ستيشن فى عين شمس، واقترحت الفكرة على الصندوق، ووافق عليها بعد دراسة الجدوى التى قدمتها، وحصلت على قرض قيمته ٨٠ ألف جنيه وفتحت المشروع منذ حوالى سنة وبدأت أكسب منه».
واختتم: «خطبت وبدأت تجهيز شقتى، ولدى فكرة أخرى وهى توسيع المشروع بعد سنة من الآن، خاصة أنى نجحت فى التجربة وأصبح المحل من المشروعات المربحة».


رمضان حسين: حياتى نضفت بعد الكوافير
حصل رمضان حسين، متعافٍ من الإدمان، على قرض أسهم فى تحقيق حلمه بافتتاح «كوافير حريمى»، وهو ما نقله من حياة منبوذ فيها مجتمعيًا إلى «حياة نظيفة» يعيش فيها «صاحب مِلك»، وفقًا لقوله.
وقال «حسين» إنه أدمن المواد المخدرة لمدة ٢٢ سنة، ثم أقلع عنها بفضل صندوق مكافحة الإدمان والتعاطى، موضحًا أن رحلة علاجه بدأت فى مستشفى الخانكة بعد أن تم تحويله للعلاج به.
وبَيّن إجراءات حصوله على القرض: «سمعت عن قروض يمنحها بنك ناصر للمتعافين من الإدمان، وأخبرنى أحد الأطباء الإخصائيين، الذى كان يشرف على رحلة علاجى، باختيارى ضمن النماذج المرشحة للحصول على القرض».
وأضاف: «فرحت جدًا وشعرت بأن ربنا كرمنى بالتعافى، وبأنى هرجع أعمل مشروع أعيش منه. وبالفعل حصلت على القرض، والمشروع بقاله ٤ سنين، وفى طريقى حاليًا للحصول على قرض آخر للتوسع فيه، وهو حلم أسعى لتحقيقه منذ سنوات».


١٦٤ ألف متقدم للتعافى هذا العام.. ومراكز علاج فى كل المحافظات بحلول 2022

ازدادت ثقة المدمنين فى الخدمات المقدمة لهم من صندوق مكافحة التعاطى والإدمان، حتى إن الخط الساخن المخصص من الصندوق لعلاج الإدمان «١٦٠٢٣» استقبل طلبات من ١٦٤ ألف مريض، وتم البدء فى علاجهم داخل ٢٣ مستشفى فى ١٣ محافظة، منذ بداية العام الجارى.
وقرر مجلس إدارة الصندوق تشكيل لجنة مشتركة مع الأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة والسكان لإعداد نظام متكامل لضمان تطبيق معايير جودة البرامج التأهيلية فى كل المراكز العلاجية التى يتم افتتاحها، وفقًا للمؤشرات العلمية المعتمدة من منظمة الصحة العالمية.
وحسب مسئولى الصندوق فإنه «تتم إتاحة خدمات علاج الإدمان بالمجان رغم تكلفتها الباهظة»، مشيرين إلى أن مصر من الدول القليلة فى العالم التى توفر هذه الخدمات مجانًا، لقناعتها بأن خسائر الإدمان على المجتمع لا تقدر بثمن، وبأن علاج مريضه هو أحد أهم عوامل ترسيخ الأمن الاجتماعى، خاصة أن المدمن إذا لم يجد العلاج سيسعى لجذب العديد من الشباب لبراثن هذا المرض اللعين ويتحول الواحد لعشرات المرضى.
وافتتح الصندوق ٤ مراكز علاجية جديدة هذا العام، فى محافظات الفيوم وبنى سويف وسوهاج ودمياط، وجميعها كانت محافظات محرومة من خدمات علاج الإدمان، ويستهدف تعميم التجربة فى محافظات الجمهورية كافة بحلول العام ٢٠٢٢ فى إطار برنامج الحكومة المُعتمد من مجلس النواب.
وتتضمن أماكن عيادات الخط الساخن التابع للصندوق فى المحافظات: مستشفيات مصر الجديدة للصحة النفسية، والعباسية للصحة النفسية، وحلوان للصحة النفسية، والقوات المسلحة بالمعادى، والحسين الجامعى، وقصر العينى بالقاهرة، وواحة الأمل بوادى النطرون ومركز الطب النفسى بالدمرداش.
كما توجد عيادات فى مستشفيات: المعمورة بالإسكندرية، وبورسعيد للصحة النفسية، والخانكة بالقليوبية، وبنها للصحة النفسية، وشبين الكوم للصحة النفسية بالمنوفية، والمنيا للصحة النفسية، وأسيوط للصحة النفسية، وأسوان للصحة النفسية، والعزازى بالشرقية، وطنطا للصحة النفسية بالغربية، وشبرا قاص، إضافة إلى مراكز علاج وتأهيل متعاطى المخدرات بمطروح، والمركز الوطنى لعلاج الإدمان بالإسماعيلية، ومركزين بالدقهلية والمنيا.

28 ألف متطوع فى صندوق المكافحة.. وتوعية 1.5 مليون بأخطار المخدرات
بالتوازى مع أنشطة صندوق مكافحة الإدمان لمساعدة المدمنين فى الانتصار على ذلك البلاء ودمجهم فى المجتمع بمشروعات صغيرة، يبذل جهودًا كبيرة أيضًا فى الحفاظ على غير المدمنين وذلك عبر التوعية المستمرة بخطورة تعاطى المخدرات.
وكشف عمر عثمان عن إتاحة تجربة تطوع الشباب فى الصندوق ليصوغوا، جنبًا إلى جنب مع كوادره، سياسات مواجهة مشكلة المخدرات وذلك عن طريق برامج تأهيل وتدريب لهؤلاء المتطوعين، ومن بينها إطلاق دبلومة مهنية فى جامعة القاهرة لتأهيل الشباب للاضطلاع بدورهم فى خفض الطلب على المخدرات بأحدث الأساليب العلمية.
وقال «عثمان» إنه يتم تدريب الشباب على مهارات حل المشكلات وتقدير الذات والتفكير الإيجابى وكيفية التواصل مع أقرانهم لإقناع من يدمن المواد المخدرة بالتوجه إلى الخط الساخن لتلقى العلاج بالمجان وفى سرية تامة، مشيرًا إلى وصول عدد المتطوعين من الشباب بصندوق مكافحة الإدمان إلى قرابة ٢٨ ألف شاب وفتاة على مستوى الجمهورية.
وخلال الفترة من يوليو ٢٠١٨ حتى يوليو ٢٠١٩، استطاع هؤلاء الشباب المتطوعون لدى الصندوق رفع وعى ١.٥ مليون طالب وطالبة بأضرار تعاطى المخدرات، وذلك فى ١٠ آلاف مدرسة بمختلف المحافظات، بجانب وصولهم إلى أكثر من ٢٥٠ مركز شباب على مستوى الجمهورية، وفقًا لـ«عثمان».
وأضاف: «نفذ الشباب أيضًا مبادرات متنوعة استهدفت الفئات المختلفة داخل المجتمع، واستفاد منها أكثر من ٥٠٠ ألف مواطن، بجانب الإسهام فى تقديم خدمات العلاج إلى ١٦٤ ألف مريض إدمان تقدّموا بطلب العلاج من خلال الخط الساخن الذى تسهر عليه كوادر تطوعية متميزة ومؤهلة على مدار الـ٢٤ ساعة».
وأعلن عن اختيار الصندوق ١٠ مشروعات رائدة فى ١٠ محافظات مختلفة لتمويلها، جميعها يهدف إلى مكافحة تعاطى المخدرات والوقاية من الإدمان، موضحًا: «لأول مرة يصمم الشباب المشروعات بسواعدهم وسيتم البدء فى تنفيذها فورًا». وشدد على أن اختيار الشباب المتطوع عملية مدروسة بعناية ولا تُدار بشكل عفوى، إذ يخضعون لبرامج تدريب وتأهيل تعمل على تمكينهم وزيادة قدراتهم فى أداء الأدوار المنوطة بهم فى مكافحة المخدرات والتوعية بخطورتها على أفضل وجه.
وأشار إلى أن إدارة الوحدات التطوعية تتم بأسلوب ديمقراطى حر، فينتخب المتطوعون فى كل محافظة رئيس وحدتها التطوعية وأعضاءها، وفقًا لهيكل إدارى محدد، ولفترات زمنية محددة، وذلك حتى تكون تجربة الشباب فى العمل التطوعى ذات منفعة مزدوجة للمتطوع والصندوق.
واختتم: «تجربة التطوع تخضع لتقييم علمى مستمر، وسيشهد اليوم العالمى للتطوع، فى ديسمبر المقبل إطلاق نتائج دراسة متكاملة حول تجربة التطوع بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان».