رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالفيديو| «أيادي عامرة».. رضا فضل صاحب أول رسالة دكتوراه لذوي القدرات الخاصة

جريدة الدستور


وسط تصفيق الحاضرين شاهد أمامه الكلمة التي كتبها في أول يوم له بكلية التربية الفنية بجامعة الأزهر - الأول على الدفعة ومعيد بالكلية -، الدموع التي سقطت منه لحظة إعلان حصوله على الدكتوراة في الفنون التشكيلية لم تعد فقط دموع الفرح ولكنها دموع التحدي لكل من وقف أمامه وقال له "أنت معاق لاتصلح أن تكون فنانًا".

رضا فرج من ذوي الاحتياجات الخاصة حصل على الدكتوراة في الفنون التشكيلية قسم رسم وتصوير، ليكون أول أستاذ من ذوي الإعاقة الحركية يتناول قضية ذوي الاحتياجات الخاصة، وبالتحديد الفنانين ذوي الإعاقة الحركية الذين يرسمون بالفم أو بالقدم فكان عنوان الرسالة "الاتجاهات التعبيرية والأساليب الأدائية في الأعمال التصويرية للفنانين من ذوي الاحتياجات الخاصة".

ذهبت "الدستور" لإمبراطورية إبداعه ومرسمه الفني الذي دائمًا ما ينثر من خلالها عبير الإبداع والتميز، ففي البداية قال لـ"الدستور"، إنّ جميع رسائل الماجستير والدكتوراة التي تناولت ذوي الاحتياجات الخاصة تحدثت عن إعاقتهم الجسدية وتأثيراتها النفسية، ولكن لم يتناول باحث الفن الذي يقدمه ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرًا "استوحيت فكرة الرسالة منعدد من الطلاب في مركز الفنون في كفر الشيخ، وتم اختيار جزء منهم ليكون من بين عينات البحث الخاصي بي في الرسالة".
وتابع رضا، "حياتي لم تكن سهلة وممهدة، ولكنني حاربت لأثبت أنني أملك قدرة على الحياة والتعلم، بدأت حياتي في قرية شباسي الشهداء التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وتدرجت في التعليم حتى التحقت بكلية التربية الفنية بجامعة الأزهر، وهنا كان أول تحدي لي فالموظف المسئول عن استلام ملفات الالتحاق قال لي "إنت متنفعش عشان معوق ومش هتتقِبل"، لأقول له "أن هناك امتحان قُدرات ولجنة تحكيم تقول رأيها".
وأوضح، "التحقت بالكلية وكتبت في أول محاضرة لي ملحوظة كرّرتها في كل كشاكيل السنوات التي لحقتها بأنني سأكون الأول على الدفعة وسأكون في يوم ما أستاذًا بالجامعة، وكان هذا هدفي الوحيد".

ونحو حلمه الذي لازال يعافر من أجله أنهى الفنان رضا سنوات تعليمه بالجامعة بتقدير امتياز، ليتخرج ويقرر أن يدخل في تجربة ثانية ويقدم أوراقه للتعيين كمعيد بالجامعة ليفاجأ بإلغاء القرار، ويُقال له حيمها، "إنت متنفعش عشان إنت معوق.. وشعرت بالحزن والصدمة، فأنا الأول على الدفعة، فكيف لا أحصل على حقي"، لأقوم بعدها برفع قضية ضد الكلية.
ويتابع رضا، "أرسل الله لي الكثيرين ممن دعموني وكانوا بجانبي طوال مشواري.. في صغري آمن بي المشرف الفني في مركز الشباب في القرية، وحفّزني على الرسم واشترك برسوماتي في مسابقات عديدة، وعندما دخلت الكلية وقف بجانبي أساتذتي وآمنوا بقدراتي، وعندما عاندتني إدارة الكلية في التعيين وجدت من يقف بجانبي وألحقني بالعمل في مركز الفنون الذي خرجت منه أفكار أبحاثي العلمية".
"وُلدت بدون كفين والساعد الأيمن ولكنني اعتبرتها ميزة موجودة في حياتي، وتعلمت الرسم بدقة يستطيع تمييزها الفنانين التشكيليين، وتعلمت الكثير من الرياضات فلعبت تنس الطاولة، وكرة القدم، والكونغ فو"، استطرد رضا عائلتي كانت دائمًا الداعم الأول لي والحافز الأساسي للحصول على الكثير من البطولات ليست فقط في الرسم ولكن أيضا في الرياضة، قائلًا، "أبي كان سندي وعندما أشعر بالإحباط كان بجانبي ويقويني، وظل يدعمني حتى حصلت على الماجستير ومن بعدها الدكتوراة".
يحكي رضا، أنه كُرم من عدد من الشخصيات الهامة منها وليد بن طلال ووزراء الشباب والثقافة، والعديد من المحافظين، بجانب حصوله على ميدالية بيت العرب من جامعة الدول العربية، وميدالية سعد زغلول، وميدالية ذهبية بمهرجان الشباب العربي 2008.

وعن أمنيته قال، "أتمنى أن يكون لذوي الاحتياجات الخاصة معارض خاصة بهم، كما كانت تفعل وزارة الثقافة قديمًا وهو صالون الفن الخاص، ولكنها أوقفتها منذ ثلاثة سنوات، كما أتمنى أن يكون لطالب الفن التشكيلي من ذوي الاحتياجات الخاصة ركن في المعارض الفنية المحلية والدولية تعبر عن وجودهم واحتياجتهم، ولأن الفن لم يفرق بين ذوي الاحتياجات والأسوياء فلابد أن نشارك في جميع المعارض العامة مثلهم".

وأنهى صاحب الدكتوراه حديثه مع الدستور، بأن "ذوي القدرات الخاصة لديهم مهارات عالية ولكنهم في حاجة إلى من يظهرها ويقف بجانبهم، وهذا ماحدث معي منذ صغري.. علينا كمجتمع أن نساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على تحسين شخصياتهم ونرفع من تقديرهم لذاتهم".