رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زينب الإمام: والدي رفض دخولي الوسط الفنى

جريدة الدستور

أقيمت ندوة لتكريم المخرج الراحل حسن الإمام في ذكري مرور مائة عام على ميلاده، على هامش فعاليات الدورة ٣٥ من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، وأدارها الناقد سيد محمود في حضور أبنته زينب.

وقالت زينب إن والدها كان يحب أن يتدرج في الأشياء ويبدأ من الصفر، فرغم تمتعه بموهبة كبيرة في الإخراج إلا أنه وافق على العمل في أشياء أقل ببدايته الفنية مثل حمل الكلاكيت، شراء الملابس الخاصة بفريق العمل، لذلك لم يفرض موهبته على أحد ولكنه تدرج حتى وصل لما يريد،مؤكدة أنها طلبت منه أكثر من مرة أن تدخل مجال التمثيل ولكنه كان يتحجج لها بحجة مختلفة، وفي النهاية قال، لن تتحملى مهنة التمثيل لأنها صعبة، فقالت له لا، فقال:لن تتحملي العمل في هذا المجال، فاقتنعت بكلامه.

وقال المنتج محسن علم الدين أنه كان له الشرف بالعمل مع حسن الإمام، وكان أب لكل العاملين معه، ويحتضن الوجوه الجديدة، واكتشف عددا من النجوم وساعدهم على تطوير مواهبهم مثل سمير صبري، بوسي، نورا، ماجدة الخطيب، وكانت ثقافته ولغته سهلة.

وحكى المخرج على عبد الخالق عن موقف جعله يطلب المخرج الراحل للقيام ببطولة أحد أفلامه،فقال إنه ذهب له أثناء التصوير فوجده ينتظر أحد بطلات العمل فقال له ساخرًا:"شايف يا علي، قاعد مستني النجمة، ياريتني كنت مثلت أحسن"، وبعد مرور ثلاث سنوات اتصل به علي عبد الخالق وقال له أريد منك تقديم دور في فيلمي الجديد وعندما أرسل له السيناريو تفاجئ حسن الإمام بأنه دور بطولة، وبعدها وافق على العمل وطلب من علي عبد الخالق أن يتفاوض على الأجر بدلًا منه، حيث أكد عبد الخالق أن المخرج الراحل كان خفيف الظل، وكان يقدم أشياء لا يستطيع تقديمها المخرجين الآن من الناحية الفنية، واعترف أنه يحاول تقليده أحيانًا.

وقالت المخرجة إنعام محمد علي أنها كانت قد أخرجت مسلسل "الحب وأشياء أخرى" عام ١٩٨٦، وبعد عرض الحلقة الأولى تفاجأت أن حسن الإمام يتصل بها وهي كانت مخرجة صغيرة ومبتدئة وقد أسعدها الأمر جدًا خاصة بعدما ظل المخرج الراحل يناقشها في تفاصيل العمل لمدة نصف ساعة، موضحة أن هذه المكالمة جعلتها تتأكد أنها على الطريق الصحيح، وكانت بمثابة شهادة ثقة لها، وكل كلمة فيها كانت محاضرة بالنسبة لها، فهو كان حريص على تبني أي مخرج موهوب يرى فيه بذرة أمل ومساعدته.

وأضافت أن حسن الإمام كان صاحب مقولة "الجمهور عاوز كده"، ولكن الحقيقة أنه من جعل الجمهور يريد ذلك، لأنه كان متمكن من أدواته ولديه تركيبة صحيحة جعلت هناك نوع من الثقة بين العمل والجمهور، ففي ذلك الوقت كان الجمهور يهتم بأسماء أبطال العمل، ولكن حسن الإمام وعز الدين ذو الفقار جعلا الجمهور يبحث عن اسم المخرج أولًا.

وقال الناقد سمير شحاتة إن أفلام حسن الإمام تستطيع التعرف عليها دون ان يكتب عليها إسمه، وهو أفضل من عبّر عن المرأة في السينما المصرية، وأفضل من استخدمها في أفلامه من خلال تقديمه لنفس البطلة في أدوار عكس بعضها في عملين مختلفين، مثلما فعل مع نادية لطفي في فيلمي "الخطايا" و"قصر الشوق"، وهند رستم وسميرة أحمد وغيرهم.

وفي نهاية الندوة، سلم الأمير اباظة، رئيس المهرجان، درع التكريم للسيدة زينب ابنة الراحل حسن الإمام.