رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يارا المصري: أنصح الناشرين بالتروى في ترويج الكتب الصينية

جريدة الدستور

درست المترجمة يارا المصري، اللغة الصينية في كلية الألسن بجامعة عين شمس، وفي جامعة شاندونغ للمعلمين في مدينة جينان، كما نشرت قصصًا ونصوصًا شعرية ودراسات مترجمة عن اللغة الصينية إلى اللغة العربية، في عدة مجلات ودوريات منها مجلة العربي، جريدة الأهرام، الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد، أخبار الأدب وغيرها.

وشاركت في مؤتمر لترجمة الأعمال الأدبية الصينيةعقد في الصين، أغسطس 2016، وأغسطس 2018، وشاركت في ورشة للكتابة في أكاديمية لوشون للأدب في بكين نوفمبر - ديسمبر 2017.


فازت يارا مؤخرا بجائزة التميز في الإسهام المتميز بمجال الترجمة عن اللغة الصينية إلى اللغة العربية بمعرض بكين الدولي للكتاب كما فازت من قبل بالمركز الأول في مسابقة جريدة أخبار الأدب للشباب في الترجمة 2016 عن ترجمتها لرواية (الذواقة) للكاتب الصيني "لو وين فو".

بمناسبة فوزها بالجائزة وخطة مشروعها عن الترجمة من الصينية إلى العربية أجرت "الدستور" معها هذا الحوار.

- بدايةً حدثينا عن أسباب اختيارك لدراسة اللغة الصينية وأسباب الاتجاه للترجمة منها؟
لم تكن اللغة الصينية ضمن اختياراتي فقد كنت أود دراسة الجيولوجيا، ثم قررت دراسة الأدب الانجليزي، حتى جاء اقتراح والدي بدراسة اللغة الصينية كما قال حينها هي قوة المستقبل الصاعدة في العالم، كان أمامي أكثر من خيار للدراسة بعد حصولي على الثانوية العامة بـ 98% وبما أنني كنت أتقن اللغة الإنجليزية فقد كان اختيار دراسة الصينية جيدًا.

- ما هو حجم تأثير اللغة والثقافة الصينية على حياتك وفي تشكيل نمط فكري أو سلوكي أو وجداني لديكٍ؟
أعتقد أن اللغة الصينية أثرت عليّ فكريًا عن طريق الترجمة، أي عن طريق القراءة، أي التعرف على ثقافة الصين من خلال الأعمال الأدبية التي أترجمها، وبالطبع أصبحت جزءًا من تفكيري ومن ثقافتي الخاصة، وعدا ذلك فأنا في حياتي أحترم الانضباط في الوقت والعمل حتى قبل دراستي للغة الصينية.

- اخترت في السنة الثالثة من دراستك في الجامعة السفر للصين هل تؤمنين بضرورة وأهمية التخصص؟
نعم، أعتقد أن السفر إلى البلد التي يترجم عنها الشخص أمرا ضروريا ما أتيحت هذه الفرصة، أو محاولة العثور على الجالية الصينية المقيمة في مصر والتواصل معها قدر الإمكان، وبالنسبة لي سافرت لدراسة اللغة الصينية لمدة عام في مدينة جينان بمقاطعة شاندونغ، ولكن لم أكتفِ بمناهج الجامعة فقط، بل كنت أذهب كل يوم إلى السكن الجامعي للطالبات وأمضي ساعتين أو ثلاثة برفقتهن، إلى جانب ممارسة اللغة كل يوم في النشاطات اليومية، لكن بالنسبة للمترجم، أي إذا كنت ستعمل في الترجمة الأدبية مثلًا، فهذا يتطلب ممارسة من نوع آخر، وأقصد هنا القراءة باللغة الأم واللغة التي ستترجم عنها والاطلاع دائمًا على المشهد الأدبي.

- ماذا عن فضول القارئ الصيني تجاه الأدب العربي وبماذا تنصحين دور النشر في مسألة الترجمة عن الصينية؟
يشعر القارئ الصيني بالفضول تجاه الأدب العربي مثلما نشعر بالفضول تجاه الأدب الصيني، وإن كنا متقدمين عن الصينيين فيما يخص الترجمة من لغتهم إلى العربية، وأعتقد أن ثمة انتعاش لحركة الترجمة من العربية إلى الصينية، وفي جانبنا نحن ثمة العديد من دور النشر التي تهتم الآن بالترجمة عن اللغة الصينية وتبحث حتى عن أعمال وتقترحها على المترجم، لكن بالطبع لا أستطيع مقارنتها بحركة الترجمة عن اللغة الانجليزية أو الفرنسية أو الألمانية. وأنصح دور النشر بالصبر تجاه ترويج الترجمات عن اللغة الصينية، وألا يختاروا الأعمال فقط بناءً على حصول هذا الكاتب أو ذاك الكاتب على جائزة عالمية، لأن ثمة العديد من الكتاب الصينيين لم يحصلوا على جوائز عالمية ولكن أعمالهم تستحق الترجمة.

- كيف ترين مسارك الآن كمترجمة عن اللغة الصينية؟
مساري في الترجمة هو الطبيعي الذي يتخذه أي مترجم متخصص، وهو ترجمة المزيد من الأعمال الأدبية الجيدة وتقديمها للقارئ العربي سواء كان كاتبًا حاصلًا على جائزة أو مشهورًا، ومنذ أن بدأت الترجمة عام 2012 وحتى العام الحالي ترجمت تسعة كتب خلال سبع سنوات، وراضية تمامًا عمَّا أنجزته، ولدي خطط لترجمة أعمال، باختصار الاستمرار في الجهد الذي يعني المساهمة بشكل جاد في حقل الترجمة الإبداعية من اللغة الصينية إلى العريبة.

- كيف استقبلت خبر حصولك على جائزة الاسهام المتميز في الكتاب الصيني هذا العام، كما أن والدك الكاتب إبراهيم المصري كان متأثرًا بخبر الفوز، وكأن كلاكما حاصل على جائزة، أنت جائزة الاسهام وهو أشعرنا أنك جائزته، ماذا عن العلاقة بين الكاتب والمترجمة وفي الخلفية الابنة والأب على طاولة المناقشات اليومية؟
أعتبر جائزة الإسهام المتميز في الكتاب الصيني التي حصلت عليها نقطة مضيئة في مسيرة الترجمة،
وكان والدي متأثرًا بخبر الفوز لأنه من دفعني للعمل في الترجمة، نشأت في منزل ملئ بالكتب والموسيقى، وكنت أذهب لحضور الندوات مع والدي، ولدينا اهتمامات مشتركة مثل القراءة، والموسيقى وغيرها، وتدور بيننا كثير من النقاشات حول الكتب والقضايا وقد نختلف وقد نتفق، لكننا نشترك في قيم الجدية والمثابرة والصبر في العمل، وأعتقد أنه مثل أي أب يبتهج لنجاح أولاده، وأعتقد أن رأيه في أن المترجم يجب أن يكون قارئًا ممتازًا وعلى قدر كبير من المعرفة المتجددة ساهم في مساري العام حتى اليوم في الترجمة.

يارا المصري صدر لها عدة أعمال منشورة منها المجموعة القصصية "العظام الراكضة" للمؤلفة آشه، ورواية "الفرار" للكاتب سوتونغ، عن دار الصدى، والمجموعة القصصية"رياح الشمال" للمؤلفة بينغ يوان،عن دار الحكمة للإعلام والنشر، رواية "الذواقة" للكاتب الراحل لو وين فو عن سلسلة الجوائز التابعة للهيئة المصرية العامة للكتاب، المجموعة الشعرية"أحتضن نمرا أبيض وأعبر المحيط" للشاعر خاي زي،عن دار النسيم، رواية "زوجات ومحظيات" للمؤلف سوتونغ عن دار مسعى للنشر والتوزيع، " حياة أخرى للنساء" ثلاث روايات قصيرة"عن دار مسعى للنشر والتوزيع،"معابد معتمة" مختارات شعرية للكاتب شي تشوان، عن دار مسعى للنشر والتوزيع بالتعاون مع دار النشر التابعة لجامعة بكين للمعلمين، و"شيء اسمه حجر يليه كوكب مصر" مختارات شعرية للكاتب أويانغ جيانغ خي عن دار مسعى للنشر والتوزيع بالتعاون مع دار النشر التابعة لجامعة بكين للمعلمين.