رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحليل: الأسلحة النووية والقضية الفلسطينية على جدول أوباما الزمني

تحليل: الأسلحة النووية
تحليل: الأسلحة النووية والقضية الفلسطينية على جدول أوباما ا

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد تحدث في خطابه أمام الجمعية العامة بالأمم المتحدة عن الحوار مع إيران وبعده مباشرة تحدث عن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. لقد أوضح أوباما بشدة -وهو يؤكد حاجة إسرائيل إلى الأمن- أن التوصل لاتفاق سلام ضروري لضمان إقامة دولة فلسطينية.

وقالت الصحيفة -في مقال تحليلي أوردته- إنه من وجهة نظر إسرائيل فهذه الأنباء جيدة ولكنها سيئة في الوقت ذاته: فمن ناحية يتعين على الزعماء في إسرائيل أن يسعدوا لأن أوباما أوضح مجددًا مدى عزم الولايات المتحدة الحيلولة دون امتلاك إيران لأسلحة نووية. ومن ناحية أخرى خلال خطاب أوباما تمت إقامة علاقة منطقية بين كل من إيران ورام الله والقدس.

وأضافت الصحيفة أنه من السهل تفسير تلميحات أوباما: فهو يرغب في أن يوضح للعالم العربي أن الولايات المتحدة عاقدة العزم على الدفع باتجاه التوصل لاتفاق إسرائيلي فلسطيني. بينما ترفض إسرائيل والسلطة الفلسطينية الانخراط في المفاوضات، وكشف الرئيس الأمريكي عن محتوى المحادثات ومن ثم أرسل برسالة واضحة إلى ائتلاف بنيامين نتنياهو والأحزاب اليمينية بشكل رئيسي. وهذه الرسالة مفادها أن القضايا الجوهرية- وهي القدس واللاجئين والحدود والأمن إضافة إلى المستوطنين- تتم مناقشتها خلال المحادثات بين تسيبي ليفني ونظرائها الفلسطينيين.

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن المفاوضات تركز على أكثر القضايا المهمة والمتفجرة بالنسبة للجانبين على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن هؤلاء الذين يأملون في إنهاء عملية السلام ووقف إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من خلال الالتماسات التي وقعها وزراء وأعضاء في الكنيست يمكن أن يشعروا بخيبة الأمل فقط من خلال الاستماع إلى ما قاله أوباما، فقد اتضح أن العملية تسير على قدم وساق وأنه على الرغم مما وصفته الصحيفة بالهجمات الإرهابية والصعوبات، فهي تتعامل مع القضايا الأساسية وفي طريقها إلى إبرام اتفاق.

ونوهت يديعوت أحرونوت بأن عدد المرات الكثيرة التي ذكر فيها أوباما كلمتي "إسرائيل" و"إيران" (15 و26 مرة على التوالي) يظهر أنهما ستكونان القضيتين المحوريتين اللتان ستركز واشنطن عليهما في سياستها تجاه الشرق الأوسط في المستقبل القريب. فقد قال أوباما إن "حدوث انفراجة حقيقية في هاتين القضيتين -البرنامج النووي الإيراني والصراع العربي-الإسرائيلي- سيكون له تأثير عميق وإيجابي على منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا برمتهما.

وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما فتح -من خلال خطابه- باب الحوار الدبلوماسي مع إيران. بينما يساور القلق إسرائيل من احتمال تحرك الولايات المتحدة والغرب باتجاه سياسة الرضا فيما يتعلق بكل الرسائل التي تخرج من إيران، ولكن هذا الأمر يتجلى بوضوح أيضا في إسرائيل -في ظل تغير النظام في طهران والرسائل التي ينقلها الرئيس المنتخب حديثا حسن روحاني- فيتعين استنفاد كل الجهود الدبلوماسية.

وقالت إن إسرائيل لا تعارض الحوار مع إيران والذي ربما يفضي إلى حدوث انفراجة في الأزمة النووية، غير أن المسئولين في القدس يخشون من أن الولايات المتحدة قد "تخفف من موقفها" وتعمل على رفع العقوبات المفروضة على إيران وهي العقوبات التي -وفقا لمسئولين بارزين دبلوماسيين وأمنيين إسرائيليين- تسحق اقتصاد إيران وتؤثر بشكل كبير على موقف النظام الإيراني إزاء برنامجها النووي.

واختتمت الصحيفة مقالها بالقول إنه خلال الأيام التي سبقت خطاب أوباما بالأمم المتحدة، أوضح مسئولون إسرائيليون أن العقوبات لها تأثير ويتعين استخدامها ضد نظام آيات الله. فقد قال احد المسئولين "إن العقوبات إلى جانب تهديدات عسكرية ذات مصداقية يمكنها التأثير على موقف النظام الذي يرغب في البقاء".