رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد حديث الأزهر.. حكايات سيدات خضعن لتجربة تجميد البويضات في مصر

جريدة الدستور

لم يكن مصطلح "تجميد البويضات" بالتقنية الجديدة التي دخلت عالم الطب في مصر، إلا أنّ الفيديو الذي أثارته "ريم مهنى"، وهي فتاة مصرية، التي أعلنت من خلاله أنها قررت تجميد بويضاتها لأنها لم تقبل على خطوة الزواج، لرغبتها في إتمام تلك الخطوة بعد وصولها إلى ٣٠ عامًا، وتحقيق النجاح الذي تريده في عملها.

يقول البعض عن الفيديو، "خطوة جريئة منها الإعلان عن الأمر"، رغم أنّ العديد من الفتيات قُمن بها، إلا أنهن لم يبحن بها بشكل علني.. "الدستور" بحثت عن تجارب مماثلة لسيدات خضن هذه العملية لضمان تحقيق حلم الأمومة حتى بعد تقدمهن في السن.

ابتسام عادل، خلال أيام ستتم عامها السابع والعشرين، متزوجة منذ سنة، وبات حلمها الجديد أن تكون أمًا لطفل تسعد بوجوده الذي سيملئ عليها وزوجها حياتهما، لكن أرادت تأجيل هذه الخطوة لحين استقرار أمورهما المادية، وأخذ فترة كافية لتأهيل أنفسهما لخطوة تربية طفل.

وهنا جاء قرارهما بتجميد بويضاتها لحين الاتفاق على الموعد اللذان يراه مناسبًا، إلا أن تلك الخطوة لم تأتِ بالفائدة المطلوبة، فتروي: "غلطة عمري وربنا يعوض".

وتشرح "عادل" أنها أقدمت على تلك العملية وتم تجميد ٧ بويضات، وعند سحبها لإتمام العملية أخبرها الطبيب أنها "ممتازة" -على حد وصفها- متابعة: "وأخدنا عينة الزوج واتعمل فتح مجهري واتخصب جنين واحد، لكن للأسف فوجئت الدكتور قالي البويضات بتقل جودتها عند التجميد عكس الحيوان المنوي".

حكاية أخرى كانت مع نهلة كامل، صاحبة الـ٤٢ عامًا، التي تتذكر إجرائها لتلك العملية التي من خلالها أنجبت ابنتها التي أتمت ٧ سنوات، وكانت عملية ناجحة، "الدكتور ماشي معايا بنظام النفس الطويل" كانت تلك الكلمات التي استكملت بها بقية حديثها مع "الدستور" عن تجربة تجميد البويضات، فتروي "أنها كانت مواظبة على أدوية منشطة لجمع البويضات، ثم يتم تلقيحها"، موضحة أن الطبيب يريد جمع أكبر قدر من البويضات.

وتابعت: "كان يتم سحب بويضتين في كل مرة، وأصبحت جودتها ممتازة لكن بعد أخذ حوالي ٧٥ حقنة "ميريونال" إلى أن تم الانقسام والتلقيح.. وفي النهاية رزقني الله بابنتي من ٧ سنين"، وكلفها الأمر آنذاك ٧ آلاف جنيه، مشيرة إلى أن ذلك بسبب ضعف التبويض لديها، فتم إخضاعها لحقن إضافية ما ضاعق التكلفة الأساسية التي تصل ل٣.٥ آلاف جنيه -آنذاك-.

عد تلك الحكايات، أُثير اللغط بين الآراء الدينية، ما بين مؤيد بشروط وما بين معارض، فالدكتورة آمنة نصيرأستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بفرع جامعة الأزهر، ترى أن الأمر جائز لكن بضوابط محددة لا تخالف شرع الله، والتي منها الخوف من فوات فرصة الإنجاب.

شومان: الأمر يحتاج لرأي مشرك من جخات عديدة.. وليس دقيق تفرد فقيه بالإقتاء فيه

أما الدكتور عباس شومان، الوكيل السابق للأزهر، يؤكد أنها مسألة تحتاج إلى رأي يشترك فيه الأطباء في المقام الأول وعلماء اجتماع وصحة نفسية وخبراء اقتصاد ثم فقهاء، ومن غير المفيد ولا الدقيق تفرد فقيه بالإفتاء وحده.

وأضاف "شومان"، في تصريحه الذي نشره عبر حسابه الشخصي على "الفيسبوك"، أن في رأيه هذه العملية مخالفة لسُنة الله في خلقه، فالأصل في طبيعة خلق المرأة أن تكون صالحة للإنجاب ومن لوازمه إفراز البويضات من مرحلة البلوغ وحتى قبيل بلوغ سن اليأس حيث يتوقف التبويض.

وأكد أن هذا يعني أن المرأة لا تحمل بعد هذه السن، وإذا كانت سُنة الله في النساء الإنجاب قبل سن اليأس لا بعدها فيكون تخصيب البويضة ووضعها في رحم المرأة بعد بلوغها سن اليأس مخالف لسنة الله في إنجاب النساء.

أستاذ حقن مجهري: سببين لجعل الفتاة تفكر في "تجميد البويضات"

أما الرأي الطبي، فيقول الدكتور عبد المجيد رمزي، رئيس قسم النساء والتوليد ووحدة الحقن المجهري بكلية طب قصر العيني، إن هناك سببين لجهل الفتيات تلجأن لفكرة تجميد البويضات، أولهما الإصابة بأمراض علاجها لا بديل عن الكيماوي فيها مثل السرطان، مفسرًا أن الكيماوي يقضي على البويضات الموجودة بالمبيض.

وتحدث "رمزي" أن السبب الآخر هو تأخر سن الزواج، والخوف من فكرة عدم القدرة على الإنجاب عند الزواج بعد سن 35 عامًا، ناصحًا بأن تتم تلك العملية قبل سن ٣٥ عامًا لأن بعده تقل جودة إنتاج البويضات وكفاءتها، منوهًا أن تلك العملية تتم من خلال الحقن بمنشط للبويضات وسحبها وتجميدها باستخدام النيتروجين الذائب.