رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة: المرأة أكثر عرضة للخَرَف.. والصداع النصفى مؤشر للمرض

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

توصلت دراسة بريطانية حديثة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفى هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف وألزهايمر، خاصة النساء الأكبر سنًا.
وكشفت نتائج الدراسة، التى نشرتها صحيفة «الديلى ميل»، عن ارتباط مرض «ألزهايمر» بشكلٍ خاص بالصداع النصفى الذى يُصيب امرأة من كل ٥ نساء، ورجلًا واحدًا فقط من كل ١٢ رجلًا.
يعتقد الباحثون أن هناك ارتباطًا شديدًا بين الصداع والتهاب الدماغ بشكل يؤدى إلى تلف عصبى يترتب عليه فقدان الذاكرة فيما بعد.
وأجريت الدراسة على ٦٧٩ شخصًا تجاوزوا جميعًا سن ٦٥ سنة، واكتشفت إصابة ٥١ منهم بالخرف، وكانوا يشتكون باستمرار من الصداع النصفى.
وأوضحت صحيفة «الديلى ميل» أنه اتضح أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفى ٣ أضعاف الرجال، إذ لم يثبت وجود تاريخ كبير للصداع النصفى بين الرجال المصابين بالخرف.
وكشفت نتائج الدراسة عن وجود خطر كبير يُحيط بالذين يعانون من الصداع، ويجب مراقبتهم عن قرب حال إصابتهم بحالات النسيان، حيث من المحتمل إصابتهم بـ«ألزهايمر»، الذى تتضاعف نسبة الإصابة به ٤ مرات للذين لديهم تاريخ مع الصداع النصفى. من جهتها، قالت الدكتورة «سوزان تياس»، كبيرة مؤلفى الدراسة من جامعة «واترلو» فى كندا: «ليس لدينا حتى الآن أى طريقة لعلاج مرض ألزهايمر، لذا فإن الوقاية أمر أساسى»، مضيفة: «تحديد صلة المرض بالصداع النصفى يوفر لنا مبررات لتوجيه استراتيجيات جديدة للوقاية منه». بدوره، أضاف الدكتور جيمس كونيل، مدير أبحاث «ألزهايمر» بالمملكة المتحدة: «فى هذه الدراسة السكانية الصغيرة نسبيًا، اكتشف الباحثون وجود صلة بين زيادة الخرف وتاريخ الإصابة بالصداع النصفى».
وأشارت صحيفة «الديلى ميل» إلى أن عددًا من الأبحاث السابقة رجحت وجود صلة بين الحالات العصبية وألزهايمر، لافتة إلى أن الصداع النصفى هو حالة صحية شائعة، لذا فإنه من المهم إجراء دراسات أكبر لإلقاء مزيد من الضوء على هذا الأمر واكتشاف ما إذا كانت بعض العوامل، مثل أدوية الصداع النصفى، يمكن أن تؤثر على مرض ألزهايمر أو الإصابة بالخرف.
وأوضحت أن الصداع النصفى يبدأ عادة فى مرحلة البلوغ المبكر، ويمكن أن يسبب حساسية للضوء والصوت، وكذلك الغثيان.
وطلب القائمون على الدراسة من ٦٧٩ شخصًا من كبار السن «ملء استبيان» حول تاريخهم من الصداع النصفى، وبعد ٥ سنوات، اكتشفوا أن ٧.٥٪ منهم أصيبوا بمرض الخرف، وأن ٥.١٪ أصيبوا بمرض ألزهايمر.
كما أظهرت نتائج الدراسة، التى نُشرت فى مجلة «طب الشيخوخة»، أن ٢٣.٥٪ من المصابين بمرض «ألزهايمر» لديهم تاريخ مع الصداع النصفى، مقارنة بـ١٠٪ من الذين يعانون من الخرف.
وذكرت الدراسة أنه عند الأخذ ببعض العوامل فى الاعتبار، مثل العمر والتعليم، فإن الأشخاص الذين يعانون من مرض ألزهايمر كانوا أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفى بنسبة أكثر ٤ مرات، فيما كان أولئك الذين يعانون من الخرف أكثر عرضة بما يزيد عن مرتين للإصابة بالصداع.
ووجد الباحثون فى جامعتى «إمبريال كوليدج» و«جلاسكو»، بالمملكة المتحدة، أن التعرض لإصابات فى الرأس قد يسبب تكتلات بروتينية فى الدماغ تكون مرتبطة بالخرف.
وشملت دراسة هؤلاء الباحثين ٢١ شخصًا أصيبوا بإصابات فى الرأس تتباين درجتها من متوسطة إلى حادة، وكان معظمها فى حادث مرورى، وأظهرت أنهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف، بالمقارنة بـ١١ شخصًا آخرين لم يتعرضوا لأى حوادث.
من جهته، قال الدكتور «نيكوس جورجورجابتيس»، مؤلف مشارك فى البحث من الكلية الملكية: «يؤمن العلماء دائمًا بأن إصابات الرأس قد تسبب أضرارًا للشخص المصاب حتى بعد مرور عقود على وقوع الإصابة».