رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باب نبؤات العذراء "السريان".. تنبأ بما حدث وما لم يحدث بعد

جريدة الدستور

يُخصص كل دير مجموعة من الرُهبان يُطلق عليهم "المُرشدين" ليأتي غالبيتهم من دارسي كلية "السياحة والفنادق" حيث يتولون مهمة الإرشاد السياحي، الأمر الذي يستدعي أن يتقن جميعهم عدة لُغات ولعل أبرزها وأهمها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والأسبانية، بالإضافة إلى صف ثان من اللغات وهو الروسية واللغات الاسيوية من صينية وكورية ويابانية.

يقوم أحد أولئك الرُهبان المرشدين، باصطحاب الأفواج السياحية الأجنبية لمشاهدة معالم واثار ومزارات الدير.. ولكل دير معالمه، إلا أنه لا يوجد دير في مصر أو في العالم كله، يحوي ما يحويه دير "السيدة العذراء والقديس يحنس كاما السريان" أو دير "السريان" كما هو مشهور كنسيا واعلاميا.

أولا دير السريان.. بدايته الغريبة وعلاقة رهبان سوريا به
إن لاحظنا فسنجد ان دير السريان، الواقع على بُعد 14 كيلومتر من الرست هاوس بطريق مصر اسكندرية الصحراوي، يبعد بضعة امتار، وان جازت المُبالغة فلنقل بضعة خُطوات؛ ولعل السبب في ذلك هو أن الدير لم يبدأ كدير كما هو مُتعارف عليه، بل بدأ ككنيسة وهو مالا يُدركه الغالبية من الأقباط.
قدم فريق عمل قسم الدراسات الكنسية والتاريخية بكنيسة الانبا تكلا هيمانوت الحبشي للأقباط الارثوذكس بالإسكندرية، دراسة تاريخية عن الدير أكد خلالها أن الدير بدأ في القرن السادس الميلادي، الا انه بدأ كدير صغير او تجمع رهباني اصغر او كنيسة تابعة لدير الأنبا بيشوي؛ ولعل السبب في ذلك هو انه في وقت الخلاف العقائدي مع نسطور البطريرك القسطنيني الذي تجاوز في حق السيدة العذراء صمم بضع رؤساء الأدير على عمل "مُلحق للدير" يحمل اسم السيدة العذراء تكريمًا لها، وبالفعل حمل الدير في الأصل مسمى "العذراء سيدة الانبا بيشوي" أو "سيدة الأنبا بيشوي".
تؤكد الدراسة، أن الدير ظل على وضعيته كملحق لدير الانبا بيشوي حتى القرن الثامن، الذي فيه قدم بعض الرهبان السريان "من دولة سوريا" وسكنوا فيه، بسماح من الكنيسة القبطية حتى القرن السادس عشر، وعمروه ليصبح ديرًا مستقلا، وفي القرن السادس عشر قدم بعض الرهبان الاقباط ليشاركون الرهبان السريان حياتهم الرهبانية في الدير، الذي استقل تماما عن دير الانبا بيشوي ليحمل مسمى "دير السيدة العذراء والانبا يحنس كاما للرهبان السريان".

ونتيجة لقلة الرهبان السوريين "السريان" في الدير فقد توفوا جميعًا ولم يتبقى الا الرهبان الاقباط اذلين قاموا فيه بنهضة عمرانية ضخمة واحاطوه بسور ضخم، وخرج منه كوادر رهبانية كُبرى على رأسهم البابا الراحل شنودة الثالث، وليحمل الدير أغرب مُسمى في تاريخ الكنيسة وهو دير "السريان" للرهبان الأقباط، أي دير السوريين للرهبان المصريين.

باب النبؤات والرموز
المعلم الاثرى الذي اشتهر وذاع صيته في كافة الكنائس على مستوى العالم، والذي انقسم الى قسمين
• القسم الأول هو قسم الرموز حيث لخص 3 من أهم مراحل الديانة المسيحية على الإطلاق
• القسم الثاني وهو قسم النبؤات حيث تنبأ عن 4 مراحل هامة جدًا في تاريخ البشرية 3 منهم شهدهم التاريخ العالمي فعليًا

تاريخه
كشف الباب عن تاريخه، إلا أن هذا التاريخ مخفي عن اعين عدم متقني اللغة السريانية وهي لغة الكنيسة السورية وقد تكون غير حية الا انها تستخدم في الصلوات على غرار اللغة القبطية في مصر والتي لا تطبق في المعاملات ولكن تستخدم في الصلوات.
عتبة الباب العُليا، كُتب عليها باللغة السريانية ان الباب قد صُنع عام 913م، أثناء رئاسة الاب موسى النصبياني- نسبة إلى مدينة نصبيان السوررية- للدير، وفي عهد تولى البابا غبريال كرسي كنيسة الاسكندرية، والبابا يوحنا كرسي الكنيسة الانطاكية.
وقد اهداه الرهبان السوريين الى الدير اثناء ايواءه لهم، ووضعوه بابا للهيكل الأوسط الذي يحمل اسم السيدة العذراء، بالكنيسة الاثرية التي صنعها الرهبان في القرن السادس والتي حملت ايضًا اسم السيدة العذراء.

تكوينه
يتكون البابا من 6 أعمدة خشبية، و7 صفوف، ليصل اجمالي الخانات 42 خانة، مع مراعاة انه من الصف الثاني فكل 6 خانات متجاورة بالعرض لها نفس الشكل.

أولا قسم الرموز
• الصف الأول.. البداية الكنيسة الاولى
يقول الانبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان، أن الصف الأول في الباب يرمز الى الكنيسة الاولى والعصر الاولى حيث يشتمل على 6 صور
- الصورة الاولى للسيد المسيح
- الصورة الثانية للسيدة مريم العذراء
- الصورة الثالثة للقديس مارمرقس كاروز الديار المصرية،
- الصورة الرابعة للبطريرك المصري ديسقوروس رقم 25 في تعداد البطاركة المصريين والذي حدث في عهد اول انقسام بالكنيسة والذي كان بين الكنيستين الكلاسيكيتين الارثوذكسية المتمثلة في كرسي الاسكندرية المصري والكاثوليكية المتمثلة كرسي روما الغربي.
- الصورتان الخامسة والسادسة لاثنين من بطاركة الكنيسة السورية الذين حفظوا العلاقة التؤامية والملتصقة بالكنيسة المصرية وهما القديس اغناطيوس والقديس ساويروس.

• الصف الثاني.. الاضطهاد الروماني
قال الانبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان، إن الصف الثاني يرمز الى عصر الاستشهاد والمضايقات الذي تعرضت له الكنيسة الاولى، فالصف بأكمله بخاناته الست، به شكل صلبان وسط دوائر، وقد تسببت تلك الدوائر في تكسير اركان منه، في إشارة إلى الأزمات والمضايقات والأضهاد الذي شنته الإمبراطورية التي كانت تحكم كل مكان في العالم، والذي بدأ منذ عهد تلاميذ المسيح والامبراطور نيرون والمُثبت تاريخيًا انه قام بحرق العاصمة الرومانية روما، مُتهمًا المسيحيين بذكلك كمكيدة سياسية ليجد حُجة في اصدار قرارات باعتقالهم واعدامهم، كفرقة ارهابية.

• الصف الثالث.. عصر الانتشار
قال الأنبا متاؤس أسقف ورئيس الدير، إن الصف الثالث بخاناته الست يرمز الى هصر انتشار الديانة المسيحية، حيث أن الست خانات بالصف بهم شكل 6 صليان، فعلى الرغم من المضايقات والاضطهادات الا ان رسل المسيح وتلاميذه نجحوا في تأسيس 6 مراكز أساسية تنشر المسيحية في كل مكان في العالم:
- كرسى اورشليم اول الكراسي التي تأسست على يد يعقوب بم حلفى تلميذ المسيح ورئيس اول مجمع كنسي في العالم
- كرسي الاسكندرية بقيادة البطريرك المصري والذي يخرج من مصر
- كرسي روما والذي يقع حاليا في الفاتيكان برئاسة بابا الفاتيكان
- كرسي القسطنطينية وهو الخاص حاليا بكنيسة الروم الارثوذكس
- كرسي انطاكية ويخص الكنيسة السريانية السورية
- كرسي قرطاجنة بشمال افريقية حيث دول الامازيغ من تونس والجزائر والمغرب
ثانيا قسم النبؤات
الاقسام التي مضت اعجازها اعجازًا فنيًاا فقد لخصت مراحل بأكملها في اشكال صغيره لها رموز ومعاني، الا ان الاقسام المقبلة فإعجازها في أنها تنبأت عن مراحل لم تكن قد تمت حينها.

• الصف الرابع.. عصر الهرطقات
قال الانبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان، إن الصف الرابع بخاناته الست به صليب كبير عند اطرافه دوائر بيضاء صغيرة، كما يحيط بها غطاء على شكل 4 نصف دوائر، في نبؤة للهرطقات التي ستعانيها الكنيسة في زمان ولعل ابرزها
- هرطقة السبتيين الادفنتست الذين لم تعترف بها الكنائس العالمية حتى الان
- هرطقة شهود يهوه الذين لم تعترف به الكنائس العالمية حتى الان
دراسة تاريخية عن دير السريان قدمها فريق عمل قسم الدراسات الكنسية والتاريخية بكنيسة الانبا تكلا هيمانوت الحبشي للأقباط الارثوذكس بالإسكندرية، كان لها رؤية أخرى حيث قالت إن ذلك الصف يحسب بين قسم الرموز ايضا وكذلك قسم النبؤات، حيث أن الغطاء النصف دائري الذي يحيط بكل ركن من اركان الصليب هو هلال يرمز الى دخول الدين الاسلامي الى ارض مصر، بعد دخول القائد عمرو بن العاص إلى الفُسطاط، كنوع من أنواع التأريخ للكنيسة المصرية تحديدا والعالمية عموما.

• الصف الخامس.. الحرب العالمية الأولى والكنيسة البروتستانتية
قال الانبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان، إن الصف الخامس يرمز إلى الحرب العالمية الأولى والثانية، حيث أنه بخاناته الست يأخذ شكل الصليب المعكوف الذي يرمز إلى نازية هتلر.
دراسةتاريخيةعن دير السريان قدمها فريق عمل قسم الدراسات الكنسية والتاريخية بكنيسة الانبا تكلا هيمانوت الحبشي للأقباط الارثوذكس بالإسكندرية، كان لها رؤية اضافية حيث قالت إن ذلك الصف يرمز إلى الحرب العالمية الاولى والثانية، كما يرمز إلى ظهور الكنيسة المعترضة "البروتستانتية" التي خرجت عن الاطار الرسولي الكلاسيكي المسلم للكنائس.
وقال الايبوذياكون كيرستوفر فريد،الدارس والباحث بمعهد الدراسات القبطية، إن الصليب المرسوم واضحا في منتصف الصورة يرمز الى الرهبنة التي تأسست في القرن الخامس لتصبح عمودا من اعمدة الكنيسة المقاومة للتيارات الخارجية.

• الصف السادس.. الانقسامات والضعف
قال الانبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان، إن الصف السادس في الباب هو نبؤة عن عصور الضعف والانقسامات والفتور الروحي التي تعيشها الكنيسة حاليا، حيث ياخذ شكل صليب دائري يقطعه خطوط طولية مائلة.
وقال الايبوذياكون كيرستوفر فريد، الدارس والباحث بمعهد الدراسات القبطية، إن هناك من يقول ان الصف السادس لايعتبر نبؤة، الا ان الكنيسة تؤى انه اقوى نبؤة في النبؤات الاربع، لانه وقت صناعة الباب عام 913، لم يكن هناك ضعفا روحيا فعلى الرغم من الاضطهادات الان ان الكنيسة كانت قوية جدا فمن قوتها عقب ذلك قد انتقل جبل المقطم في عهد البابا ابرام بن زرعة السرياني في عهد الدولة الفاطمية.
واشار "فريد" الى ان وقت صناعة الباب لم يكن هناك اي طوائف غير الانقسام الذي شهدته الكنيسة بين الارثوذكس والكاثوليكية عام 451م، الا ان الان ففي مصر فقط هناك طوائف عديدة مثل الانجيلية والمعمدانية والرسولية والاخوة والاخوة الجدد وكنيسة الله وخلاص النفوس، بالاضافة الى كنائس اخرى متعددة معترف بها مثل الارثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية والروم الارثوذكس والاسقفية الانجليكيانية، واخرى غير معترف بها كشهود يهوه والسبتيين الادفنتست.

• الصف السابع.. عصر القوة والنهاية
قال الانبا متاؤس أسقف ورئيس ديرالسريان، إن الصف السابع هو عصر وحدة الكنيسة عالميا حول السيد المسيح، وذلك في نهاية الايام حيث المجي الثاني بحسب الايمان المسيحي.
ولعل تلك هي النبؤة الاخيرة التي لم تتحقق حتى الان نظرا لكونها متربطة بالمجئ الثاني للمسيح بحسب الايمان المسيحي- بحسب تصريحات خاصة للدستور لاخد رهبان دير السريان طلب عدم ذكر الاسم.