رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المعارضة السورية تدعو لمؤتمر"إنقاذ الوطن" 28 يوليو الجاري


أعلن التيارالوطني و تيار بناء الدولة السورية المعارضان توقيع مذكرة تفاهم للتعاون المشترك بينهما، وإطلاق دعوة لعقد مؤتمر باسم مؤتمر إنقاذ الوطن السوري بدمشق يوم 28 من يوليو الجاري تدعى إليه كافة القوى التي تعمل على تغيير النظام بشكل جذري باستخدام جميع الوسائل السلمية .

وذكر بيان مشترك عن التيارين أن الاوضاع فى سوريا تفاقمت لدرجة باتت تهدد النسيج الاجتماعي والسيادة الوطنية، التي سعينا نحن والقوى الوطنية الديمقراطية المعارضة إلى تجنب المساس بهما، وأن السلطة فرطت بهما ووضعتهما في ميدان الصراع لتثبيت خيارها الذي واجهتنا به منذ البداية إما السلطة أو الفوضى.

وأضاف البيان مع الأسف الشديد فقد ارتضت بعض الأطراف المعارِضة هذا الخيار، خيار السلطة أو الفوضى، وقد اختارت الفوضى مستعينة لذلك بدول إقليمية ودولية لا تهمها مصلحة الشعب السوري، بخلاف ما تدعيه وتصرح به ليل نهار ، وأن ذلك جر البلاد إلى حالات من الاقتتال الأهلي، ينذر بحرب أهلية واسعة ومتعددة المستويات، وأدى الى نزوح مئات الآلاف من السوريين من مساكنهم إلى خارج البلاد وداخلها، ليتحولوا إلى مشردين بكل معنى الكلمة.

وأوضح أن وتيرة النزاع المسلح تصاعدت إلى أن بات يودي يوميا بحياة حوالي 150 سوريا، إلى جانب تنامي ظواهر إرهابية وتخريبية يمكن أن تهدد أمن واستقرار البلاد لفترة طويلة قادمة، وأن هذا أدى الى تدويل للأزمة السورية بحيث باتت أطراف دولية عدة هي التي تتحكم بالوضع السوري أكثر من الأطراف السورية، بما فيها السلطة، وهذا ينذر بإبقاء الأزمة السورية وديمومتها رهنا للخلافات والتوافقات الدولية.

وترتب على ذلك -حسب البيان- سقوط عدد من السوريين قتلى بسبب خلافات دولية مثل مشاركة أو عدم مشاركة إيران باللجان الدولية التي تتشكل للنظر في الموضوع السوري، كما تشكلت عدة مرجعيات دولية تفرض قراراتها على الوضع السوري، فلدينا جامعة الدول العربية، واللجنة الوزارية المنبثقة عنها، ولدينا هيئة الأمم المتحدة ومهمة كوفي أنان، ولدينا مؤخرا مجموعة الاتصال التي دعا إليها أنان والتي تشكلت باجتماع جنيف، ومن غير المستبعد أن يزيد عددها.

وأدى أيضا إلى تبلور التنافس الدولي الذي أشار إليه بوضوح كوفي أنان، منذ أيام، حين قال إن سوريا هي الخاسر الأكبر في التنافس المدمر القائم بين روسيا والدول الغربية، وإن دولا تدعي دعمها لمهمته ولقرار مجلس الأمن، لكنها تشتغل فرادى وجماعات بما يخالف ذلك؛ وخاصة على صعيد دعم الاحتكام للسلاح.

ووصف البيان الوضع السوري بأنه ما عاد يحتمل الصمت من أحد لأي سبب كان؛ بل لم يعد هناك متسع في الوقت لمزيد من الصمت أو الحيرة ، مؤكدا أنه ليس أمام السوريين سوى خيارين إما الاكتفاء بالصمت وقبول حالة الضحية والمغلوب على أمرهم أمام غلاة العنف من جميع الأطراف، وإما النهوض الآن والإمساك بزمام الأمور ونقل البلاد إلى نظام ديمقراطي عادل يحمي الوطن ويرضي جميع المواطنين.

وأكد البيان أن الفرصة لإنقاذ سوريا مازالت قائمة وقد تكون الأخيرة، عبر مساندة نجاح مهمة كوفي أنان التي لا يمكن لها النجاح ما لم تتكاتف معها تنظيمات ومجموعات سياسية ومدنية داخل البلاد، تتشكل في هذه الظروف الصعبة جدا لتنهض بصناعة المستقبل السوري، وليثبت السوريون أنهم جديرون بالديمقراطية وليس بالاستبداد، على حد قول البيان.

وأشار البيان إلى أنه سيترتب على هذا المؤتمر الخروج ببرامج عمل وخرائط طريق واضحة ومحددة للتصدي لما يراه المؤتمرون مخاطر وتحديات تواجه مستقبل بلادنا، بدءا من كيفية نقل السلطة بطريقة آمنة ومحكومة بإرادة السوريين وحدهم، إلى مرحلة انتقالية ترضى بها، وتشارك فيها، جميع الأطراف، وليس انتهاء بآليات إعادة المهجرين إلى مساكنهم، وإعادة إعمار مناطقهم.