رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

" شارع نبيل الوقاد".. الشهيد الحى فى حرب اليمن

جريدة الدستور

حملت شوارع مصر أسماء الأبطال والشهداء والساسة والحكام على مر السنين، الذين تركوا بصماتهم منحوتة فى عقول وقلوب المصريين، منهم من ذاع صيته وصارت له شهرة تتحدث عنه حتى الآن، ومنهم من ظل مجهولًا بإنجازاته التى عبرت بنا إلى خط الأمان.

شارع نبيل الوقاد الموجود فى قلب الحى التاريخى لمصر الجديدة فى القاهرة، أحد أهم الضباط الذين لم يسلط عليهم الضوء، على الرغم من قيامه بالعديد من المهام الصعبة فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

حصل نبيل الوقاد على شهادة الثانوية العامة من مدرسة الأقباط الثانوية بمدينة بني سويف، وانتقل من الإسكندرية بعد أن أدرك والده أن وجوده هناك يشكل خطرًا على مستقبله في ضوء تورطه في الأنشطة السياسية قبل ثورة 23 يوليو.

نبيل باللغة العربية يعني "نوبلمان"، وكان "وقاد" نبيلًا فعلًا تمامًا مثل اسمه، سبقه أربعة أشقاء على ومحاسن وكريمة ومحمد، لكنه دونًا عن غيره كانت له شخصية محترمة وجذابة جعلت معظم أفراد الأسرة يلجأون إليه للحصول على المشورة.

وكانت له علاقة وثيقة بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فقد كان ضابطًا فى الحرس الجمهورى، واعتمد عليه عبدالناصر فى تنفيذ المهام الصعبة، فعلى سبيل المثال كان قد تلقى تفويضًا مباشرًا من ناصر ليكون جزءًا من المجموعة التى تسافر إلى اليمن، للتعاون مع ثورة المشير عبد الله السلال، ضد نظام الإمام البدر، الذي دعمته في ذلك الوقت المملكة العربية السعودية والمملكة الهاشمية فى الأردن.

وعند وصوله إلى اليمن تلقى الأوامر بالهبوط بالمظلات فى منطقة خطرة من القتال، وفى تلك اللحظة قتل، وأصبح أول شهيد مصرى فى حرب اليمن، فى الوقت الذى فقد فيه الجيش المصرى حوالى 2600 جندى، لكن اسم البطل ظل منحوتًا بالذهب فى تاريخ مصر الحديث بعد أن ذكره عبدالناصر فى خطاب مطول بعد وفاته.

وكان نص الخطاب فى مدينة بورسعيد "في حرب اليمن، كان الشهيد الأول ملازمنا نبيل الوقاد، الذي كان يؤمن ببلاده، وأن الأراضي العربية كلها أرض واحدة، وأن تحرير أي دولة عربية هو تأكيد للحرية المستحقة لبقية الدول العربية".