رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثروت الخرباوي يكتب: بئر التطرف.. لماذا يكره الإخوان طه حسين ونجيب محفوظ وليلى علوى؟

جريدة الدستور

من يستمع للموسيقى آثمٌ فى أدبيات الجماعة.. ومن يعزف على آلاتها فاسقٌ
الرسم مُحرَّم بشكل مطلق إذا كان لشىء فيه روح.. والصور الفوتوغرافية «مكروهة»
أباحوا التمثيل بشرط أن تكون القصة تستهدف نشر أفكار الجماعة.. والأمر نفسه بالنسبة للشعر



سأحكى لكم اليوم قصة عن سيدنا داوود عليه السلام، والقصة ليست من عهد سيدنا داوود، لكنها من عصر «سيدهم» الشيخ محمد عبدالله الخطيب، ولمن لا يعرف فإننى أقصد بسيدهم، أى سيد جماعة الإخوان، حيث كان الشيخ الراحل عبدالله الخطيب هو سيد الفتوى عندهم، وقد قضى هذا الرجل نحبه منذ سنتين أو أكثر، إلا أنه توالت على الإخوان مجموعة من الأسياد يُنظمون لهم حياتهم ويرسِمون لهم خُطاهم، والواحد من الأعضاء الصغار فى الجماعة، لا حول له ولا قوة، ولا حيلة ولا ورأى، هم يقولون له فيفعل، هذا حلالٌ فيفعله، وهذا حرامٌ فيتجنبه، ولا شأن له بعقله، ولا برأى أبى حنيفة أو الليث بن سعد، أو أبوحامد الغزالى أو حتى الشيخ محمد الغزالى، الذى كان يعزف على البيانو فاعتبروه مارقًا شاذًا، والأخ العادى الذى تعود على الاتباع والسمع والطاعة والثقة فى القيادة، أفقدوه عقله، وهو حين يفعل ما يقولون يظن أنه إنما يطبق الإسلام تطبيقًا صحيحًا، والإسلام الذى عرفته مصر منذ قرون لم يكن فيه إخوان، ولا سلف، ولا تلف، ولا وهابية، ولا حتى حنبلية.
إسلام مصر هو الإسلام الحقيقى الوسطى الجميل، الذى أطلق عليه العالَم «الإسلام المصرى»، لأن له ذائقة فنية وأدبية لا تضارعها ذائقة، حتى إن القرآن الكريم الذى نزل فى مكة والمدينة، لم يُقرأ قراءة تُحرك القلوب، وتُهدهد المشاعر إلا فى مصر، مصر التى أبدع تلاوة القرآن فيها وبالمقامات الموسيقية عمالقة لن يجود الزمان بمثلهم، أولهم العملاق على محمود، والعبقرى محمد رفعت، والفلتة، الذى لا يتكرر مصطفى إسماعيل، ومزمار القرآن عبدالباسط عبدالصمد، وغيرهم، وصولا إلى الطبلاوى والطاروطى ونعينع، ولك أن تتحدث عن الإنشاد المصرى، الذى لا يوجد مثله فى أى دولة فى العالم، إنشاد النقشبندى المذهل، والطوخى، إحدى عجائب الدنيا، وقد تنتهى الصفحات ولا ننتهى من سرد أسماء الفنانين من كبار المنشدين الذين حببوا الناس فى الإسلام، وقرَّبوا العباد من رب العباد، ورفعوا الأذان بأصوات نورانية شفيفة، وبطبقات موسيقية متقنة، حتى إن كبار الموسيقيين المصريين تعلموا فى الأزهر مثل الشيخ أبوالعلا محمد والشيخ زكريا أحمد وغيرهما، مصر التى استقبلت موهبة المثَّال العبقرى محمود مختار، وأنشأت أول كلية للفنون الجميلة فى المنطقة كلها، ولم يقبل أحدٌ من المصريين أى تخرصات لأى شيخ متزمت يقول بأن الرسم والتماثيل حرام، بل إن بيوت كبار علماء الأزهر فى أوائل القرن العشرين كانت تزدان بلوحات فنية عالمية.
وطالما أننا تحدثنا عن الشيخ النقشبندى فسأعود إلى قصة سيدنا داوود فى زمن الإخوان، لأن النقشبندى، رحمة الله عليه، كان واحدًا من أبطال هذه القصة، وقد كان ذلك فى بداية التسعينيات من القرن الماضى، حينها فكر بعض الإخوة الصغار فى إعداد بعض الأناشيد الدينية، متنوعة المعانى، على أن تصاحب المُنْشِد فيها بعض الآلات الموسيقية، واقتضى الأمر أن يقوم بتلحين الأناشيد مُلحنٌ من الهواة.
المهم أن هؤلاء الشباب تحركوا سريعًا وبشكل سرى فيما بينهم ناحية إعداد الأناشيد وتلحينها، إلا أن كل شىء فى دولة الإخوان لا يمكن أن يظل سرًا، عرف المرشد حامد أبوالنصر القصة، وانتفض مصطفى مشهور، نائب المرشد وقتها، غاضبًا من هؤلاء الشباب الذين لا يعرفون أن فتاوى الإخوان تأخذ بالأحوط، وتقول إن الموسيقى حرام، فصدر القرار إلى قسم التربية بالجماعة بتعنيف الشباب ومنعهم من الاستمرار فى غيهم، وكان محمود عزت، وقتئذ، هو مسئول قسم التربية، وحينما استدعاهم وجدهم يدخلون معه فى نقاش فقهى، ولأن بضاعة محمود عزت من الفقه قليلة، ولأنه لم يتعود المناقشات والأخذ والرد، فقط يعرف إصدار الأمر وليس على العضو إلا أن يستجيب، فكان أن حدد مع الشباب موعدًا لمناقشة أرباب الفقه فى هذا الأمر.
وكان رب الفقه عندهم هو الشيخ الخطيب ومعه الشيخ عبدالستار فتح الله سعيد، وجاء الموعد المرتقب فى مقر الإخوان القديم بشارع سوق التوفيقية، وجاء صاحب المجموعة الموسيقية وهو شاب من أصل فلسطينى اسمه «نضال عبدالرحمن أبولبن»، ويا للعجب جاء وهو يحمل عودًا، وكانت معه فرقته الإخوانية، التى كانت من مناطق إخوانية متفرقة، بعضهم من مصر الجديدة وبعضهم من الدقى، والظاهر أنهم كانوا ينتمون لطبقات اجتماعية، ذات مكانة، وعندما بدأت الجلسة أصر الشيخ الخطيب على ضرورة إخراج العود من الحجرة، لأنه من مزامير إبليس، وهو لا يجلس فى مكان يجلس فيه إبليس، فقال الشاب «نضال»، كما حكى لى فيما بعد، إنه أحضر العود ليكون شاهدًا على عدم التحريم، وإنه كان سيعزف عليه مقطوعة من أغنية أم كلثوم «ولد الهدى فالكائنات ضياء» بلحن رياض السنباطى، فانفعل الشيخ عبدالستار فتح الله وقال باللهجة العامية: «بلا أم كلثوم بلا السنباطى بلا دياولو، العود لازم ينزل من المقر ولا نسمح بأن يتلوث المكان بمزامير شيطانية، العود لازم ينزل»، فيما بعد سخر هؤلاء الشباب وهم يحكون القصة وقالوا: «أنزلنا العود من مقر الجماعة وقلنا بعدها فيما بيننا ونحن نضحك (الغزية لازم تنزل)»، وهى العبارة الشهيرة التى كان أهل القرية يقولونها فى فيلم شهير لصباح وعماد حمدى.
ونزل العود وبدأت المناقشة، فأخذ الشيخ الخطيب يشرح للشباب لماذا الموسيقى حرام، وأخذ يستدل فى ذلك بأحاديث منسوبة للنبى صلى الله عليه وسلم، عن المعازف وحُرمتها، ولكن الشاب وقتها أبولبن قال لشيخ الإخوان: الشيخ النقشبندى يُغنى الآن أناشيد دينية بمصاحبة الموسيقى، ويقوم كبار الملحنين بتلحين أغانيه الدينية، فرد الشيخ عبدالستار قائلا: النقشبندى صوفى ضال ومبتدع، ومن الطريقة النقشبندية المنحرفة، فقال الشاب أبولبن: إذن دعنا من النقشبندى ونعود للأحاديث النبوية، ثم قرأ عليه حديثًا عن جاريتين كانتا تغنيان ومعهما آلة موسيقية والرسول صلى الله عليه وسلم يستمع، وعندما دخل أبوبكر الصديق نهاهما عن الغناء، وقال مزمار الشيطان عند الرسول! فقال له الرسول دعهما... إلى آخر الحديث.
وحينما تدخل الشيخ عبدالستار فتح الله سعيد، وهو إخوانى وهابى من طراز عتيق، قال: «المزمار الذى كان يقصده سيدنا أبوبكر هو صوت المغنيتين، فالرسول قال فى حديث آخر لأحد الصحابة إنه أوتى مزمارًا من مزامير داوود، وكان يقصد بالمزمار صوت هذا الصحابى»، فرد عليه الشاب النابه: «يا سيدنا، الرسول لم يقل له إنه أوتى مزمار داوود، ولكن مزمارًا من مزامير داوود»، ومعنى ذلك أن صوت داوود كان مزمارًا إلا أنه كان يقترن بمزامير أخرى، بدليل أن الله فى القرآن قال: «يا جبال أوِّبى معه والطير»، معنى ذلك أن نغمات الكون كلها كانت عبارة عن جوقة موسيقية لسيدنا داوود.
واشتد النقاش والشيخ الخطيب يقول إن كلمة «أوِّبى» معناها سبِّحى وليس غنى، والشاب يرد، ولكن الطير لن يُسبِّح صامتًا، فالطبيعى أن كل نوع من أنواع الطيور سيُسبِّح بصوته المختلف مع الآخر، فهذا عصفور وذاك بلبل، وتلك حمامة أو يمامة، وهذا هدهد، وحتى الغراب سيكون صوته مثل الطبل، وهو يُسبح لله، فقال الشيخ عبدالستار فتح الله: «خلاص خلى الجوقة الموسيقية بتاعتك عصافير وكناريا وبلابل»، وهنا حدث أغرب شىء يمكن أن يتصوره أحد، فقد أخرج شابٌ من الشباب الجالسين من جيبه شريط كاسيت، وناوله آخر جهاز كاسيت صغير الحجم، وقام الشباب بتشغيل الشريط، فإذا به يبدأ بأصوات مختلفة للطيور، ثم إذا بصوت طفلة تغنى: «سبح الطيرُ وكبَّر منشدًا الله أكبر.. ليت للناس عيونا كعيون الطير تُبصر» ثم دخلت الموسيقى مع الطفلة، وكانت الموسيقى عبارة عن تجميعات صوتية لعدد من الطيور تم دمجها وتحويلها لنغمات ومقامات، وهو الأمر الذى كان قد فعله الفنان الراحل محمد فوزى فى أغنيته الشهيرة «طمنى كلمنى» مع بعض الاختلافات، وعندما سمع الشيخان الأغنية بموسيقى الطيور انتفضا وتم طرد الشباب، ليس من المقر فقط، ولكن من جماعة الإخوان كلها.
والآن سنلتقط أنفاسنا، لأننى دخلت بكم مباشرة إلى «الأغانى لأبى الفرج الإخوانى» لأقول إن فى صوت تغريد الطيور موسيقى، وفى صوت الماء والشلالات والمطر موسيقى، وفى صوت الرياح موسيقى، فكيف نستطيع ألا نسمعها، وكيف لنا أن نُحَرِّمها، وعندما أفتح معكم هذا الملف وأسبر غور الفن عند الإخوان، أو إخوان الفن الحلال، قد يتبادر إلى ذهنك فور قراءة كلمة الفن الحلال عبارة «ذُبح على الطريقة الإسلامية» كأن يجلس القصَّاب الإخوانى أو صاحب الخلفية الإخوانية ليذبح الفن، وهو يقول بعد أن يضع السكين على رقبته «بسم الله الله أكبر» والآن لك أن تسألنى وتقول: كيف يرى الإخوان الفن، كل الفن، لا الغناء فقط؟.
لك أن تعلم أن الأفكار الدينية التى تتبناها الهيئة الحاكمة لهذه الجماعة تصبح هى الأفكار الرسمية للجماعة حتى ولو كان خيار بعض الأفراد فى داخلها يختلف مع الخيار الرسمى، ولذلك فإن الخيار الرسمى للإدارة الإخوانية أصبح بمثابة مرجعية دينية لجمهور الإخوان، وقادة تلك الجماعة وهم يُشكلون أفكارهم الدينية الرسمية لم يقفوا عند المذهب الحنبلى الوهابى وحده، ولكنهم اختطوا لأنفسهم، وهم ينتقون من المذاهب، طريقًا يميل إلى ترجيح الخيار المتطرف والمتعسف حتى ولو كان الخيار الفقهى الآخر هو الأسند، ومع مرور الوقت تشكلت أجيال من الجماعة تمت تربيتها فقهيًا على حرمة فنون الرسم، وتحريم الغناء!.
وأظن أن هذا التحريم يبدو طبيعيًا ويتفق مع السياق العام لتلك الجماعة وغيرها من جماعات التطرف، فأولئك الذين ألفوا العنف والإرهاب، وعاشوا بعيدًا عن الفنون التى ترتقى بالنفس الإنسانية، قست قلوبهم فأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة، وغدت مسألة تحريم الفنون عندهم مزاجًا عامًا، وآثمٌ عندهم من يستمع للموسيقى، وفاسقٌ عندهم من يعزف على آلاتها، حتى إن الموسيقى، التى حرَّمها الرأى الإخوانى الرسمى، أصبحت رجسًا من عمل الشيطان، فهى مزامير إبليس يُغيّب بها عقولنا!.
وشيئا فشيئا أصبحت مسألة التحريم هذه مزاجًا عامًا للجماعة، شبابها بشيوخها، وتقلصت مساحة الفنون عند الإخوان فأصبح الرسم مُحرَّما بشكل مطلق إذا كان لشىء فيه روح، أما عن الصور الفوتوغرافية فقد قال عنها الشيخ محمد عبدالله الخطيب، فى فتوى نشرها فى مجلة الدعوة عام ١٩٧٩: «الصور الفوتوغرافية‏ (حبس الظل‏)‏ بعض العلماء أجازها وبعضهم أفتى بكراهيتها والضرورة تبيحها‏، بشرط أن يكون موضوعها لا يشتمل على محرم كالسفور أو غيره».
وعن التماثيل، أصدر الشيخ الخطيب فتوى قال فيها: «إن الإسلام دين التوحيد الخالص ومنهجه أن يغلق كل نافدة قد يتسرب منها ما يعكر صفو هذه العقيدة أو يعرضها للعبث‏.‏ لتظل دائما صافية نقية، كما وصلت إلينا من أسلافنا، رضوان الله عليهم،‏ ولذلك حرم الإسلام على المسلم أن يشتغل بصناعة التماثيل أو يجمل بها بيته أو مكتبه أو فى أى مكان يجلس فيه‏..‏ إذ لا تدخل الملائكة بيتًا فيه تصوير‏».
ولا عبرة عندهم بالقرآن الكريم، وهو يقص علينا خبر سيدنا سليمان، عليه السلام، عندما كان يأمر الجان بصنع تماثيل يزين بها قصره، أو نحت رسم بالنحاس على الزجاج، ففى سورة سبأ يقول الله سبحانه وتعالى (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات).
أما التماثيل المحرمة فهى التماثيل التى يصنعها الناس ليعبدوها، لذلك قال إبراهيم عليه السلام لقومه مستنكرًا فى سورة الأنبياء (ما هذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون).
والسائد عن الإخوان وجماعات التطرف والإرهاب أن الله لم يُحرم التماثيل على قوم سليمان وحرمها علينا! رغم أن أول درس يتعلمه الطالب فى دروس العقيدة هو أن كل ما يتعلق بالعقيدة واحد عند كل الأنبياء، وبالتالى إذا كان تحريم صناعة التماثيل واقتنائها مقترنا بفعل شركى كأن يعبدها المُشرك فيكون الأمر متعلقًا بالعقيدة ويكون واحدًا عند كل الأنبياء، وإذا كانت صناعة التماثيل من أجل الفنون والزينة والجمال مباحة لسيدنا سليمان فيجب أن تكون مباحة لنا.
ولأن الفن بهذه المثابة حرام عندهم فقد أدخلوا التمثيل فى نطاق التحريم، لأنه كما يقولون كذب بواح، فالقصة التى يمثلونها لا علاقة لهم بها، وقد يترتب على تمثيل بعض الأحداث نتائج خطيرة، ففى إحدى الفتاوى الإخوانية التى انتشرت منذ سنوات تقول: «الممثل الذى يتزوج فى الفيلم أو المسرحية من ممثلة تؤدى معه دورًا فنيًا تصبح زوجته حقيقة لا خيالًا إذا كان هناك ممثل يقوم بدور المأذون ويستنطقهم عبارات عقد الزواج»!.
حتى إن أحد أصدقائى من الإخوان القلائل، الذين يبيحون الفن، ومن الذين يحترفون الزواج بين الحين والحين، بعد أن سمع هذه الفتوى تمنى أن يقوم بدور مع الفنانة الكبيرة ليلى علوى، أو الفنانة المتألقة يسرا، على أن يتزوج منها فى الفيلم ليصبح زواجه منها حقيقة لا خيالًا، ولا خاطرًا ولا احتمالًا!.
وفتوى أخرى خرجت من مفتى الإخوان عبدالرحمن البر تقول: «إن الممثل الذى يمثل مع زوجته الممثلة فى مسرحية أو فيلم، وكان يقوم فى النص الفنى بدور زوجها، فإذا طلقها فى الفيلم أو المسرحية فهى طالق منه لأن الهزل فى موضع الطلاق جد»!.
لذلك قبل ثورة يناير عندما كنا نستمع لأحد قيادات الإخوان وهو يتحدث عن الفن، ستجده يقول لك: «نحن نبيح الفنون ولكننى مثلا لم أشاهد السينما منذ سنوات طويلة لأن مهامى كثيرة»، وفى الحقيقة كان هذا القيادى خالى شغل ولكنه يستخدم المعاريض ليوهم الناس بأنه لا مشكلة للإخوان بخصوص الفن وهم يحرمون السينما والموسيقى ويعتبرون التمثيل والغناء حرامًا كله.
ومع ذلك فلأن الضرورات عندهم تبيح المحظورات فإنهم أباحوا التمثيل، بشرط أن تكون القصة المُمَثلة تستهدف نشر أفكار الإخوان، ونفس الأمر بالنسبة للشعر، فالشعر عندهم حرام إلا أن يكون شعرًا دينيًا أو متضمنًا أفكارهم، والقصص والروايات ينطبق عليها نفس الأمر، لذلك فإنهم يعادون طه حسين وتوفيق الحكيم وغيرهما من كبار الأدباء، وعلى وجه الخصوص نجيب محفوظ الذى يعتبرونه رأسًا من رءوس الكفر، وإذا أردتم الحقيقة فاعلموا أن كل الإخوان لا يساوون ظفر نجيب محفوظ، كما أن حمار الحكيم كان أفقه منهم.