رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالوهاب داود يكتب: حلو وكداب.. عبدالحليم يبكي والسبب حب سعاد

عبدالوهاب داود
عبدالوهاب داود


يُحكى أن الشاعر الكبير نزار قبانى كتب رائعته «قارئة الفنجان»، تخليدًا لقصة حب عبدالحليم حافظ وسعاد حسنى، وأنه هو من طلب من سعاد الابتعاد عن حليم، الذى انهار وبكى بحرقة عندما قرأ القصيدة لأول مرة.
ويُحكى أنه فى أول لقاء بينهما فى لندن عقب غنائه «قارئة الفنجان»، طلب منه نزار كلما غناها أن يغنيها من أجل حبهما، فكان أن انهار مرة أخرى وبكى على كتفه، وهو يعلن له أنه لم يحب أحدًا مثل سعاد.

يُحكى أيضًا أن كل هذا لم يحدث، وأنها مجرد حكايات تتردد، وتتناقلها الصحف ووسائل الإعلام، ليتم نفيها، وتعود لتتأكد مرة أخرى، تمامًا مثل قصة زواجهما التى تعددت أطرافها، ورواياتها، مرة بالنفى، ومرة بالتأكيد، ومرات بالترجيح، لتظل الحقيقة الوحيدة أنه لا أحد يملك الدليل القاطع بصحة روايته، كلها اجتهادات، لا تنتقل من حيز التخمين المبنى على حقيقة واحدة، أنه كان يحبها بجنون، وكانت تبادله الحب، ولكن بكيد. حقيقة أن قصة حبهما جمعت بين طرفين، أحدهما «حلو» والتانى «كداب»، أما من منهما «الحلو» ومن «الكداب»؟ فلا أحد يملك الدليل.
من حكايات جنونه بها أنه فى إحدى المرات كاد يدخل فى مشاجرة بسبب غيرته عليها، ويقول الكاتب الصحفى مفيد فوزى فى كتابه «صديقى الموعود بالعذاب» إن عبدالحليم كان فى طريقه إلى «ستوديو مصر» عندما لمح سيارة سوداء تطاردها سيارتان فى شارع الهرم، فأسرع ليرى المشهد، وعندما اكتشف أن سعاد داخل السيارة السوداء، طلب منها أن تتوقف، فتوقفت السيارتان اللتان كانتا تطاردانها. فتوجه إلى سائق إحدى السيارتين، وأمسك به وكاد أن يخنقه، وعندما عرف الشبان عبدالحليم اعتذروا، وقالوا له: شقاوة، فرد عليهم: لا.. غلاسة وقلة أدب وعدم حيا.
أما عن حبه لها، فيقول طبيبه الخاص الدكتور هشام عيسى فى كتابه «حليم وأنا»: «كانت سعاد هى الحب الحقيقى فى حياته، وهى المرة الوحيدة التى استقامت رغبته مع قراره بالزواج، أكاد أقول إنه كان يبحث فى كل مرة عن سعاد حسنى أخرى»، وهو ما يؤكده الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس قائلًا: «إن سعاد حسنى هى حب عبدالحليم الحقيقى»، وفيما يحاول مجدى العمروسى، شريكه فى «صوت الحب» نفى قصة زواجهما، فإنه يؤكد قصة الحب، قائلًا إنه «كان يقضى معها أوقاتًا فى شقتها فى الزمالك، القريبة من شقته»، وإنه «كان يشعر بالأنس والبهجة معها وينسى مرضه ومتاعبه».
ولعل ما أشعل نيران الأقاويل عن زواجهما أنه اصطحبها معه عام ١٩٦٢ إلى المغرب، وقيل إنه اشترى لها ملابس وهدايا كثيرة، حتى إن مرافقيهما قالوا إنه يشترى لوازم الفرح، ودعمت جانجاه، شقيقة سعاد، قصة زواجهما، بحوار دار بين سعاد وطبيبها الخاص بلندن، الدكتور عصام عبدالصمد، حيث سألها: هل إشاعة زواجك من عبدالحليم صحيحة؟ فقالت: نعم صحيحة، قال: وليه خبيتيها؟ فقالت: خبيتها عشان دى كانت رغبة عبدالحليم نفسه، إحنا كنا متزوجين عرفى وأنا ماكانش عندى مانع إن الزواج يعلن، لكنه يا سيدى طلب السرية التامة خوفا على معجباته، وأنا كنت متغاظة قوى من الموضوع ده، وبعدين علشان أبرد نارى قلت له: ده أحسن لى أنا كمان خوفا على المعجبين بتوعى، ومافيش حد أحسن من حد».
أما عن الصورة الشهيرة التى يظهر فيها حليم ينظر إليها بغيرة واضحة وهى ترقص مع شخص غريب، فربما لا يعرف كثيرون أن بطلها هو أحمد عثمان، المحرر الفنى وقتها بجريدة «أخبار اليوم»، والذى نشأت قصة حب بينه وبين سعاد أثناء تصوير فيلم «السبع بنات»، وأنها التقطت فى حفل عيد ميلادها بمنزل الكاتب الصحفى لويس جريس وزوجته الفنانة سناء جميل، يقول عثمان: «رقصت أنا وسعاد‏، وكنا وقتها نستعد للخطوبة‏، وأخذت لنا صورة ونحن نرقص، وعبدالحليم جالس على الكنبة‏،‏ فكانت هى الصورة الوحيدة التى جمعتنا نحن الثلاثة فى كادر واحد». وبعدها نشرت الصورة فى مجلة «روزاليوسف»‏،‏ فاتصل بها هاتفيًا ليسألها عن قرار الارتباط، فأجابت بأنها ‏محتارة بينه وبين عبدالحليم، ويقول: «منذ تلك اللحظة تأكدت أنها تعشق عبدالحليم‏،‏ وأنها لم تحب أحدًا غيره، وأنها كانت فقط تريد أن تغيظه بى».