رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصين والاتحاد الأوروبي يهاجمان أمريكا في منظمة التجارة العالمية

جريدة الدستور

تعرضت الولايات المتحدة لهجوم حاد من جانب بعض شركائها التجاريين الرئيسيين اليوم خلال جلسة مراجعة السياسات التجارية المثيرة للجدل في منظمة التجارة العالمية.
هاجمت الصين الرسوم الأمريكية على واردات واشنطن من الصلب والألومنيوم والتي شكلت محور الخلاف التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، في حين اتهم الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة بتعريض الاقتصاد العالمي للخطر.
وقال "شانج شيانجشين" مبعوث الصين في منظمة التجارة العالمية "سواء كان الأمر يتعلق بأسرة صغيرة أو بمنظمة دولية، فإن الكلب الكبير يجب أن يتصرف ككلب كبير.. لا يمكن لهذا الكلب الكبير أن ينظر إلى الأمور بمنظور ضيق لمصالحه الشخصية وبالتأكيد لا يجب أن يفعل ما يريده على
حساب الآخرين"، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
جاء حديث "شانج" في جلسة المراجعة الدورية التي تعقدها منظمة التجارة العالمية والتي يتم فيها مراجعة سياسات أكبر اقتصادات في العالم كل عامين.
من ناحيتها استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية جلسة منظمة التجارة العالمية للهجوم على الصين اليوم الاثنين.
وينصب التركيز على الولايات المتحدة هذا الأسبوع في إطار مراجعة منظمة التجارة الدورية للدول الأعضاء، وذلك في ظل تصاعد المخاوف الدولية بشأن الرسوم العقابية التي تفرضها.
قال السفير الأمريكي لدى المنظمة دانيس شيا خلال جلسة المراجعة إن بلاده لا تتبنى سياسات حمائية، ولكنها تدافع فقط على نفسها أمام دول مثل الصين.
وأضاف" أفعال الصين غير متوائمة مع التوجه الذي يعتمد على الانفتاح والسوق الذي تتبعه الدول الأخرى بالمنظمة، كما أنها تناقض المبادئ الأساسية للمنظمة واتفاقياتها".
وأوضح أن بكين تساعد بصورة غير نزيهة صناعاتها من خلال إيجاد طاقة صناعية مبالغ فيها، مع التمييز ضد الشركات الأجنبية من خلال إجبارها على مشاركة الخبرة التكنولوجية مع الصين.
وقال شيا أنه من ناحية أخرى، تفرض أمريكا رسوما أقل مقارنة ببقية شركائها التجاريين.
لم يشر السفير إلى الرسوم الأمريكية التي تم فرضها على بضائع صينية بقيمة 250 مليار دولار، كعقاب لبكين على مزاعم من ممارساتها التجارية غير النزيهة مثل سرقة الملكية الفكرية والضغط من أجل مشاركة المعرفة التكنولوجية.
وقد ردت الصين على الرسوم الأمريكية بفرض رسوم على بضائع أمريكية بقيمة 110 مليار دولار.
وخلال جلسة منظمة التجارة العالمية اليوم، قال سفير الاتحاد الأوروبي "مارك فانهويكلين" إن "النظام التجاري متعدد الأطراف يعاني أزمة عميقة، والولايات المتحدة في قلب هذه الأزمة لأسباب عديدة".
وانتقد السفير الأوروبي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دون أن يسميه بالقول إن هناك من يركز على الميزان التجاري والذي يقال انه يميل ضد الولايات المتحدة ويتبنى سياسات أحادية الجانب.
كما أعاد المسؤول الأوروبي تذكير نظيره الأمريكي بأن الولايات المتحدة لعبت دورا في وضع قواعد التجارة الحرة لمنظمة التجارة العالمية والتي عززت نمو الثروة العالمية.
وقال "فانهويكلين" إن أمريكا الآن تعرض كل هذه الإنجازات للخطر.
يأتي ذلك في الوقت الذي تسعي فيه الإدارة الأمريكية والمفوضية الأوروبية إلى التوصل لإطار عمل لاتفاق مستقبلي ينظم العلاقات التجارية بين جانبي المحيط الأطلسي بعد النزاع الذي تفجر بين الجانبين في يونيو الماضي، عندما فرضت الإدارة الأمريكية رسوما إضافية على وارداتها من الصلب والألومنيوم، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى زيادة الرسوم على المنتجات الأمريكية.
في الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي اتفقت خلال اجتماع اليوم على حاجة منظمة التجارة العالمية للإصلاح، وبخاصة اللجنة القضائية التي تنظر النزاعات التجارية بين الدول الأعضاء.
يذكر أن هذه اللجنة على وشك الانهيار بسبب عرقلة واشنطن لتعيين بدلاء للقضاة الذين يصلون إلى سن التقاعد، حيث تطالب بأن يقتصر دور اللجنة على النظر في الجوانب القانونية وليس في السياسات التجارية للدول المتنازعة.