رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجدى أبوعميرة: مبتفرجش على سينما والمسلسلات الجيدة تتعد على الصوابع

جريدة الدستور

انتقد دراما البلطجة والمخدرات والقتل.. وسيطرة النجوم والمنتجين على الأعمال
دخلت مجال التمثيل فى سن 4 سنوات مع «ماما سميحة»
نور الدمرداش ألهمنى العمل فى الإخراج.. وأعدت للصعيد هيبته مع صفاء عامر

جدد المخرج التليفزيونى مجدى أبوعميرة رفضه دخول مجال السينما، منتقدا سيطرة النجم والمنتج على الأفلام، وليس المخرجون كما كان فى السابق. وتحدث «أبوعميرة»، فى حوار مع «الدستور»، عن نشأته الأولى، وكيف أعاد للصعيد هيبته فى ثلاثيته: ذئاب الجبل، الضوء الشارد، الفرار من الحب. وأكد «أبوعميرة» عدم ندمه على قرار الاستقالة من وزارة الخارجية، مشيرًا إلى أن المخرج الرائد الراحل نور الدمرداش هو من ألهمه العمل فى الإخراج.
وكشف أنه لا يشاهد السينما على الإطلاق، مشيدا بالمنتج محمد السبكى «الذى ناضل بشجاعة من أجل الصناعة»، كما تطرق لقضايا أخرى عن الدراما والفن و«المهرجانات»، وتحدث عن عدد من الفنانين الذين عملوا معه طوال مسيرته.

■ بداية.. حدثنا عن نشأتك وأسرتك ؟
- وُلدت فى محافظة الفيوم فى مركز «إبشواى»، وتأثرت بالنشأة الريفية جدًا فى حياتى، لكن تركت الفيوم وأنا فى المرحلة الابتدائية، وبالتحديد عندما كنت فى الصف الثالث الابتدائى. نشأت فى أسرة عادية كانت محافظة، مثل أى أسرة مصرية، ودرست فى مدارس حكومية، ولى ٣ إخوة: شكرى أبوعميرة، وهذا كان رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وحاليًا عضو الهيئة الوطنية للإعلام، والدكتورة محبات أبوعميرة، أستاذ المناهج والعلوم التربوية بجامعة عين شمس، والدكتورة زينب أبوعميرة، أستاذ الأطفال بقصر العينى.
■ هل كنت «طفلًا شقيًا»؟
- لا، كانت طفولتى هادئة جدًا.
■ عندما تذهب إلى البلد فى الفيوم هل تحب ارتداء الجلباب؟
- لا، الأسرة تغيرت بسبب التغيرات التى حصلت فى مصر، زمان عندما كنت أذهب إلى البلد أجد أحدا يعزم على بالغداء، لكن مع ظهور المدنية والانفتاح تغيرت كل هذه الأشياء.
■ كيف بدأت علاقتك بعالم الفن؟
- بدأت فى السينما، واشتغلت بالتمثيل منذ سن الرابعة مع «ماما سميحة»، ثم عملت فى مسلسلات كثيرة جدًا مثل «لا تطفئ الشمس»، و«هارب من الأيام»، والأفلام مثل «العقل والمال»، ولعبت دورا أساسيا فى هذا الفيلم مع الفنان الكبير إسماعيل ياسين، و«طريق الفردوس» مع فريد شوقى.
■ ما الذى جذبك لمجال الإخراج؟
- كنت متفوقًا فى الثانوية العامة، فدخلت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية واجتزت اختبارات الخارجية والتحقت بالخارجية، لكن أنا كنت أحب التليفزيون، وكنت أذهب إلى عملى صباحًا، وبعد أن أنتهى أذهب إلى مبنى التليفزيون، وأتفرج على المخرج الكبير نور الدمرداش، كان يجذبنى ما يفعله، كل هذا جعلنى أتخذ قرارًا صعبا جدًا فى هذا التوقيت بأن أترك وزارة الخارجية، وأتذكر أنه بعدها عرف الأستاذ رشوان توفيق بهذا القرار وعاتبنى.
■ هل ندمت على هذا القرار؟
- لا، كنت أندم لو كنت أخرجت سهرة تليفزيونية وخلاص، أو بقيت «محلك سر»، لكنى لم أندم لأنى أشعر أنى قدمت الكثير، وجميع أعمالى حصدت الذهبيات الفنية.
■ ألم تخشَ الفشل بعد تغيير مجال عملك؟
- لا، النجاح من عند ربنا، لم أكن خائفًا لأنى اشتغلت مساعد مخرج مع أعظم المخرجين فى أعظم المسلسلات، مع الأستاذ محمد فاضل والأستاذ أحمد طنطاوى، وهذه الأسماء شكلت خبرتى وتكوينى كمخرج، بالإضافة إلى أننى كنت أحاول أن أجتهد جدا جدا، ولو أنا خفت كنت سأفشل.
■ ما السر وراء بقاء مسلسلات كثيرة لك مثل «المال والبنون» و«ذئاب الجبل» فى أذهان المصريين؟
- السر فى هذا كانت «الكلمة»، «النص» هو أهم شىء، لذلك المسلسلات الباقية هى التى تحتوى على نص محترم، ومسلسلات كاتبنا الكبير أسامة أنور عكاشة مثل: «ليالى الحلمية، الراية البيضاء، والشهد والدموع»، كانت تعتمد على النص الذى يبنى عليه كل شىء، ثم يعتمد الأمر على المؤلف والمخرج اللذين بدورهما يختاران النجم وفريق العمل، وليس أن النجم هو الذى يختار فريق العمل والمؤلف والمخرج، لأن عمود الخيمة فى المسلسل هو المخرج، وهو الذى يتحمل نتائج العمل، لذلك عاشت هذه المسلسلات بين الناس.
■ ما العمل الذى ندمت عليه فى مسيرتك؟
- لم أندم على عمل قدمته طول مسيرتى الفنية، ولا نجم معين شاركت معه وشعرت أنه ضعيف، لأن كل الأعمال التى قدمتها نجحت، والجمهور هو الذى يقول ذلك، والنجوم الذين عملت معهم فوق مستوى الندم، مثلًا أنا اشتغلت مع نور الشريف ومحمود عبدالعزيز ويحيى الفخرانى وليلى علوى وعبدالله غيث وإلهام شاهين وشريف منير، كل هذه الأسماء لا يمكن أن تندم أبدًا أنك عملت معهم.
■ ما أقرب أعمالك إلى قلبك؟
- أنا عملت كل أنواع الدراما، من الدراما التاريخية والتراثية إلى الصعيدية، وأحبها كلها، لكن هناك عملا أخصه بالذكر وهو «الضوء الشارد»، لأنى لما عملت هذا النوع من الدراما كان هناك تنافس بين عدد كبير من الأعمال وبأسماء كبيرة جدًا، لكن «الضوء الشارد» استطاع أن يحصد الذهبية من كل هذه الأعمال.
■ كيف ترى الأعمال الدرامية التى تتناول الصعيد حاليًا؟
- أزعم أننى والأستاذ محمد صفاء عامر - وهو قاضٍ قبل أن يكون مؤلفًا- أعدنا إلى الشخصية الصعيدية هيبتها بعد أن كانت مسارا للسخرية فى الأعمال السينمائية، واستطاعت ثلاثية «الضوء الشارد»، و«ذئاب الجبل»، و«الفرار من الحب» أن تغير مفهوم الشخصية الصعيدية بالكامل، لدرجة أننى كنت فى ندوة، وهناك بنت من الطبقة الأرستقراطية قالت لى إنها تريد أن تتزوج شخصا صعيديا مثل «رفيع بيه»، وهذا مثال لما قدمناه للشخصية الصعيدية لما تحمله من شهامة وفروسية ونبل، لكن بعض الأعمال التى يتم تقديمها الآن تسىء إلى الصعيد.
■ من أين تستقى أفكارك؟
- أعتمد على الورق والدراسة، هذا من المؤلف أولًا، لكن الإخراج عندى موهبة وخبرة من الأساتذة الذين عملت معهم.
■ ماذا لو عرض عليك إخراج فيلم سينمائى.. هل ستوافق؟
- بكل صراحة رفضت أن أُخرج للسينما ولن أُخرج لها، فى رأيى الشخصى المخرج هو «رب العمل»، وللأسف السينما تحولت إلى أن يختار المنتج النجم والاثنان يختاران المخرج، لذلك نجد ضعفًا فى العمل الفنى، وهذا لا ينطبق على الجميع حتى لا نعمم لكنها الغالبية العظمى. مع ذلك هناك مخرجون لا يستطيع أحد التحكم فيهم، وهناك مخرج يجعلنى أشاهد الفيلم، مثل شريف عرفة، الذى أعتبره «مخرج نابغة».
وبشكل عام المجال السينمائى لم يستهونى، أنا أحب عمل الأشياء التى يرى الجمهور نفسه فيها، أحب إخراج الدراما الاجتماعية.
■ ما أبرز الصعوبات التى واجهتها عند بداية أى عمل درامى قدمته؟
- الصعوبات التى وكانت موجودة كانت فى مسلسل «ذئاب الجبل»، وكنت مرشح صلاح قابيل للعمل وتوفى بعد ١٨ مشهدًا، وأخذ مكانه عبدالله غيث، وبعد ٨٠٪ من العمل توفى أيضًا ولم أستطع تغييره، ورجعت لكاتبنا الكبير محمد صفاء عامر، الذى تصرف، وكانت نهاية المسلسل، والذى كتب لها الأغنية «الأبنودى» باحترافية شديدة: «ولا بد من يوم معلوم تترد فيه المظالم.. أبيض على كل مظلوم إسود على كل ظالم»، وهذا الكوبليه هو الذى جعلنا لا نشعر بأى اضطراب فى العمل، وبذلك تفادينا مأزق وفاة الفنان الكبير عبدالله غيث.
■ ما تقييمك للدراما حاليا؟
- هناك أعمال جيدة، لكن تُعد على أصابع اليد الواحدة، وهناك أعمال أخرى سيئة جدًا. لا بُدّ من أن تعود الدراما تحترم الأسرة المصرية بكل عاداتها وتقاليدها، فليس من المعقول أن تظهر دراما البلطجة والمخدرات والقتل والسيوف ويُقال عليها دراما مصرية.
■ وما الفرق بينها وبين أعمال الثمانينيات والتسعينيات؟
- الفرق واضح جدًا، ويتمثل فى تخلى الدولة عن الإنتاج، سواء كان فى السينما عن طريق المؤسسة المصرية للسينما، أو التليفزيون وقطاع الإنتاج وصوت القاهرة، وبعد ٢٠١١ «كله خلع»، والمنتج الخاص معذور، لأنه يعمل للحصول على مكسب، وغياب الدولة هو أحد الأسباب الرئيسية فى المستوى الذى وصلت له السينما الآن.
■ إذن أنت ضد ما يقدمه محمد رمضان من دراما؟
- لم أقل محمد رمضان بالتحديد، لكن هناك كثيرين يقدمون مثل هذه الأنواع من الدراما، وأنا لا أعيب على محمد رمضان، لكن أعيب على ظاهرة العنف الموجودة فى الدراما، أيًّا كان من يقدمها.
■ ما رأيك فى ظاهرة دخول أبناء الفنانين الوسط الفنى؟
- لا أعيب هذه الظاهرة، بالعكس.. بعضهم جيد. على سبيل المثال، رامى إمام مخرج ممتاز على المستوى الفنى، وشادى الفخرانى كذلك، ولا يمكن أن نسمى ذلك «شللية».
■ لو عرض عليك «السبكى» العمل معه.. هل تقبل أم ترفض؟
- السبكى اشتغل فى وقت كل المنتجين كانوا خايفين يقربوا من السينما، كون أنه وقف يناضل بمفرده فهذه شجاعة، لأن الصناعة تعتمد على الإنتاج، وناس كثيرون مصدر رزقهم السينما، لكن أنا رافض تمامًا العمل فى السينما.
■ كيف ترى الأعمال التى يقدمها؟
- أنا مبتفرجش على سينما، أنا تليفزيون بس.
■ ما مدى علاقتك بالوسط الفنى؟
- أنا مرتبط بالوسط الفنى فنيًا، وليس اجتماعيا.
■ نجم يجبرك على مشاهدته فى التليفزيون؟
- عادل إمام، ويحيى الفخرانى.
■ من الفنان الذى تتمنى العمل معه؟
- «اشتغلت معاهم كلهم»، أنا لا أتمنى العمل مع فنان كويس بقدر أن أعمل على «ورق كويس»، هذا ما يجعلنى أخرج عملا ونجما جيدين.
■ ولمن تعطى لقب أسوأ فنان؟
- الجمهور هو من يحكم على ذلك.
■ كيف ترى ظاهرة «المهرجانات»؟
- يعنى إيه فن المهرجانات؟!!! أنا مبشوفهاش وما أعرفهاش.
■ ألم تسمع عن حمو بيكا ومجدى شطة؟
- أنا ما أعرفش حد فيهم بجد والله، ولا سمعت هذه الأسماء من قبل، استخدامى للنت محدود، ويمكن أول مرة أسمع منك هذه الأسماء، لكن أنا قرأت خبرًا أن الدكتور أشرف زكى كان مانع حد فيهم من الظهور فى الأعمال السينمائية.
■ ما نوعية الكتب التى تفضل قراءتها؟
- بصراحة «السوشيال ميديا» غطت على الكل، لكن آخر كتاب قرأته كان كتاب «يوميات قاضى مصرى فى لاهاى»، للمستشار خالد القاضى، ويسرد فيه التجربة بشكل رائع.
■ ألا يغريك العمل مع فنان بعينه للإخراج للسينما؟
- أنا لم أفعل هذا فى العصر الذهبى للسينما، فهل سأفعله فى هذا العصر الذى نسميه «العصر السيئ»! بالطبع لا. فى الماضى كان الفيلم يستغرق تصويره ٨ أسابيع، أما الآن فنسمع عن أفلام يتم تصويرها فى أسبوعين، وبالطبع لن تخرج بالمستوى المطلوب.