رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مني رجب تكتب: أنيس منصور كما أعرفه (1-2)


تمر فى هذا الأيام الذكرى السابعة لرحيل المفكر والفيلسوف المصرى الكبير الذى لم يرحل عنا أنيس منصور.

لم يكن أنيس منصور يدرى ماذا سيقال عنه بعد رحيله عن الدنيا، ولم يكن واثقًا عما سيقال عنه، لهذا ترك ذخيرة من الكتب التى جعلته الكاتب الأكثر كتبًا والكاتب الأكثر مبيعًا حتى الآن، رغم مرور كل هذه السنوات.. وتركها أمانة فى يد والدتى.
هو ما زال يعيش بيننا، لأننا أسرته الصغيرة التى عاش معها وبينها. فلنا ذكريات معًا، وحكايات نادرة لا تعد ولا تحصى. وها أنذا أخص صحيفة «الدستور»، العزيزة على قلبى، ببعض صفحات من كتابى الجديد عن أنيس منصور كما عرفته عن قرب، فقد كان أستاذى المقرب إلىَّ، وأبى الروحى الذى أعتز به، وزوج والدتى المحب لها.. والدتى الغالية، المحترمة، الجميلة، الزوجة الحنون، والأم المعطاءة، رجاء حجاج.

قصة حبه مع أمى تشبه الأساطير.. انبهر بجمالها فى أول لقاء.. وعرفت بموعد موته قبل وفاته
كانت أمى زوجة بناءة كما كان يحلو له أن يقول عنها فى كل مناسبة ودون مناسبة.. وهى التى دعمته ورعت شئونه ودفعته لأن يكون المفكر الأكثر شهرة والأكثر مبيعًا فى مصر، وبشهادة منظمة اليونسكو فإن كتابه «٢٠٠ يوم حول العالم» هو الأكثر مبيعًا فى كتب الرحلات فى اللغة العربية، إذ تمت طباعته ٣٥ مرة.. هذا عدا عن الطبعات التى تمت طباعتها دون أن نعرف.
ورغم أننى بعد انفصال أمى وأبى عشت فى بيت أبى ومعه وتعلمت منه الكثير وأفتخر بأننى ابنته فهو عالم مصرى جليل ومؤسس علم الطب الطبيعى فى مصر، وأستاذ الأساتذة ورئيس قسم الطب الطبيعى فى كلية طب جامعة القاهرة وهو د. محمد رجب.. فإن قربى من أبى ومن ناحية أخرى أمى وأنيس قد جعل حياتى زاخرة ومليئة بالتجارب والأحداث والشخصيات الشهيرة فى مختلف المجالات التى عاصرتها، بل النضج قبل الأوان والحرص على رعاية من أحبهم والالتزام بهم فى وقت الحاجة إلىَّ، ومحاولة إسعادهم فى المناسبات العائلية والتوازن بين العلاقات وتنسيق الوقت والعمل الجاد والاجتهاد فى الحياة.
عاشت أمى مع أنيس منصور قصة حب نادرة تشبه الأساطير، فقد انبهر بجمالها النادر ما إن رآها وارتبطا بالزواج معًا فى حياة زوجية فيها قصص وفاء ومحبة ورعاية وعمل وعطاء وارتباط بأحداث كبرى مرت بمصر، فالحياة الخاصة لنا تداخلت مع الأحداث السياسية فى بلدنا بشكل تام. استمر زواجهما ٤٧ عاما.. ولآخر لحظات حياته كانت والدتى تجلس بجواره على مقعد بالقرب من سريره فى مستشفى الصفا، ولا تترك يده ولا يترك يدها فى غرفة الإنعاش إلا حينما ينام فتعود إلى بيتها بأمر الطبيب ثم تعود فى الصباح التالى لتجلس بجواره طوال اليوم فى غرفة الإنعاش ولا تفارقه إلا حينما يبلغنا الطبيب بأن عليها أن تعود إلى البيت وبأنه قد استسلم للنوم.
ومن قوة الارتباط بينهما أحست أمى فى آخر ليلة له بأنه سيغادر الحياة، وقالت لى هذا بينما دموعها تتساقط على وجهها، فظلت فى هذا اليوم، الخميس ٢٠ أكتوبر، تقرأ له القرآن وتسبح بيدها اليسرى ثم تعود لتمسك بيده الممدودة منه إليها.. إلى أن أعياها الإجهاد والإنهاك وطلب الطبيب المعالج له منها أن تعود إلى البيت لتستريح.٠

كان يستيقظ فى الرابعة صباحًا.. يخصص5 ساعات للقراءة والكتابة.. وينام ٢٤٠ دقيقة
كان يومًا تاريخيًا لكل أسرة تحرير مجلة أكتوبر، خاصة لرئيس تحريرها ورئيس مجلس إدارتها أنيس منصور، ولى أنا أيضًا ككاتبة شابة.. كان الرئيس السادات قد اختار أنيس منصور لقيادة مجلة جديدة تحمل اسم انتصار أكتوبر العظيم.. واختار أيضًا الرئيس أن يكون صدور مجلة «أكتوبر» من مؤسسة دار المعارف، وهى دار نشر مصرية عريقة.
أما أنيس فاختار أن يختار قوة ضاربة من الشباب الجديد المتحمس للحياة ولإثبات الذات والعشاق للعمل الصحفى وعدد من كبار الكتاب لإثراء المجلة وعدد من الصحفيين الكبار ليكونوا معه فى تأسيس صفحات المجلة الوليدة التى ولدت عملاقة.. نعم ولدت مجله «أكتوبر» عملاقة واختار اسمها الرئيس السادات مع أنيس وخصها الرئيس فى كل أسبوع بأحاديث سياسية مهمة وأسرار حصرية بهدف أن تكون فى طليعة المجلات العربية. وكان أنيس منصور أستاذا فى تأسيس واختيار موضوعات تجذب القارئ وتزيد التوزيع. واختار لها أبوابًا جديدة وعديدة فى تاريخ الصحافة المصرية مما جعلها المجلة الأكثر توزيعًا فى الوطن العربى، وطلب منى أن أكون ضمن أسرة تحرير المجلة الوليدة، وبالفعل انتظمت واجتهدت ونشرت ذخيرة من المقالات والموضوعات الصحفية كما قمت بعرض وتلخيص عدد كبير من الكتب الأجنبية المهمة للقارئ العربى، وكان من بينها كتاب «حياتى فى ألف يوم ويوم» وهى مذكرات الشهبانو فرح ديبا أو إمبراطورة إيران السابقة.
وفجأة ذات يوم حدث لنا جميعًا مفاجأة رائعة ومدوية وحدث تاريخى أفتخر بأننى شاركت فيه، حيث طلب أنيس من السادات أن يلتقى أسرة تحرير مجلة أكتوبر، وبالفعل وافق الرئيس السادات على لقائنا، وكان لقاءً تاريخيًا استمر أكثر من ٣ ساعات مع رأس الدولة المصرية، والبطل الذى استطاع أن يحقق النصر لوطننا الحبيب فى أكتوبر وداعم مجلتنا الوليدة. أما السبب الذى كان وراء هذه الزيارة، الذى عرفته بشكل شخصى من أنيس، فهو أنه كان يريد أن يرى الرئيس أسرة تحرير مجلته، وأن يلتقى بهم وجهًا لوجه، وأن يصافحهم يدًا بيد، وأن يشعر بأهميتهم فى استكمال مستقبل المجلة، حيث كانت هناك نية لإصدار المجلة من دار صحفية أخرى غير دار المعارف، وكان أنيس غير راغب فى هذا التغيير.. فظلت تصدر بعد اللقاء من دار المعارف وحتى اليوم.
أما السبب الآخر الذى لم يفصح عنه أنيس لأحد آخر من الزملاء هو أنه كان يريد أن يستمر فى دعم السادات القوى للمجلة، حتى لا يفكر فى رفع يده عن دعمها بالأخبار الحصرية والأحاديث المخصصة لها أو إيقافها يومًا حتى تظل فى مقدمة وطليعة المجلات السياسية والمتنوعة فى العالم العربى.. كما كانت تأخذ منها وكالات الأنباء أخبارًا تبثها للعالم.
كان لأنيس ما تحقق لأن العلاقة بينه وبين السادات كانت علاقة وطيدة جدا ومستمرة ومتواصلة، وكان يستمع إلى أنيس ويتحاورا معًا كل ثلاثاء فى لقاء أسبوعى طويل كان منتظمًا ويسيران معًا لمسافات طويلة، ولا يعود أنيس إلا ليلًا إلى البيت حيث تنتظره أمى، وتعد له عشاء خفيفا كعادتها فى الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة من شئونه، سواء على مستوى عمله المتواصل أو سواء على مستوى رعايته الشخصية وترتيب أمور حياته اليومية، وإعداد احتياجاته الشخصية خلال سفرياته الكثيرة والمتواصلة.
كان أنيس يحكى لأمى كل أسرار السياسة، لأنها سيدة مثقفة وفى منتهى الذكاء وتنحدر من أسرة أرستقراطية ألحقتها بمدرسة فرنسية وكانت تهوى السياسة وتناقشه فيها وتبدى رأيها فيها بكل شجاعة، وهى سيدة تتمتع بجمال باهر وبأناقة كبيرة، مما جعله يستعين بها فى كل أمور حياته، فتخطط له مشروعاته وهى التى كانت وراء أن يؤدى مناسك الحج وكان يحبها حبًا نادرًا ظهر فى محنة مرضها عام ١٩٩٩.. وكنت دائمًا وأسرتى نساعد فى رعايته حينما يمر بأزمة صحية. فلم يكن فى حياته أقارب نعرفهم سوى أننى أعرف مدى حبه لوالدته واحترامه الشديد لها.. فلذلك كان يعتبرنا أسرته وأهله وعزوته وكنا شديدى الاعتزاز به وبوالدتى، لأنهما شخصيتان استثنائيتان يندر أن يجود الزمان بمثلهما. وكان من عادته أن يروى لنا كثيرًا مما كان يدور فى لقاءاته مع الشخصيات التى يلتقى بها وخاصة لقاءاته مع السادات لأهميتها له.. ثم يدخل مكتبه ليدون بعضًا مما حدث.. ثم يستريح قليلًا ثم يستيقظ قبل الفجر فى الرابعة صباحًا، ليبدأ فى الإعداد لنشر الحوار الحصرى مع الرئيس السادات، الذى يتصدر المجلة صباح السبت، ويكون فى الأسواق مساء السبت وصباح الأحد، فتحتل عناوين الحوار مانشيتات الصحف الكبرى فى مصر ويتناقلها العالم. كما كان من عادة أنيس أن يخصص كل يوم خمس ساعات أو أكثر للكتابة والقراءة، ولا ينام إلا أربع ساعات فقط، فيدخل إلى غرفته فى الحادية عشرة مساء، ثم يستيقظ فى الثالثة صباحًا ليكتب فى مكتبه الخاص بالبيت، وكنا نسمى مكتبه الصومعة وبعد الانتهاء من الكتابة اليومية، يستعد للذهاب إلى مكتبه الذى يصل إليه فى العاشرة تمامًا، بعد أن يرتدى ملابسه التى تعدها له أمى بعناية فائقة فى المساء قبل أن ينام. ومن أسباب إنتاجه الغزير أنه قليل النوم كثير العمل والإخلاص للكتابة والقراءة أيضًا.

بكى مثل الطفل فى مرض حبيبته وذهب إلى الحج استجابة لرغبتها
لا أنسى يومًا آخر فى حياتنا كأسرة، وهذا اليوم كان يوم المحنة. فهو من أصعب وأقسى أيام حياتنا كأسرة ولى شخصيًا، إلا أنه أظهر جانبًا إنسانيًا لا يعرفه إلا من اقترب منا كأسرة اقترابًا شديدًا، ففى عام ١٩٩٩ بينما أنا عائدة إلى بيتى فى السادسة مساءً لأستريح قليلًا ثم أذهب لرؤية والدتى وأنيس بعد يوم عمل شاق.. إذا بتليفون يرن وصوت أنيس يحدثنى بصوت متوتر وقلق ومتعجل.. قال: منى تعالى علينا بسرعة أنتِ فين؟ فقلت: أنا لسه راجعة البيت يا دوب اتغديت وكنت جايه بعد شوية عليكم.. تعالى حالًا حالًا رجاء تعبانة أوى.. تعالى بسرعة.. ذهبت إلى بيت والدتى مسرعة مع زوجى الصحفى عبدالحميد شعير، وكانت أمى بالفعل فى حالة صحية حرجة لم أرها قبل ذلك، فتوجهنا بها إلى المستشفى بالإسعاف.. وأدخلوها للكشف ثم إلى غرفة الإنعاش وشعرت بأن شيئًا خطيرًا يحدث لأمى لا بد أن أعرف تفاصيله حالًا. وفى لحظات انقلب المستشفى رأسًا على عقب وجاء عدد كبير من الأطباء الكبار، وبدأوا فى كونسولتو طبى لأخذ قرار علاج فى حالة والدتى، وبدأنا فى مرحلة علاج شاقة لإصابتها بجلطة فى المخ تستوجب نقلها للعلاج فى الخارج فورًا. وبالفعل سافرنا إلى باريس، وبينما نحن فى المستشفى الأمريكى بباريس، جلست إلى جانب أنيس على مقاعد فى غرفة الانتظار حتى يتمم الأطباء الفرنسيون الكشف على أمى الحبيبة، وأنا فى قمة الحزن والأسى، فإذا بى أجد أنيس بجوارى يبكى بدموع غزيرة كما الطفل الصغير.. أخذ يبكى ودموعه تنهمر أمامى واستمر البكاء دون توقف حزنًا وقلقًا على حالة أمى الخطيرة وبدأ يقول: أنا انتهيت.. أنا مش حقدر أعيش من غير رجاء، رجاء كل حاجة فى حياتى.. معرفش أعمل حاجة من غيرها. ووجدت نفسى أمام زوج حزين مصاب فى محبوبته إلى أقصى درجات الحزن الإنسانى، وجدت رجلًا محبًا غير عاجز عن تلقى صدمة حالة أمى الصحية.. لحظتها فقط عرفت درجة حبه لها وهى درجة نادرة فى حياة أى رجل وعرفت قيمة دورها وتفانيها فى رعاية كل صغيرة وكبيرة فى حياته إلى حد إحساسه بالضياع، لأنها تمر بمحنة صحية.. زوجة عظيمة لزوج عظيم ومحب لها.. وهنا اضطررت لأن أواسيه بدلًا من أن أجد لديه المواساة لى، وهو يعرف قدر مشاعرى المرهفة وإحساسى تجاه أمى. فقد كنت أنا أيضًا أبكى بغزارة وبقلب ينفطر حزنًا عليها.
قررنا جميعًا أن نتعاون من أجل رحلة العلاج الطويلة والشاقة لماما الغالية علينا.. فى باريس ثم فى القاهرة، وخلال رحلة العلاج فى باريس كتب أنيس عن حبه لأمى فى عموده اليومى «مواقف» بالأهرام عدة مرات وعقب إصابتها بالجلطة الدماغية معبرًا عن حبه لها وحزنه لما أصابها.. ودعاؤه بأن تشفى وتعود كما كانت.. فأبكى أنيس مصر كلها معه على والدتى، كما كانت السيدات يقلن لى بعد قراءة «مواقف» عن ماما.
وما زلت أتذكر دموع أنيس عليها فى أيام كثيرة، وما زلت أدعو بعد رحيله بأن يمد الله فى عمر أمى لتظل نورًا مضيئًا ينير لى حياتى أنا وأسرتى.
ومن مفارقات القدر أن ميلادنا فى يومين متتاليين، إذ إن يوم ميلاده يوم ١٨ أغسطس وأنا يوم ١٧ أغسطس. فكنا نقيم حفلًا كبيرًا يحضره الأصدقاء المقربون، وكانت والدتى تشرف على كل صغيرة وكبيرة فى هذا الحفل، وكنا نطفئ تورتة عيد ميلاده وتورتة عيد ميلادى. فكانت أمى تقول: أنا عندى أسدين فى حياتى أنيس ومنى، أما هو فيرد قائلًا: لكن أنتِ برج الحوت يا رجاء والحوت ممكن يبلع الأسد.
وأتذكر أن أمى وأنيس كانا فى رحلة لأداء مناسك الحج حينما استدعاه الرئيس السادات من الحج، ليعود إلى القاهرة وليكون معه فى الطائرة التى ستتوجه إلى تل أبيب فى مبادرة السلام التى أذهلت العالم، وفاجأت إسرائيل وأتاحت للسادات أن يقدم مطالب مصر أمام الكنيست الإسرائيلى، وأن يعرض القضية الفلسطينية وأن يبدأ رحلة استرداد الأرض بالسلام استكمالًا لانتصار أكتوبر ٧٣. كانت زيارة تاريخية، لكن أمى كانت تحسب فى أعماقها حسابات الزوجة المحبة التى تخاف أن يحدث لزوجها مكروه وسط عدو كان شقيقها محمد وهو أحد أبطال أكتوبر يحاربهم لاسترداد أرض مصر، وكان محاصرًا فى الجيش الثانى. لكنها عاشت أيامًا تبكى وتدعو أن يعود شقيقها الحبيب سالمًا من الحرب، كما شارك أيضًا فى حرب يونيو ١٩٦٧ التى راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء من الجنود المصريين، وبين الحربين كانت أمى فى الهلال الأحمر المصرى، تذهب لزيارة جرحى الحرب من الجنود المصريين وتشارك فى رفع روحهم المعنوية، وأبدًا لم تنس أن الحرب مع إسرائيل استشهد فيها آلاف المصريين دفاعًا عن الأرض. لكن قدرها أن تكون زوجة لمفكر كبير قريب من رئيس الدولة، الذى كان يبعث به فى مهام أخرى سياسية ومهمة من أجل الوطن. وأبدًا لم تنس أمى أن أنيس عاد من رحلة الحج ليصاحب السادات فى مبادره السلام، وكانت دائمًا تذكر تلك الواقعة، أما هو فيضحك ويقول إنها خطوة تاريخية وإنه لولا رجاء ما كنت ذهبت للحج، ولولا رجاء ما كان لى أن أنجز شيئًا فى حياتى، ولولا أن رجاء تحتفل بعيد ميلادى ما تذكرته، هى التى جعلت منى أيضًا رجلًا اجتماعيًا.. ولهذا فإنه بعد وعدها بالذهاب إلى الحج مرة أخرى تعويضًا لها عن الرحلة التى لم تكتمل بسبب مبادرة السادات للسلام وأوفى بوعده فى العام التالى بالفعل.
وظللنا كل عام نحتفل بعيد ميلاده حتى آخر حفل قبل وفاته بشهور فى ١٨ أغسطس ٢٠١١.