رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيسي يحذر العالم من موسكو: لم يعد أحد بمنأى عن الخطر

جريدة الدستور

-يلتقى بوتين اليوم.. ناقش التعاون الاقتصادى مع ميدفيديف.. ووضع إكليلًا من الزهور على النصب التذكارية للجندى المجهول
-نعم للحلول الشاملة وليست الجزئية للأزمات
-توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا خلال القمة التى ستعقد بين بوتين والسيسى
-نخوض معركة العقول والقلوب ضد التطرف

يجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى، اليوم، محادثات رسمية مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين، يناقش الرئيسان خلالها القضايا المحورية لتوسيع نطاق التعاون «الروسى-المصرى»، فضلًا عن تبادل الآراء حول المسائل ذات الصلة على جدول الأعمال الدولى.
ويناقش الزعيمان استئناف الطيران العارض من روسيا إلى منتجعى شرم الشيخ والغردقة، ومن المنتظر أن يوقع الرئيسان عددًا من الوثائق المشتركة عقب المحادثات، إذ نشرت البوابة الرسمية للمعلومات القانونية للكرملين، فى وقت سابق، مرسومًا رئاسيًا بالموافقة على توقيع اتفاق للشراكة والتعاون الاستراتيجى مع مصر.
وأجرى الرئيس محادثات غير رسمية، أمس، مع نظيره الروسى، بمشاركة رئيس الوزراء ديمترى ميدفيديف، لمناقشة تنفيذ المشروعات المشتركة بين البلدين.
وناقش «ميدفيديف» و«السيسى»، أمس، آفاق تطوير التجارة الثنائية والتعاون الاقتصادى، مع التأكيد على مشاريع مشتركة واسعة النطاق فى مجالات الطاقة والصناعة والزراعة وغيرها من المجالات.
ووضع الرئيس إكليلًا من الزهور، أمس، على النصب التذكارية للجندى المجهول بالميدان الأحمر فى العاصمة الروسية موسكو.
وعقب وصول الرئيس إلى مقر النصب التذكارية، عزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطنى لكل من روسيا ومصر.


روسيا لن تجد من مصر إلا كل خير.. وزيارتى خطوة على طريق تعزيز التعاون المشترك

ألقى الرئيس السيسى كلمة أمام مجلس الفيدرالية الروسى بموسكو، وهو الغرفة الأعلى فى البرلمان الروسى، أكد خلالها حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية مع روسيا فى جميع المجالات وتوسيع التعاون المشترك، وذلك فى إطار جهود تعزيز العلاقات البرلمانية والشعبية بين البلدين، وتعد هذه هى المرة الأولى التى يلقى فيها رئيس دولة أجنبية كلمة أمام مجلس الفيدرالية الروسى.
وقبل أن يلقى الرئيس كلمته سجل كلمة تحية وتقدير صباح أمس، فى سجل الزيارات بمجلس الفيدرالية الروسى.
وقال الرئيس فى كلمته بسجل الزيارات: «إنه لمن دواعى سرورى أن أزور مقر مجلس الفيدرالية الروسى، الذى ساهم بدور بارز فى إثراء الحياة السياسية فى جمهورية روسيا الاتحادية، وأود فى هذه المناسبة أن أؤكد حرصى على تعزيز الروابط التاريخية الممتدة بين بلدينا منذ عقود».
وتابع الرئيس: «أتطلع إلى أن تمثل هذه الزيارة خطوة جديدة على طريق توثيق الصداقة التى طالما جمعت بين الشعبين المصرى والروسى، والارتقاء خلال المرحلة المقبلة بالتعاون المشترك فى كل المجالات إلى آفاق أرحب، بما فيها التواصل والتفاعل بين برلمانى البلدين الصديقين، وبما فيه صالح لشعبينا وبلدينا مع خالص الشكر والتقدير على حفاوة الاستقبال وأصدق التمنيات لجمهورية روسيا الاتحادية بالخير وبمزيد من التقدم والازدهار».
كما التقى السيسى، رئيسة مجلس الفيدرالية الروسية، فالنتينا ماتفينكو، وشهد اللقاء عددًا من قيادات مجلس الفيدرالية، حيث أكد الرئيس أن السنوات الخمس الماضية شهدت تطورًا كبيرًا فى مسيرة التعاون ودعم العلاقات فى مختلف المجالات بين مصر وروسيا، وأيضًا فى القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال الرئيس: «إن التعاون الاستراتيجى بين البلدين والتوقيع عليه خلال هذه الزيارة يعكس مدى قوة تلك العلاقات»، موضحًا أن «روسيا لن تجد من مصر إلا كل خير، مثلما تجد مصر كل الخير من روسيا».
ومن جانبها، رحبت رئيسة مجلس الفيدرالية الروسية بالرئيس السيسى والوفد المرافق له، مؤكدة أن زيارته إلى روسيا لها أهمية كبيرة، وأنها ستسهم فى دفع مسيرة العلاقات الاستراتيجية المتميزة بين البلدين الصديقين قدمًا.
وقدمت رئيس مجلس الفيدرالية الروسية، الشخصيات الروسية التى شهدت اللقاء، للرئيس السيسى، ومن بينهم نائب رئيسة المجلس، وهو من جمهورية داغستان التى تتمتع بأغلبية إسلامية، مشيرة إلى أن عدد المسلمين فى روسيا يبلغ حاليًا ٢٠ مليون مسلم.

المصريون حموا بلادهم من «نيران الفوضى» وأنقذوا هويتهم.. ونأمل فى عودة الطيران قريبًا

أكد الرئيس أن «روسيا كانت دائمًا، شعبًا وحكومة، أول من قدم يد العون لمصر لاستعادة الأرض المحتلة، كما أن مصر لن تنسى مساهمة روسيا فى معركة مصر للبناء والتعمير، حينما ساعدتها على بناء السد العالى، وغيره من المشروعات الكبرى، خلال حقبة مهمة من تاريخها الحديث».
وفيما يلى نص كلمة الرئيس:
«السيدة «فالنتينا ماتفينكو» رئيسة مجلس الفيدرالية الروسى،
السيدات والسادة قيادات ونواب المجلس الموقرين،
اسمحوا لى فى البداية، أن أعرب عن سعادتى البالغة وتقديرى العميق، لدعوتكم الكريمة للحديث من على هذا المنبر، وإتاحة الفرصة لى، كى أتواجد بينكم، كأول رئيس أجنبى فى مجلس الفيدرالية، مخاطبًا الشعب الروسى العظيم، حاملًا له رسالة تحية وتقدير عميقة من شعب مصر، الذى يعتز بما يجمع بين بلدينا من روابط تاريخية، لا تزال أصداؤها حاضرة حتى الآن، وإننى أتطلع لأن يمثل لقائى معكم، نقطة انطلاق جديدة لإثراء علاقات الصداقة بين بلدينا، فى بعدها البرلمانى، لتتجاوز إطارها الرسمى إلى آفاق شعبية أوسع، تنميها وتدفعها إلى الأمام.
إن العلاقات الوطيدة بين مصر وروسيا، التى نحتفل هذا العام بمرور خمسة وسبعين عامًا على تأسيسها، دائمًا ما تميزت بالعمق والخصوصية، وهو ما تجلى فى وقت الأزمات والشدائد، فقد كانت روسيا دائمًا، شعبًا وحكومة، أول من قدم يد العون لمصر لاستعادة الأرض المحتلة، كما أن مصر لن تنسى مساهمة روسيا فى معركتها للبناء والتعمير، حينما ساعدتها على بناء السد العالى، وغيره من المشروعات الكبرى، خلال حقبة مهمة من تاريخها الحديث، وأود أن أؤكد أن هذه المواقف التاريخية الداعمة، ستظل دائمًا عالقة فى أذهان المصريين، وأن هذا الإرث القيم من التعاون المشترك، سيظل محل تقدير بالغ من الشعب المصرى. إن الزخم الذى تشهده مختلف مجالات التعاون بين مصر وروسيا، على مدى السنوات الخمس الأخيرة، لهو خير دليل، على ما تنطوى عليه علاقاتنا من عمق ورسوخ، وهو الأمر الذى انعكس فى مستوى التنسيق والتشاور المستمر، بين المسئولين فى البلدين، وفى إطلاق الحوار الاستراتيجى بينهما، فضلًا عن نمو حركة التجارة إلى أرقام غير مسبوقة، لا تزال فى سبيلها إلى الارتفاع، كما أننى أتطلع للانتهاء خلال الأعوام المقبلة، من مشروع عملاق، وهو بناء محطة الطاقة النووية بالضبعة، والتى أثق أنها ستغدو علامة مضيئة جديدة، فى مسيرة التعاون بين البلدين، وصرحًا ضخمًا فى بنيان شراكتنا الممتدة.
وبالمثل، فإننى أنظر إلى مشروع المنطقة الصناعية الروسية فى شرق قناة السويس، كمثال آخر على عمق شراكتنا، ونقطة انطلاق جديدة، من أجل تعزيز الاستثمارات الروسية فى مصر، فنحن نتطلع دائمًا، لخبراتكم واستثماراتكم، فى إطار من التكامل بيننا، من أجل المساهمة فى إنجاز ما يتم تدشينه من مشروعات عملاقة على أرض مصر، وأود أن أؤكد لكم أن الباب سيبقى مفتوحًا أمام المستثمر الروسى، للاستفادة من المميزات الكبيرة، التى تتيحها السوق المصرية، كبوابة تجارية واستثمارية ضخمة، للعديد من الدول الإفريقية والعربية والآسيوية.
السيدات والسادة،
لقد توّجت جهودنا بالنجاح فى استئناف حركة الطيران المباشر بين القاهرة وموسكو، فى أعقاب زيارة الرئيس «بوتين» إلى مصر فى ديسمبر ٢٠١٧، وإننى على ثقة بأنه فى إطار الروح الإيجابية التى تسود العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا، سيعود الطيران قريبًا بين المدن الروسية والمصرية الأخرى، من أجل استعادة تدفقات السائحين الروس، الذين طالما لاقوا كل ترحاب وتقدير ومودة.. فى بلدهم الثانى مصر.
السيدات والسادة قادة ونواب المجلس الفيدرالى الكرام،
إن المواقف الروسية الداعمة لإرادة المصريين، فى أعقاب ثورة ٣٠ يونيو، وما شهدته العلاقات من تقارب، قد أتاح متابعة التطورات المتلاحقة على مدار السنوات الخمس الماضية، التى نجح خلالها المصريون فى استعادة أمنهم واستقرارهم، والحفاظ على كيان دولتهم العريقة، ومؤسساتها الوطنية الراسخة، ليجنبوا بلادهم نيران الفوضى، حيث استطاع الشعب المصرى استحضار مخزونه الحضارى العميق، ليفرض إرادته، وينقذ هويته، ويحقق قفزات هائلة على صعيد تمكين الشباب والمرأة، ويمضى فى تنفيذ إصلاحات اقتصادية جريئة، ليصبح ما تحقق من إنجازات واقعًا حيًا شاهدًا على قدرة المصريين على تخطى الصعاب، والعبور إلى المستقبل.. بثقة وتفاؤل.

الإرهابيون لا يعرفون أديانًا ولا أوطانًا.. «العملية الشاملة» حاصرت الإرهاب.. واتخذنا إجراءات لحماية بلادنا من المقاتلين الأجانب

وواصل الرئيس كلمته: إن مصر بينما تمضى فى طريقها إلى هذا المستقبل، تتطلع إلى تعزيز مستوى التنسيق والتواصل مع روسيا، وفتح آفاق جديدة للتعاون، لا سيما فى مواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها خطر انتشار وتمدد الإرهاب، الذى يتشح زورًا باسم الدين، بحثًا عن أهداف خبيثة، ومصالح ضيقة، لفئات لا تعرف أديانًا ولا أوطانًا، فأصبحت عدوًا للإنسانية بأسرها، إلا أن القضاء على هذه الآفة الخطيرة، يستوجب منا مواجهة جماعية من منظور شامل، نخوض من خلاله، معركة العقول والقلوب ضد أفكار التطرف والانغلاق، مع إيلاء الاعتبار اللازم للبعدين الاقتصادى والاجتماعى، بجانب الإجراءات العسكرية والأمنية.
وأود فى هذا السياق، أن أشير إلى مبادرة تجديد الخطاب الدينى، التى تم إطلاقها من مصر منذ سنوات، من أجل مواجهة خطاب التطرف والأفكار المغلوطة والتفاسير الملتوية، التى تجافى صحيح الدين، وتنافى قيمه الحميدة، منوها بالدور المقدر الذى يقوم به الأزهر الشريف فى هذا الشأن، كمنارة للإسلام المعتدل، الذى يعلى من قيم التسامح وقبول الآخر، كما أود أن أشير إلى العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨، وما حققته القوات المسلحة وقوات الأمن المصرية من نجاحات باهرة، من أجل حصار بؤر الإرهاب والسيطرة عليها بشكل كامل، فضلًا عن اتخاذ التدابير اللازمة لحماية أمن مصر وحدودها، وتأمينها من مخاطر تسلل المقاتلين الأجانب، وتهريب المخدرات والإتجار فى البشر، فضلًا عن التصدى لموجات الهجرة غير الشرعية عبر السواحل المصرية إلى أوروبا.
وكما يمثل الإرهاب تهديدًا خطيرًا على الإنسانية بأسرها، فإن تفكيك مفهوم الدولة الوطنية، تحت وطأة الأزمات المتلاحقة، يشكل خطرًا وجوديًا على أمن المنطقة والعالم كله، فلا يكفى أن منطقتنا العربية لا تزال تعانى من أقدم وأعقد أزمة فى التاريخ المعاصر، متمثلة فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، بعدما عجز المجتمع الدولى عن إيجاد حل عادل وشامل لهذا الصراع الممتد، يعيد للشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة بل تلاحقت باقى أزمات المنطقة، لتؤجج الصراعات الطائفية، وليخيم شبح تفكك وانقسام الدولة ومؤسساتها الوطنية، ليفرض مزيدًا من التحديات والأخطار الجديدة، الأمر الذى يستدعى منا العمل معًا، وتسخير الطاقات وشحذ الهمم، لمواجهة الأخطار المشتركة.. التى تحيق بنا.
لقد أصبحنا جميعًا فى خندق واحد، فلم يعد أحد بمنأى عن الخطر، ولم يعد بالإمكان تخطى تلك الأزمات فرادى، أو دون تحمل جميع أعضاء المجتمع الدولى مسئولياتهم، سواء عبر الإسراع بتحقيق التسوية السلمية للنزاعات أو التصدى بحزم للأطراف التى تقف وراء الإرهاب، وتُغذيه بالقول أو الفعل أو المال.
إن ما يزيد من حدة الأزمات الراهنة فى المنطقة، هو تصاعد حدة الاستقطاب، الذى لن يؤدى فى النهاية إلا لتفاقم الواقع المضطرب من حولنا، وأقولها بصراحة، لم يعد هناك مجال للاصطفاف فى محاور، لفرض رؤى بعينها أو الانضمام لتكتلات، هدفها الانطواء على نفسها، والادعاء بأن تلك المخاطر لا تعنيها، فلا سبيل للوصول لمستقبل أفضل، إلا بتحقيق مزيد من التعاون، وتنسيق المواقف فى إطار من الاحترام والتقدير المتبادل، وتفهم الاختلاف والتنوع وثقافة الآخر، والالتزام بالقانون الدولى وبمبادئ الأمم المتحدة، التى يجب أن تظل كيانًا جامعًا لنا، من أجل نظام دولى فعال يسوده السلام والأمن، بما يساعد على التركيز على تحقيق التنمية والرخاء، وتلبية تطلعات شعوبنا، وصولًا إلى نظام عالمى أكثر استقرارًا. وكما ذكرت فى كلمتى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضى، فإنه لا مجال للحلول الجزئية للنزاعات والصراعات الداخلية.. أينما كانت، وإنما المعالجة الشاملة، التى تضمن الحفاظ على وحدة وسيادة الدول، وسلامتها الإقليمية، وتُعيد لم شمل أبناء الوطن الواحد، بما يسمح بإعادة البناء والإعمار، مع ضمان عدم إفلات المفسدين والمخربين والإرهابيين من المحاسبة.
ولعلكم تشاركوننى الرأى بأن تلك المعالجة الشاملة للأزمات، لن تتسنى دون توافر الإرادة الجماعية للمجتمع الدولى، وبحيث يكون الخيار الأممى هو مظلتنا الجامعة لتحقيق هذا الغرض، ففى سوريا على سبيل المثال، لا بديل عن تحريك العملية السياسية التى ترعاها الأمم المتحدة، إلا بالإطلاق الفورى لأعمال لجنة صياغة الدستور، كخطوة أولى نحو استئناف المفاوضات وإنهاء الأزمة فى سوريا، بشكل يحفظ وحدة هذا البلد الشقيق وسلامة مؤسساته.. ويلبى طموحات أبنائه.
وفى ليبيا، فإن رؤيتنا للحل تقوم على ضرورة الالتزام بالحل السياسى، وما يتطلبه من تحقيق تقدم، فى تنفيذ مبادرة المبعوث الأممى للحل السياسى الشامل فى ليبيا، بكل عناصرها، والتى تم تبنيها منذ أكثر من عام، ولا تزال تراوح مكانها، وذلك جنبًا إلى جنب مع توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، كى تتمكن من القيام بمهامها بفاعلية، والمتمثلة فى الدفاع عن ليبيا ومواجهة مخاطر الإرهاب، وهو المسار الذى تقوم فيه مصر بدور محورى.
السيدات والسادة قادة ونواب مجلس الفيدرالية الموقرين،
ستظل روسيا الصديق الوفى، الذى يمكن دائمًا الاعتماد عليه، لا سيما فى ظل تقارب الرؤى والدعم المتبادل فى مختلف المحافل الدولية، حتى وإن تباينت وجهات النظر حيال بعض القضايا، فإن ذلك يعد حافزًا على إثراء الحوار، وتأكيدًا للحاجة لمزيد من التنسيق والتعاون، وصولًا للسُبل المُثلى لمواجهة التحديات المشتركة».
كما التقى السيسى مع رئيس الوزراء الروسى، دميترى ميدفيديف، حيث تناول اللقاء عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما شهد تباحثًا حول عدد من ملفات التعاون الثنائى، خاصة فى المجالات الثقافية والسياحية وتوطين الصناعات والتعاون فى مجال السكك الحديدية والطاقة وزيادة التبادل التجارى.
وقال الرئيس إن الاستثمارات والصناعات الروسية لديها فرصة كبيرة حاليًا للتواجد فى السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة فى مصر، وللنفاذ منها إلى الأسواق الإفريقية، خاصة فى ضوء رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى عام ٢٠١٩، واتفاقيات التجارة الحرة التى تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية.
وأشاد رئيس الوزراء الروسى بخطوات إصلاح الاقتصاد المصرى والمشروعات التنموية الكبرى الجارى تنفيذها، مؤكدًا حرص روسيا على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها فى جميع المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.

رئيسة الفيدرالية الروسى: السيسى جندى يحب وطنه
وصفت فالنتينا ماتفينكو، رئيسة مجلس الفيدرالية الروسى، الرئيس عبدالفتاح السيسى، بأنه شخصية سياسية مرموقة يتسم بالحكمة وبعد النظر، وأنه مخلص إخلاصًا كبيرًا لبلاده.
وقالت ماتفينكو، فى كلمة لها أثناء تقديمها للرئيس السيسى، قبيل إلقاء كلمته أمام مجلس الفيدرالية: «إنه لشرف كبير لنا أن يكون الرئيس عبدالفتاح السيسى أول رئيس دولة فى العالم يتحدث أمام مجلس الفيدرالية الروسى».
ونقلت عن الرئيس السيسى بعض العبارات التى قالها فى مارس ٢٠١٤، حيث ذكرت أن هذه الأقوال تعكس شخصيته، حيث قال: «لقد كنت وسأظل مدى حياتى جنديًا يخدم وطنه، وعندما أترك الزى العسكرى سأظل أعتبر نفسى جنديًا كلّف بخدمة وطنه فى المستقبل». واختتمت رئيسة مجلس الفيدرالية الروسى كلمتها، قائلة: «إن هذه الأقوال هى لجندى يحب وطنه».