رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جابر عصفور: شِعر عبد المنعم رمضان أشبه بالنداهة

جابر عصفور
جابر عصفور

بدأ الدكتور جابر عصفور كلمته مرحبا بالحضور ومعتذرا عن تأخره وضعف صوته لأنه كان في ندوة أخرى، وأضاف أنه يرى الجميع من خلال نظارته بوضوح، ولكن ماذا يحدث لو وضعنا أشكال على العدسة فكيف اراكم، وهذه مشكلة عبد المنعم رمضان، فنحن هنا لا نبحث معاني ولكن هنا كلمات، وهذا يجعلنا نبحث عن مدلولات ويجعلنا نترك كل القواعد القديمة التي تجعل الجملة تبدأ بشكل معين وتنتهي بشكل معين.

وأضاف "عصفور": "لذلك لا بد أن أركز على مدلولات وكلمات تصل إلى المتلقي وهذا يسمى بالحداثة، مثلما قصيدة التي تتحدث عن "كافكا" فلن نجد لها معنى منطقي فهي أشبه بالحلم، إذا استطعت أن أصنع علاقات رمزية فهنا سأصل إلى معنى القصيدة.
أما بالنسبة لعبد المنعم رمضان فأوقات القصيدة تكون غير منطقية، ولكن في حالات أخرى تشف الكثير من قصيدة "تحذير من الكابوس"، لو أخذنا هذا النوع من القصائد لوجدنا نوعا مختلفا عن قصائده".

وتابع: "هنا القصيدة تشف، وليست من النوع الذي يجعلنا نلتفت إلى الدوال فقط، مثل اللوحات التي لن تجد فيها امرأة تشبه امرأة تحبها، لذلك قصيدة عبد المنعم رمضان منذ زمن في هي قصيدة حداثية، وذلك لأنها تركز على كيف يقال وليس ما يقال، هنا ببعض القصائد بها وزن، ولكن كثيرا أبطأ الإيقاع حتى لا تشعر، وذلك بنوع من الحنبلة لأن عبد المنعم صناع لأبعد مدى، العنوان هنا "الهائم في البرية" هنا يأخذنا إلى أمل دنقل المأخوذة عن الماغوط، كما اخذها الماغوط عن التوراة، وذلك في قصة مقتل قابيل لهابيل، لذلك كتابة نص عن النصوص لا بد أن يكون بوعي".

وأكمل "عصفور"، شعر عبد المنعم أشبه بالنداهة تنده وتذهب ولا تعلم إلى أين ذاهب، وبهذا الشكل نكون قد صنعنا مدخل في كيف تقرأ القصيدة.
"عبد المنعم" كان متأثرا بأدونيس كل تأثر، كأن في بداية الأمر يأخذ رموز معروفة لأدونيس، وكان عبد المنعم لشدة تأثره بأدونيس، وانا ايضا استفدت كثيرا من كتابات ادونيس حتى قرأنا للغرب وعرفنا عن الحداثة.

وتابع: هل هناك جديد في هذا الديوان، أساسا هذا هو عبد المنعم، ولكن هنا الجديد هو وطأة الأحداث بالذنب ثانيا الإحساس الخانق بوجود العسكر، ثالثا درجة الشفافية في الصورة عالية جدا، فكثيرا أجد الانفعال الشديد في القراءة، لذلك هناك فرق وأنا أرى أن هذا الديوان قيمة مضافة لشعر عبد المنعم.

واختتم حديثه قائلًا، عبد المنعم الغير مرتبط بالواقع أصبح دون أن يدري مرتبط بالواقع مثل قصيدة "مينا"، وكأن عبد المنعم يخرج من عبد المنعم رمضان، كذلك اللعب بالإشارة هو ما يميز هذا الديوان عن غيره.