رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أعمال فنية بقلب مدن دمرها بركان فيزوف

جريدة الدستور

في تلك مداخل غامضة لمنازل رحل عنها أصحابها منذ ما يقرب من ألفي عام، في مدينتي "بومبي" و"هركولانيوم" في واحدة من أشهر كوارث التاريخ، تم تركيب أول أعمال فنية معاصرة على جدرانها، ابتكرتها الفنانة الألمانية "كاترين هوبر"، مع فريق من جامعة "نيو كاسل" البريطانية.

ودُمرت مدينتي "بومبي" و"هركولانيوم" الإيطاليتين بسبب اندلاع ثورات بركان "فيزوف" عام 79م، ومات الآلاف من سكانها في تدفق الحمم البركانية، وسحب الغازات السامة الخانقة والرماد البركاني، الذي دفنهم على عمق عدة أمتار، محافظا على طعامهم وموائدهم، وجدران منازلهم المرسومة ببراعة، والشعارات الفجة غير المهذبة، وأسعار المتاجر المكتوبة في زوايا الشوارع، إضافة لأجسادهم المتحجرة، التي أعيد اكتشافها في القرن الثامن عشر.

واستغرق الأمر من "هوبر" ثلاث سنوات، من أول فكرتها التي استلهمتها بعينها الفنية من قلب تلك المواقع الأثرية، حتى حصولها على موافقة السلطات الإيطالية على مشروعها الفني، والعمل على كيفية تحقيق ذلك، بتمويل من مجلس أبحاث الفنون والعلوم الإنسانية.

وأجرى "ألكس ترنر" من قسم الآثار بالجامعة، بمسح الغرف في بومبي وهركولانيوم بالليزر، للتأكد من أن ألواح هوبر الملونة - المصنوعة من الألومنيوم - ستتناسب مع مساحات الغرف الداخلية للمنازل، دون إلحاق الضرر بالجدران الرومانية.

وقد تم صنع الألواح في جامعة نيو كاسل بقياسات هندسية دقيقة للغاية، بحيث تقف قاعدتها على إصلاحات الأسمنت الحديثة بدلا من أسطح الأرضيات الأصلية بمنازل مدينتي بومبي وهركولانيوم.

يذكر أن ما ورد سابقا، هو جزء من تقرير جاء في صحيفة الجارديان البريطانية.