رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضغوط أمريكية على باكستان لتسليم عميل أوقع بأسامة بن لادن

أسامة بن لادن
أسامة بن لادن

نفت إسلام آباد وجود أية نوايا من جانبها لتسليم الدكتور شاكل افريدى، الذى سهل للاستخبارات الأمريكية الوصول إلى مكان اختباء زعيم القاعدة أسامة بن لادن فى بلدة أبود آباد الباكستانية، وهو ما انتهى باستهداف بن لادن وقتله قبل سبعة أعوام.

وكانت الاستخبارات الباكستانية قد اعتقلت افريدى فى العام 2011، واتهمته السلطات الباكستانية بالانضمام إلى تنظيم محظور ومتطرف هو "عسكر الإسلام"، وإساءة استخدام الطب، مما أفضى إلى "مقتل شخص" وحكم عليه بالسجن لمدة 33 عاما فى أحد سجون بيشاور.

وتتهم إدارة ترامب باكستان بعدم التعاون الكامل مع واشنطن فى مكافحة الإرهاب، وتسهيل إيواء عناصر إرهابية على أراضيها، وإزاء رفض باكستان لتلك الاتهامات واتهامها لواشنطن بالجحود لما قدمته من دعم للغرب فى حربه ضد الغزو السوفيتى لأفغانستان، وصولا إلى دعم التحالف الدولى الذى تقوده الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب فى أفغانستان، اتخذت إدارة ترامب قرارا بمعاقبة باكستان بقطع المساعدات العسكرية عنها، والاتجاه إلى الاعتماد على عدوتها التقليدية، الهند، فى مكافحة الإرهاب فى أفغانستان، وهو ما ردت عليه باكستان بتقارب أكبر مع الصين وروسيا فى مواجهة "جفوة العلاقة" مع واشنطن.

وبحسب المصادر الأمريكية، فقد كان الدكتور افريدى على رأس فريق طبى "مزيف" مؤلف من 20 فردا من عناصر الاستخبارات الأمريكية، زعموا أنهم ينفذون حملة تطعيمات فى منطقة أبود آباد، وكان ذلك ستارا لعملية بحث كبرى لتحديد مكان اختباء أسامة بن لادن، وهو ما نجحوا فيه، وكان للعملية الاستخبارية الأمريكية الناجحة أصداء واسعة على مستوى العالم لكن الاستخبارات الباكستانية نفت أية مشاركة لها فيها أو تقديم تسهيلات لمنفذيها، ولو حتى بغض الطرف عنهم.

ويقول الخبراء إن عملية "سى اى ايه" التى أوقعت بأسامة بن لادن تعد من العمليات الأكثر جرأة وسرية فى العالم، فخلال حملة التطعيمات كان عملاء الاستخبارات الأمريكية يفحصون الحامض النووى لمن يتم تطعيمهم من المقيمين فى مدينة أبود آباد حتى نجحوا فى تحديد مكان المجمع السكنى الذى كان بن لادن مقيما فيه من خلال تتبع أصحاب "الحامض النووى" من المقربين منه الذين تم تطعيمهم.

ومنذ إلقاء القبض على افريدى مارست الولايات المتحدة ضغوطا هائلة على باكستان لإخلاء سبيله، ويتردد أنه قد تم إجهاض أكثر من محاولة نفذتها القوات الخاصة الأمريكية لتحريره بالقوة من محبسه، وهو ما اضطر الأمن الباكستانى إلى نقله من محبسه فى بيشاور إلى محبس آخر شديد الحراسة فى سجن "اديالا" القريب من الحدود الباكستانية الهندية، واستخدمت باكستان فى نقله مروحيات، واتخذت لذلك ترتيبات أمنية وتمويهية مشددة.

وقال محمد فيصل، الناطق باسم الخارجية الباكستانية، إنه لا صحة تماما لما تردد عن قرب إبرام صفقة أمريكية باكستانية لتسليم الدكتور افريدى أو مبادلته بمعتقلين باكستانيين فى السجون الأمريكية، من بينهم المعتقلة عافية صديقى التي تمضى حكما بالسجن لمدة 86 عاما فى السجون الأمريكية، بتهمة قتل جندى أمريكى فى أفغانستان.

وأكد الناطق الباكستانى أن بلاده لا تقبل لأية قوات أجنبية بأن تصول وتجول فى أراضيها، وذلك فى إشارة إلى ما تردد عن عمليات كوماندوز أمريكية لتحرير افريدى من محبسه فى بيشاور.