رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصطفى زمزم: خطة لعلاج مليون مريض من مسببات العمى

مصطفي زمزم - تصوير:
مصطفي زمزم - تصوير: محمد أسد

قال مصطفى زمزم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «صناع الخير»، إن دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى لمبادرة «عنيك فى عنينا» التى أطلقتها المؤسسة بمليار جنيه، أدى إلى زيادة أعداد المواطنين الذين تستهدف المبادرة علاجهم من الأمراض التى تسبب العمى، ليصل إلى مليون مواطن، بدلًا من ١٠٠ ألف، كما كان مقررًا. وأضاف «زمزم»، أنه تم بالفعل توقيع الكشف على ٢٥ ألف مواطن فى ١٠ محافظات، وإجراء العمليات الجراحية اللازمة لهم وتقديم العلاج بشكل متكامل، مشيرًا إلى أنه من المقرر استهداف عشر محافظات أخرى فى العام المقبل، وباقى المحافظات عام ٢٠٢٠.

■ هل تغيرت أهداف مبادرة «عنيك فى عنينا» للقضاء على مسببات العمى بعد دعمها بمليار جنيه من الرئيس السيسى؟
- لا بد أن نتوجه بالشكر فى البداية للرئيس السيسى على دعمه المتواصل لنا ولجميع المؤسسات التنموية والخيرية، واهتمامه الدائم بالمواطن المصرى، وخاصة محدودى الدخل، والحقيقة أننى جلست معه كثيرًا، ولم أعرض عليه فى أى مرة من المرات مبادرة لدعم المواطن إلا وأبدى موافقة ودعمًا كبيرًا وفوريًا لها.
وعندما عرضت عليه مبادرة «عينيك فى عينيا»، أوضحت له خلال مؤتمر «حكاية وطن» أنها تستهدف علاج المصريين من الأمراض المتعلقة بضعف الإبصار، فأبدى الرئيس تجاوبًا كبيرًا معنا، وقرر دعم المبادرة بمليار جنيه، من خلال صندوق «تحيا مصر».
فى بداية المبادرة كنا نستهدف الوصول إلى ١٠٠ ألف مواطن، عبر مسح شامل بالمحافظات والقرى، ونقدم لهم العلاج من خلال المستشفيات التى تم التعاقد معها، ولكن بعد دعم الرئيس السيسى لنا، أصبحنا نستهدف مليون مواطن على مستوى ١٠ محافظات فى عام ٢٠١٨.
■ ما آليات تنفيذ المبادرة على أرض الواقع؟
- المبادرة تستهدف القضاء على مسببات العمى والإعاقات البصرية، من خلال الاكتشاف المبكر لتلك الأمراض وعلاجها، سواءً من خلال الأدوية أو النظارات الطبية أو العمليات الجراحية.
والفكرة جاءت لنا أثناء إجرائنا جولات للكشف عن فيروس «سى» فى القرى والمحافظات، فوجدنا أن هناك نسبة كبيرة من المواطنين يعانون من إعاقة بصرية ناتجة عن أسباب كثيرة، والإحصائيات العالمية تشير إلى أن هناك ما يزيد على ٥ ملايين ﻣﺼﺮى يعانون من ضعف الإبصار، مليون منهم مهددون بالإصابة بالعمى أو الإعاقات البصرية.
تكلفة العملية اللازمة لإنقاذ المواطن من العمى تتراوح بين ٢٥٠٠ و٣٠٠٠ جنيه، لذلك دشنّا المبادرة، وبدأنا فى التنفيذ يوم ٢٩ ديسمبر الماضى، ووضعنا اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ تعتمد ﻋﻠﻰ ﺗضافر اﻟﺠﻬﻮد، وتم الإعلان عن المبادرة باعتبارها ضد مسببات العمى، ونستهدف علاج مليون مريض خلال العام الجارى، ونعمل فى ١٠ محافظات، على أن يتم استهداف ١٠ محافظات أخرى فى ٢٠١٩، والباقى فى ٢٠٢٠.
والمحافظات التى نستهدفها هذا العام، هى: البحيرة، والقليوبية، وكفرالشيخ، والغربية، والمنوفية، والشرقية، والفيوم، وسوهاج، وقنا، والأقصر، حيث نجرى مسحًا طبيًا شاملًا للمواطنين فى هذه المحافظات، ومن نجد أنه يعانى من مرض «المياه البيضاء» على العين مثلًا يتم تحويله إلى المستشفيات المختصة التى تم التعاقد معها لعلاج المرضى، وهى من أكبر مستشفيات الرمد فى مصر، وبها أطباء على أعلى مستوى، ويتم تشخيص الحالة بشكل دقيق وتحديد العلاج المناسب، أو إجراء التدخل الجراحى السريع.
■ وما النتائج التى تحققت فعليًا حتى الآن؟
- القوافل الطبية تعمل بشكل متوازٍ، وتم توقيع الكشف على ٢٥ ألف مواطن فى مختلف المحافظات حتى الآن، وإجراء العمليات الجراحية اللازمة لهم وتقديم العلاج بشكل متكامل.
■ المبادرة تشمل تنسيقًا بين عددٍ من الوزارات والجهات الحكومية ما أهمها؟
- الحقيقة نحن نرى أن هناك دعمًا ومرونة كبيرة من الجانب الحكومى لدعم المبادرات الخيرية التى تقوم بها المؤسسة، وذلك يتوافق مع توجيهات الرئيس السيسى، والتنسيق يتم بشكل كامل ومستمر مع عددٍ من الجهات الحكومية فى مقدمتها وزارة الصحة.
والحقيقة أن الوزارة تسهم معنا بشكل كبير، حتى فى الوقت الذى كنا نعمل فيه ولم نكن مشهورين، وقبل دعم الرئيس لنا، ويجرى التنسيق فى المبادرة بشكل كبير بحيث إننا نقوم بالكشف الطبى، وتسهم الوزارة فى توفير عدد كبير من أمهر أساتذة العيون والمستشفيات المجهزة لاستقبال المرضى. وهناك تنسيق مع وزارة الصحة لإجراء الكشف الطبى على الطلاب فى المحافظات الـ١٠ التى نستهدفها، وهناك بالطبع تنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى، ونحن لا نطلب دعمًا من أى جهة حكومية إلا ونجده متوفرًا، ووجهة نظرى أن الحكومة ومؤسسات المجتمع المدنى يجب أن يعملا جنبًا إلى جنب، لأن التكاتف يصب فى مصلحة المواطنين، وينجز الكثير من المهام التى يستحيل على طرف أن ينجزها بمفرده.
■ كيف يصل المواطنون إلى الحملة؟
- كل المواطنين المستحقين لهم كل الحق فى الحصول على الخدمات التى تقدمها مؤسسة «صناع الخير»، ليس فقط مبادرة «عنيك فى عنينا»، ولكن فى كل المبادرات والخدمات التى تقدمها المؤسسة، ويمكنهم التواصل معنا من خلال أرقامنا الموجودة على صفحات التواصل الاجتماعى والإعلانات، أو التوجه إلى مقارـ المؤسسة. ولكن أحب أن أوضح أن مبادرة «عنيك فى عنينا» بدأت بالفعل فى إجراء مسح شامل بالمحافظات التى ذكرتها، وكل المواطنين المصابين سيتم تحويلهم فورًا إلى المستشفيات والأطباء المتخصصين، لتشخيص حالتهم والبدء فى العلاج على الفور.
■ «صناع الخير» وقعت اتفاقية مع وزارة القوى العاملة لرعاية العمالة غير المنتظمة.. ما تفاصيل البروتوكول؟
- بالفعل وقعنا مع وزير القوى العاملة محمد سعفان، بروتوكول تعاون لتقديم رعاية صحية متكاملة للعمالة غير المنتظمة، لأن عددًا كبيرًا منهم ليس لديه تأمين صحى، وهم من الفئات محدودى الدخل، وفى حال تعرض أحدهم لأى أزمة صحية فمعنى ذلك أن مستقبله انتهى، والكثير منهم لا يملك حق العلاج.
لذلك تم الاتفاق مع وزارة القوى العاملة على توسيع عدد القوافل الطبية التى ترسلها المؤسسة لإجراء الكشف الطبى على العمالة غير المنتظمة بالقرى، فى ١٠ محافظات، وتقديم الرعاية الصحية الشاملة لهم، وستوفر مديريات القوى العاملة بالمحافظات أماكن تواجد القوافل، وعملية انتقالهم وتسهيل إجراءات الكشف على المواطنين. وبدأنا بالتنسيق مع الإدارة الهندسية للقوات المسلحة فى إرسال تلك القوافل لرعاية العمالة غير المنتظمة التى تعمل فى تنفيذ المشروعات بالعاصمة الإدارية الجديدة، نظرًا لأن هناك المئات من العمال ليس لديهم تأمين صحى.
■ أى فئة من العمالة غير المنتظمة يستهدفها البروتوكول؟
البروتوكول ينص على توفير الرعاية الصحية للعمالة غير المنتظمة، من عمال البحر، والمناجم، والمحاجر، والملاحات، والمقاولات، والزراعة، والصيد، والموانئ، فضلًا عن العمالة الموسمية.
المؤسسة ستقدم المساعدة فى وضع قواعد البيانات الخاصة بهذه الفئة، باعتبارها تجوب جميع القرى والنجوع، بدءًا بعشر محافظات فى المرحلة الأولى من الحملة، تمهيدًا لاستكمال باقى المحافظات مستقبلًا.
والبروتوكول يهدف إلى توسيع نطاق الاستفادة من مبادرة الرئيس السيسى، لتشمل العمالة غير المنتظمة وأسرها، باعتبارهم من الفئات التى من الواجب رعايتها، وسيتم تنظيم عدد من القوافل الطبية، يكون مقرها مديريات القوى العاملة بالمحافظات المختلفة، بهدف رفع الوعى الصحى لهؤلاء العاملين وأسرهم، فى القرى والنجوع، بطرق الوقاية من الأمراض المسببة للعمى، وتوفير العلاج الدوائى والجراحى للمستحقين منهم.
والحكومة من جانبها ستلتزم بتوفير وتجهيز أماكن مناسبة لاستقبال القوافل الطبية التى تنفذها المؤسسة بمقار المديريات أو المناطق أو المكاتب التابعة لها بالمحافظات المستهدفة، وذلك لتمكينها من تقديم الرعاية الطبية المطلوبة للمستهدفين.
وسنتفذ الوزارة بالاشتراك مع المؤسسة، حملات الدعاية والإعلان عن القوافل الطبية فى نطاق المحافظات المستهدفة، وتوفير وسائل انتقال مناسبة لنقل الحالات المرضية التى تحتاج عمليات جراحية، ومرافقيهم كذلك، إلى المستشفيات التى تحددها المؤسسة، فضلًا عن التنسيق مع الجهات المعنية والأمنية فى نطاق المحافظات المستهدفة، لتيسير وتنظيم تعامل الفئات المستهدفة مع القوافل الطبية، والعمل على ضمان استمرارها بسهولة ويسر.
وسيتم تخصيص منسق عمل ميدانى من العاملين بمديرية القوى العاملة المعنية، فضلا عن الإدارة العامة للتشغيل بالوزارة، للوجود والتواصل المستمر مع القائمين على القافلة لتسجيل بيانات العمالة غير المنتظمة المستفيدة من هذه القوافل، وإعداد حصر نهائى بفئات وأعداد المستفيدين.
ويستمر العمل بالبروتوكول لمدة ٣ سنوات، وهو قابل للتجديد لمدد أخرى مماثلة تلقائيًا، ما لم يخطر أحد الأطراف، كتابيًا، بعدم رغبته فى التجديد، على أن يكون ذلك قبل نهاية مدة البروتوكول بشهرين على الأقل.
■ هل ستسعى المؤسسة لإنشاء مستشفى فى يوم ما؟
- هذه الفكرة كانت حلمًا وهدفًا من الأهداف التى سعى القائمون على «صناع الخير» من أجل تحقيقها، وهى مهمة جدًا بالطبع، لأننا، كما ذكرت، نركز بشكل أساسى على تقديم الخدمات الصحية للمواطنين، وتم تخصيص أرض فعليا من وزارة الإسكان لإنشاء مشروع صحى متكامل، ولكن تجرى فى الوقت الحالى مناقشات حول المكان والإجراءات الخاصة بالتخصيص، الوزارة خاطبتنا بتحديد المطلوب ونحن أرسلنا إليها وسيتم تحديد المكان بإذن الله.
■ وما خطط المرحلة المقبلة بشكل عام؟
- نحن نعمل الآن فى ١٠ محافظات فقط كما ذكرت، ونستهدف ١٠ أخرى، فى ٢٠١٩، والباقى ٢٠٢٠، ونأمل فى أن تحقق مبادرة «عنيك فى عنينا» أهدافها فى علاج مرضى العمى، وقبل ذلك أطلقنا مبادرة الكشف المبكر عن فيروس «سى»، وبعدها ستكون لدينا مبادرة للكشف عن مرضى السكر وخصوصًا الأطفال.
وهناك نقطة مهمة أريد الحديث عنها فى هذا الشأن؛ هناك مئات من الجمعيات الخيرية الصغيرة تعمل بمنتهى الجهد فى القرى والنجوع، ولا يتم تسليط الضوء عليها فى أى مكان، ونحن تعاملنا معها أثناء الفحص الشامل «فيروس سى»، وقدمت لنا خدمات كبيرة، ووصلتنا بأعداد من المواطنين فى أمس الحاجة للرعاية والعلاج. ولدى مشروع لإنشاء موقع إلكترونى يشمل كل هذه الجمعيات، ويقدم حصرًا شاملًا عن أماكنها والخدمات التى تقدمها وأنشطتها، وينشر أخبارها أولًا بأول حتى نعرف الدولة والحكومة والإعلام والناس بها، وندعمها فى النشاط الخيرى والتنموى الذى تقوم به، وهذا واجبنا نحو تلك الجمعيات، لأن هذا مجهود شباب مجتهد جدًا، يعمل بموارد محدودة، لكنهم يقدمون للناس عملًا عظيمًا.
■ وماذا عن نشاطكم فى شمال سيناء باعتبارها محافظة لها طبيعة خاصة؟
- نحن نهتم بأهالى سيناء بشكل خاص، وننسق مع القوات المسلحة لتفعيل مبادرة «عينيك فى عينيا» لتوقيع الكشف الطبى على المواطنين فى شمال ووسط وجنوب سيناء، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم.
■ هل واجهتكم أى مشكلات بعد إقرار قانون الجمعيات الأهلية الجديد؟
- لا، ليس لدينا مشكلة فى القانون، ونعلم أن الهدف منه هو الجمعيات الحقوقية التى تستهدف تمويلات من الخارج، ولكن بالنسبة للجمعيات الأهلية التى تعمل فى مجال الخير والتنمية، فهى لم تتضرر من القانون، وفى العادى نحن نعتمد على التبرعات من الداخل، ويتم تقديم تقارير دورية للجهات الرقابية عن أوجه الإنفاق، ونلتزم فى ذلك بالقانون.
وإذا حدث وتم إرسال تبرعات من الخارج للجمعية فإنها تخضع لرقابة البنك المركزى وليس لدينا أى مشكلة، بالعكس نرى الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن، من أنشط وأكفأ الوزراء ونشكرها على جهدها.
■ هل يتقاضى العاملون بالمؤسسة أجرًا؟
- نعم، لأنهم موظفون فى مؤسسة، مطلوب منهم عمل بشكل يومى ودوام كامل، ولكن لا بد من أن نوضح أن جميع نفقات المؤسسة، سواء المرتبات أو إيجار المقار أو غيرها، لا يتجاوز ١٤٪ من إجمالى التبرعات، المفترض وفقًا للقانون أنه لا يتجاوز ٢٠٪.
بعض المواقع نشرت أن الرئيس السيسى منح مصطفى زمزم مليار جنيه، ولكن هذا الكلام غير صحيح بالمرة، لأن الرئيس لا يمنح أشخاصًا، ولكنه منح مبادرة «عنيك فى عنينا» بعد عرضها عليه.
وحسب الرئيس عدد المرضى بشكل دقيق، بمعنى أنه حدد مليار جنيه لعلاج مليون مواطن من الأمراض المسببة للعمى، إذ إن العملية الواحدة تتكلف كما ذكرنا من ٢٥٠٠ إلى ٣٠٠٠ جنيه، وكل شىء سيتم بـ«الورقة والقلم»، وبالتالى نطالب المواقع وجمهور «السوشيال ميديا» بمراعاة الدقة فى نشر أى معلومات تتعلق بالمؤسسات الخيرية التى تعمل للصاللح العام ولا داعى لتشويهها.
■ وأعضاء مجلس الإدارة؟
- أعضاء مجلس الإدارة لا يتقاضون أجرًا على المساهمة فى «صناع الخير»، بالعكس أحيانًا ندفع سعر بعض التجهيزات فى المقرات كمساهمة منا فى نشاط المؤسسة.