رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف وقعت مستشارة ترامب في فخ الكذب الأبيض؟

هوب هايكس، مستشارة
هوب هايكس، مستشارة الرئيس دونالد ترامب

قدمت هوب هايكس، مستشارة الرئيس دونالد ترامب ورئيسة اتصالات البيت الأبيض، استقالتها من منصبها بعد يوم واحد فقط من استجواب الـ9 ساعات من قبل لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، الثلاثاء الماضي، وسط ذهول الكثيرين، خاصة أنها مستودع أسرار ترامب ومن أقدم المسئولين في فريقه، حسبما أفادت صحيفة الإندبندنت البريطانية، التي علقت على الاستقالة قائلة: "بذلك تنضم الشابة البالغة من العمر 29 عامًا إلى قائمة متزايدة من الأشخاص الذين استقالوا أو تم استبعادهم من إدارة ترامب".

وأوضحت الصحيفة أن اللجنة التي كانت تجري المقابلة معها هي واحدة من عدة لجان في الكونجرس تبحث عما إذا كان مستشارو حملة ترامب تواطأوا مع الحكومة الروسية.

وفي تقرير نشرته الصحيفة قال النائب الديموقراطى آدم شيف: "إن هيكس لم تجب على أسئلة تخص موضوعات كاملة" واصفًا طريقتها بـ"الملتوية".

أما أكثر تصريحات هيكس سخونة وإثارة للضجيج كانت اعترافها أمام اللجنة بأن طبيعة عملها تتطلب منها أن تكذب كذبات بيضاء، التصريح الذي تلقفته نيويورك تايمز وروجتها، وبعد ساعات قليلة عقب التحقيق كانت عباراتها تتصدر كل الصحف والمواقع الإلكترونية.

هو ما أغضب ترامب وأثار جنونه موبخًا إياها على فعلتها، وبحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية فإنه سألها "كيف يمكنك أن تكوني بهذا القدر من الغباء؟".

وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية: "يتصارع الآن أحد أعضاء اللجنة الجمهوريين والديمقراطيين علنا بشأن الاستجواب الذي أثار التعليق في مشاحنة عامة نادرة حول الاستجواب المغلق".

على صعيد آخر دافع إريك سوالويل من كاليفورنيا، الذي استجوب هيكس، عن التحقيق قائلًا: "إذا كنت بحاجة إلى استشارة محاميك عند سؤالك عما إذا كنت صادقًا، قد يكون لديك مشكلة"، مضيفًا:"معظم الناس ليس لديهم صعوبة في الإجابة على السؤال، الذي يُطلب من الشهود كل يوم في جميع أنحاء أمريكا".

سوالويل سأل هيكس عما إذا كانت "موالية" للرئيس وهل طلب منها ترامب أن تكذب نيابة عنه، وأعطيت فترة من خمس إلى عشر دقائق للتشاور مع محاميها قبل أن تُجيب.

ثم أجابت بأن "لم يطلب مني أبدًا أن أكذب فيما يتعلق بتحقيق روسيا"، وبسؤالها عما إذا كان أحد أفراد أسرة ترامب طلب منها أن تكذب رفضت الإجابة وفضلت الصمت.

كانت "نيويورك تايمز" أول صحيفة تنشر خبر الاستقالة وعلقت على هايكس بأنها "أصبحت معروفة بأنها من المساعدين القلائل الذين فهموا شخصية ترامب وأسلوبه ويمكن أن تتحدى الرئيس لتغيير وجهات نظره".

وأضافت الصحيفة الأمريكية "الأهم من ذلك، شعور ترامب براحة شخصية أكثر مع هيكس أكثر من أي من مستشاريه الآخرين الجدد منذ وصوله إلى واشنطن، وبالنسبة لرجل سياسي يعتمد بشكل كبير على ما هو مألوف له، فإن غيابها يمكن أن يكون محطمًا".