رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المحامي الذي تطوّع للدفاع عن «جميلة»

جاك فيرجيس
جاك فيرجيس

تزور المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد القاهرة حاليًا، ومن المقرر تكريمها في مهرجان أسوان السينمائي بدورته لهذا العام، وكان هذا سببا كافيا لإلقاء المزيد من الضوء على حياتها.

ورفض عدد من المحامين الفرنسيين الترافع عن جميلة ورفاقها الثلاثة وهم «جميلة بوعزة» و«طالب» و«حافيد» وقيل إن سبب رفض المحامين هو امتناع المحكمة عن اطلاعهم على ملف القضية وعدم السماح لهم بالتحدث مع جميلة، ومن جانبها رفضت جميلة الإجابة عن أسئلة التحقيقات إلا في وجود محام.

«جاك فيرجيس» المحامي الفرنسي ذائع الشهرة في تلك الفترة هو من دافع عن المناضلة الجزائرية، لكونه أحد أبرز أعضاء الدفاع عن أعضاء منظمة التحرير الجزائرية جبهة التحرير الوطني خلال حرب الاستقلال الجزائرية بين عامي 1954 و1962، ولقبه البعض بـ «المدافع الشيطان».

«فيرجيس» رغم ذلك كان له القليل من السمعة السيئة التي بدأت في عام 1987، حيث شارك في الدفاع عن الضباط النازي «نيكولاوس باربي» الذي عرف باسم «جزار ليون» لكونه مسئولا عن مذابح ضد مدنيين، وشارك في اعتقال وتعذيب «جان مولان» واحدة من أهم أعضاء المقاومة الفرنسية، وقيل عام 2007 أن له يد في القضاء على «تشي جيفارا» حسبما ذكر الكتاب المكتوب باللغة الإنجليزية «جاك فيرجيس، محامي الشيطان»

عرف عن المحامي أنه يعمل على إستراتيجية قضائية، وبشكل أكثر تحديدا تسمى «استراتيجية تمزقه»، ويُقال أنها مستوحاة من الماركسية، حيث يحول محامي المتهم الدفاع إلى هجوم ضد المتهمين، وذكر ذلك في كتابه عام 1968 «دي لا ستراتيجي جوديسياير».

يذكر أن حكم المحكمة كان الإعدام، ولكن وقتها لم تقابل «بوحريد» الحكم إلا بالضحك مما جعل القاضي يغضب ويقول لا تضحكي في موقف الجد، وردت «أيها السادة، انني أعلم انكم ستحكمون على بالإعدام، لأن أولئك الذين تخدمونهم يتشوقون لرؤية الدماء، ومع ذلك فأنا بريئة، ولقد استندتم في محاولتكم إدانتي إلى أقوال فتاة مريضة -تقصد بها جميلة بوعزة- رفضتم عرضها على طبيب الأمراض العقلية بسبب مفهوم، وإلى محضر تحقيق وضعه البوليس ورجال المظلات وأخفيتم أصله الحقيقي إلى اليوم، والحقيقة أنني أحب بلدي وأريد له الحرية، ولهذا أؤيد كفاح جبهة التحرير الوطني.. إنكم ستحكمون عليّا بالإعدام لهذا السبب وحده بعد أن عذبتموني، ولهذا السبب قتلتم إخوتي بن مهيدي وبو منجل، ولكنكم إذا تقتلونا لا تنسوا أنكم بهذا تقتلون تقاليد الحرية الفرنسية ولا تنسوا إنكم بهذا تلطخون شرف بلادكم وتعرضون مستقبلها للخطر، ولا تنسوا إنكم لن تنجحوا أبدا في منع الجزائر من الحصول على استقلالها».

وهنا ظهر دور محاميها «فرجيس» الذي نفذ حملة علاقات عامة واسعة غطت العالم واكتسب من وراء هذه القضية، وما تبعها من قضايا مماثلة شهرة عالمية.

وكان من نتائج الضغط الكبير الذي مارسه الرأي العام العالمي إجبار الفرنسيين على تأجيل تنفيذ الحكم بإعدامها.

يذكر أن جميلة تزوجت من محاميها بعد فترة وعاشت معه في فرنسا.