رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خواطر من عام مضى


لم أتعود النظر إلى الخلف، لأرى حصاد العام كما يفعل الكثيرون، لكنى دائمًا، أتوقع الخير من كل عام قادم، حتى لو كان العام الذى مضى قاسيًا ومرًا، فأنا أتوقع أن يكون القادم أحلى.
ولكن العام الماضى ينبغى أن نسميه عام الرئيس الأمريكى ترامب بامتياز، فقد استأثر الرئيس الأمريكى ترامب بكل الأخبار المهمة، أو حتى الفضائح، ولم يشأ أن ينتهى العام قبل إصدار قراره الشهير بنقل سفارة أمريكا فى إسرائيل إلى القدس.
فقد بدأ العام بداية تقليدية مع مراسم تنصيب الرئيس التى استحوذت على اهتمام العالم، وبعد يوم واحد من توليه خرجت مئات الآلاف من النساء فى «مسيرة النساء» فى العاصمة الأمريكية «واشنطن» وفى عدد من المدن الأخرى فى شتى أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، ضد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بعد يوم من توليه مقاليد الحكم، احتجاجًا على أجندة ترامب، ولإرسال رسالة مفادها: «حقوق المرأة هى حقوق الإنسان». وكانت لديهن مجموعة متنوعة من الأسباب للمشاركة فى المسيرة، منها حقوق الرعاية الصحية وحقوق الطبقة العاملة..
ومما قالته المتظاهرات:
- أنا طبيبة ولا أرى مستقبلًا جيدًا.
- أنا أم عاملة، لدىّ مسيرتى المهنية، وأود أن أرى أجورًا متساوية للوظائف المتساوية. أعتقد أننا هنا لنعبر عن مقاومتنا.
- لا أشعر بأن ترامب يمثل أفضل ما لدى الأمريكيين، ولا أعتقد أنه يمثلنا.. إنه لا يمثلنى.
- حقيقة إنه يمثلنا فى العالم الحر، ليس ما تمثله الولايات المتحدة الأمريكية وبالتأكيد ليس ما تمثله النساء.
شىء واحد تتفق عليه المتظاهرات هو اقتباس لهيلارى كلينتون من عام ١٩٩٥: حقوق المرأة هى حقوق الإنسان، تعالوا وشاركونا هنا اليوم.
وعلى المستوى العربى، ظهرت مؤشرات مبشرة وموحية بأن العرب لهم السبق فى مجال المال، حيث مؤشر «بلومبرج» للمليارديرات الذى يكشف ثروات أغنى ٥٠٠ شخص فى العالم، والذى ضم ٩ شخصيات عربية شملت رجلى أعمال مصريين، هما ناصف ونجيب ساويرس. وبحسب «بلومبرج» فقد بلغت ثروة الأخوين ساويرس بنهاية عام ٢٠١٧ نحو ١١.٦ مليار دولار، وازدادت ثروتهما فى ٢٠١٧ بمقدار ٢.٢ مليار دولار.
وبلغت ثروة ناصف وحده ٦.٤١ مليار دولار، وجاء فى المرتبة ٢٥٧، فيما وصلت ثروة نجيب إلى ٥.٢ مليار دولار، وجاء فى المرتبة ٣٦٥.
كذلك شملت القائمة ٣ رجال أعمال من دولة الإمارات، هم ماجد الفطيم، الذى بلغت ثروته ٦.٦٣ مليار دولار، وجاء فى المركز الـ٢٥٦، وعبدالله الغرير، الذى حل بالمركز ٣٦٢ بثروة ٥.٢٢ مليار دولار، فى حين جاء حسين سجوانى، بالمركز ٣٨٥ على مستوى العالم بثروة ٤.٩٦ مليار دولار.
غير أن العام ما كاد ينصرم، حتى فاجأتنا الأخبار من السودان بأن الرئيس السودانى عمر البشير الذى تطارده محكمة العدل الدولية بتهم قتل الآلاف من مواطنى أم درمان وجنوب السودان، قد استقبل الرئيس التركى، وأهداه جزيرة سواكن، التى كانت ميناء مهمًا فى ظل الدولة العثمانية أيام كانت مصر تحكم السودان باسم الخليفة التركى، ومن ميناء سواكن كان ينزل المفتشون الذين يرسلهم الخليفة العثمانى للتفتيش على ممتلكات الدولة العثمانية فى إفريقيا.
الأهمية الاستراتيجية لجزيرة سواكن تكمن فى أنها تقع على البحر الأحمر، وفى مواجهة ميناء جدة السعودى، وتقترب من الحدود المصرية. ولم نسمع صوتًا واحدًا فى السودان يندد بما فعله.