رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نساء ورجال مصر فى يوم المرأة العالمى


المتابع لحركة «نساء مصر» سيجد أنها تتزامن مع حركة التحرير الدولى للنساء مع بداية القرن الماضى، وها هى مرة أخرى تتزامن حركتهن مع يوم المرأة العالمى، حيث تخرج نساء مصر وفتياتها فى يوم المرأة العالمى للمطالبة بحقوقهن التى أهدرتها السلطة

الحاكمة الحالية، ومرة أخرى سيقف التاريخ أمام دور المرأة المصرية فى النضال الوطنى، مرة أخرى ستكتب المرأة المصرية صفحة من نور فى صفحات كتاب نضالها من أجل حقوقها وحقوق مستقبل أبنائها بل وحقوق الإنسان المصرى.

فقد شهدت شوارع وسط القاهرة يوم أمس الأول 8 مارس – أى يوم المرأة العالمى- مسيرة سلمية حاشدة ترفع أعلام الحرية وتضع المرأة وسط المشهد السياسى الذى لم تغب عنه منذ بدء تاريخها، رأينا وسط شوارع القاهرة صور زعيمة نضال المرأة المصرية هدى شعراوى وسالى زهران، لقد رأينا رجالا وشبابا وطنيا ثائرا يشارك فى المسيرة جنبا إلى جنب مع النساء والفتيات ورموز وحركات نسائية وائتلافات شبابية وأحزاب كثيرة، إنه يوم مشهود خرجت فيه المرأة المصرية لتطالب بحقوق كنا نظن أننا قد حصلنا عليها كنتيجة لكفاحنا عقودا طويلة، ولكن للأسف فإن السلطة الحالية تستلب هذه الحقوق المكتسبة، إن المسيرة السلمية التى رفعت شعار « نساء الثورة» تؤكد أن ثورة المرأة المصرية مستمرة لأخذ حقوقها ولن تتراجع عنها بل ستتضاعف بعد سيل دماء المتظاهرين والشهداء الذى يسيل على الأرض، ونتيجة لاستهداف الشباب الثائر بالقتل والسحل والتعذيب، وترويع النساء.

إن أحدث مطلب جاءنا من سفير حقوق الإنسان الفرنسى فرانسول زيمراى أمس الأول خلال زيارته لمصر فى يوم المرأة العالمى، إذ ندد زيمراى بأعمال العنف التى تستهدف النساء وعدم وجود تمثيل كاف للمرأة فى الحياة السياسية فى مصر، وقال السفير الفرنسى «إن الثورة التى أطاحت بالرئيس السابق عام 2011 كان للنساء دور كبير فى حدوثها، ويدهشنى الآن الفارق الكبير بين الشجاعة التى أبدتها المرأة خلال الثورة وبين ضعف تمثيلها السياسى، ولا تضم الحكومة المصرية سوى امرأتين من بين 35 وزيرا ووزير دولة».

وبعد لقائه برئيس الجمهورية وممثلى منظمات المجتمع المدنى المدافعة عن حقوق المرأة، أصدرت السفارة الفرنسية بيانا جاء فيه:

«إن الشعب الفرنسى يسمع صرخات من يتعرض للاغتصاب أو التحرش فى وسائل النقل أو فى ميدان التحرير، وتتعرض الكثير من النساء لاعتداءات جنسية من مجموعة غير معروفة منذ عامين فى منطقة ميدان التحرير، رمز ثورة يناير الذى مازال مركزا لتظاهرات الاحتجاج السياسى، إن التنمية فى مصر لن تمر إلا باحترام حقوق الإنسان»، واعتبر زيمراى أن عدم وجود ملاحقات قضائية للمعاقبة على هذه الأفعال أمر «مثير للصدمة».

إن «التحرش اليومى» الذى تتعرض له النساء فى الشارع أو فى وسائل النقل قد أصبح مشكلة متكررة فى مصر، ولكن للأسف فإن السلطات المصرية لا تلتفت إليها ولا تعاقب على أى أعمال عنف أو انتهاكات جسدية تحدث تجاه النساء، ويبدو فى اعتقادى أن هذا جزء من خطة للقضاء على صوت النساء وإسكاتهن وترويعهن.

و لكن لمن لا يقرأ التاريخ فعليه أن يعود إلى صفحات من الماضى غير البعيد ليعرف أنه ما من خطوة أو تقدم أو قانون صدر إلا وراءه جهود جماعية حثيثة ونضال متواصل لنساء ورجال هذا الوطن معا، وأنه يصعب تخويف نساء مصر أو إسكاتهن، والدليل على ذلك اتساع رقعة غضب النساء فى أنحاء مصر والذى ظهر بوضوح فى يوم المرأة العالمى .

و للحديث بقية