رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نمط الانتهازية الإخوانية فى حكم الرئيس «عضو» الجماعة


صديقى المبرمج على السمع والطاعة والذى يردد ما يُملى عليه فقط دون فكر قال بمناسبة أهل الثقة، فهل رأيت وزيرنا الشاب للتموين وكيف تسلق سيارة أسطوانات البوتاجاز بنفسه وكيف يمر على محطات السولار والبنزين؟!

سألنى صديقى الإخوانى: علام كل هذه الصرخات عن أخونة الحكم وليس لنا إلا ربع الوزراء وربع المحافظين فقط؟! قلت: حققتم هذا فى ثلاثة أشهر فقط من حكمكم ماذا يمكن أن يحدث بعد ثلاث سنوات؟! و«استكملت» ليس لكم حزب صاحب أغلبية برلمانية يحق له الحكم أو تشكيل الوزارة، وحتى لو حققتم هذه الأغلبية فهذا يعطيكم فقط حق اختيار وزراء الدولة من كل أبنائها وليس من المنتمين لجماعتكم فقط، فالدول لا تتقدم إلا بأهل الخبرة وتتأخر دائما بتمكين أهل الثقة وأنتم لا تثقون إلا فى جماعتكم وتخّونون كل من هم من خارجكم وتشعرون أنهم يتربصون بكم، وبالتالى فستعودون بمصر للخلف كثيرا، لأن التاريخ لم يعرف أبدا بلدا تقدمت ونهضت بفعل جماعة أو فصيل وأن جميع البلدان التى تقدمت كانت بفعل جميع أبنائها وبعلمهم وليس بدينهم وإلا كانت الفاتيكان أكثر دول العالم تقدما».

سألنى الصديق وماذا عن الهجوم المستمر على رئيس الجمهورية المنتخب!!؟ قلت «مبارك كان منتخبا فى آخر دورة له ونزل أمامه جميع رؤساء الأحزاب الحاليين وظنكم أن الرئيس الحالى هو أول رئيس منتخب خاطئ وكاذب، ولا تنسى أن الثورة الشعبية التى قامت فى 25 يناير كانت ضد فساد نظام الحكم فى مصر، وجماعتكم لم يعرف عنها أبدا أنها وقفت ضد الفساد بمختلف صنوفه ولا نددت بفساد الحكم بل كانت مع القلة التى أعلنت موافقتها على التوريث، وحتى فى ثورة يناير فالتاريخ سيذكر أنكم رفضتم المشاركة فى بدايات الثورة ولم تشاركوا إلا بعد أن تأكدتم من انهيار الشرطة ونجاح الثورة فنزلتم لجمع الغنائم ثم وصل بكم الأمر إلى استئثارها كلها تحت زعم رأى الصناديق وليس رأى الثوار». ثم قل لى يا صديقى هل يشعر عامة المصريين بأن الرئيس مرسى رئيس لكل المصريين أم يتأكدون يوما بعد يوم أنه ما زال عضوا فى جماعة؟! اذهب إلى قصر الاتحادية وانظر إلى جميع مستشاريه ومساعديه فجلهم من الجماعة، انظر إلى تعييناته وتسكيناته فى المجلس الأعلى للصحافة ومجلس حقوق الإنسان لتتأكد أنه عضو فى الجماعة وليس رئيسا لكل المصريين، فهل فقدان الثقة فى الشعب المصرى وعلمائه ومثقفيه وأدبائه وصل إلى هذا الحد؟! سأروى لكم تجربة عن فقداننا للثقة، اتصل بى صحفى كبير يطلب منى حوارا حول النهوض بالزراعة والأمن الغذائى لمصر فقلت له لمن يا صديقى وما جدوى هذا الحوار؟! لا مسئول يقرأ ولا قيادات ترى إلا جماعتها وعشيرتها ولا تعترف إلا بمن ينتمون إليهم فقط ولن يؤخذ برأى العلماء وسينشر الحوار ويمر دون تأثير حتى لو أجريته مع أكبر علماء الزراعة فهذا لن يلزمهم ولن يأخذوا به، فنحن الآن لسنا إلا مجرد رقم فى تنظيم دولى يضم ثمانين دولة، وهم يعاملون مواطنى حماس أفضل من معاملة أى مصرى، فعلماؤنا غير راغبين فى العمل ليقينهم بأن أبحاثهم لن يلتفت إليها أحد وأن أهل الثقة هم من سيحصدون القيادة، وهذا الأمر لم يكن موجودا حتى فى نظام مبارك الفاسد الذى كان حريصا على استقطاب النوابغ والعلماء من كل التخصصات.

صديقى المبرمج على السمع والطاعة والذى يردد ما يُملى عليه فقط دون فكر قال بمناسبة أهل الثقة، فهل رأيت وزيرنا الشاب للتموين وكيف تسلق سيارة أسطوانات البوتاجاز بنفسه وكيف يمر على محطات السولار والبنزين؟! قلت له: اخترنا وزيرا للتموين والتجارة الداخلية ليخطط ويضع رؤيته للنهوض بنوعية الغذاء وتوافره والرقابة على الوقود ويرعى الفقراء ولم نختره لكى يكون كبيرا لمفتشى التموين أو كبيرا لمباحث التموين، فالوزير لا يفعل ما يمكن أن يفعله غيره، وأرجو أن توضح لى لماذا تسلق الوزير سيارة أسطوانات البوتاجاز؟! ماذا كان يفعل؟! أم أنه فقط أراد التصوير لتملأوا بها صفحات الفيس بوك بلا معنى ولا مغزى؟! فهذا شغل عمال وليس وزيراً؟! وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يأتى سيادته بعدد من أقفاص الطماطم ويقف ليبيعها بنفسه حتى تقولوا عليه وزير شغال وتكبرون كما تريدون؟! إنه مثل الحصان الجامح الذى يجرى بلا عقل فى جميع الاتجاهات فلا هو يحمل بضاعة أو يوفر انتقالا، يراه الناس يجرى ويرمح ولكن بلا وعى ولا فائدة؟! ثم يا صديقى أنت والجميع يعلمون أن أزمة السولار والبنزين تجتاح محافظات الصعيد ومحافظات شمال ووسط الدلتا فلماذا يمر الوزير على محطات وقود العاصمة ولم يذهب إلى الصعيد حيث الاختناقات؟! مثل الذى سقطت محفظته فى شارع مظلم فخرج يبحث عنها فى شارع مضىء ؟! فهل ذهب وزيركم إلى محافظات الصعيد ليرى أسباب الأزمة؟! هل ذهب إلى كفر الشيخ ومحافظها الإخوانى ليتفقد فى أمان!؟ هل السياسة مظاهر ونصب وضحك على العامة وخداع حتى لمن يدعون التدين؟! هل رأى الوزير أزمة سلع بطاقات التموين التى انخفضت إلى النصف وتُصرف متأخرة شهرا وشهرين ويذهب المواطن ثلاث مرات على الأقل ليتسلم حصته؟! هل هذه رعايته للفقراء؟! هل رأى نسبة الكسر التى اعترف بها فى الأرز؟ هل منع صرفه للمواطنين لأن لهم حقوقا وأنه راعيها؟! بل صرف لهم الأرز التالف والفاسد وهو يستمتع ثم دخل فى أزمة لا قبل له بها وحذرنا منها مع أصحاب المخابز؟!

أمر آخر من الاستغلال الإخوانى للحكم وهو ما حدث مع تعيين مدير مديرية الصحة بالجيزة من الجماعة جعل الأطباء فى حالة غليان دائم، فالمنتقبات ومن تنتهى أسماؤهن بألقاب تنتمى لجماعات إخوانية يكن من الصفوة وتحت الرعاية؟! ذهب إليه مدير إدارة يشتكى من موظفة منتقبة اشتكته إلى 17 جهة فى مصر، وأخذت تستمتع بمديرها وهو مستدعى يوميا من نيابة لنيابة فى بلاغات فاسدة كاذبة انتهت بإدانة المنتقبة وتوقيع عقوبة الخصم من راتبها. فوجئ مدير الإدارة بأن هذه الموظفة التى تنقلت بين عدة إدارات فى المحافظة ويرفضها الجميع ويتخلصون منها فورا بالنقل أو إلغاء الانتداب بأن السيد مدير المديرية يعينها كرئيس شئون عاملين فى الإدارة التى اشتكت كل من فيها وعوقبت بسببهم ولكن هذا لا يهم مادامت منتقبة ومادام اسمها ينتهى بلقب إخوانى؟! ذهب إليه المدير يستفسر: أترقيه بعد عقوبة وتطاول على الإدارة؟، فرد هذه أمور شخصية بينكما، فقال له وما الشخصى فى هذا الأمر؟! هى لم تشتكينى لأنى فلان بن فلان، ولا هى بجارتى ولا من أقاربى وإنما اشتكتنى بصفتى مديرا للإدارة التى أعمل بها وثبت كذبها وتمت إدانتها ومعاقبتها فأين الأمور الشخصية هنا؟! ثم لا توجد لدينا إدارة لشئون العاملين ولكن موظفة وحيدة تقوم بعمل الرواتب الشهرية فهل يصح تعيين رئيس لشئون عاملين على موظفة واحدة؟! ثم إنها لم تعمل فى شئون العاملين أبدا فمالها ومال شئون العاملين!؟ هل رأيتم الظلم الإخوانى الفادح والتمكين!! يا مدير الإدارة احترم كرامتك وعز نفسك لتجدها.. وألقى إليهم باستقالة مسببة تفضحهم للرأى العام ليعلم الجميع أن همهم التمكين وليس الصالح العام وحتى ينتفض باقى الأطباء على ظلم قيادات الإخوان.

■ كلية الزراعة جامعة القاهرة

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.