رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفاجأة.. "مصنع الشموع".. مسلسل ورط "مصطفى وعلي أمين" في تهمة التجسس الشهيرة

مصطفى وعلي أمين
مصطفى وعلي أمين

مازلنا نستكمل رواية شهادات الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع السابق، ورئيس المجلس الاستشاري للحزب حاليًا، في كتابه الصادر حديثًا عن دار الأمل للنشر والتوزيع تحت عنوان "مقاربات مع ثلاثة رؤساء ومشير"، والذي يتحدث فيه عن كواليس سياسية هامة، وقعت في وقت ما من تاريخ مصر، وكان هو بشكل أو بآخر طرف فيها.

اللمحة التي نرصدها الآن، هي تلك التحضيرات التي سبقت القبض على التوأم مصطفى وعلي أمين، وكيف كان الترتيب يتم داخل مؤسسة أخبار اليوم، والتي قاموا هم بتأسيسها، ولهم فيها في كل ركن وزاوية محرر يكن لهم بالاحترام والوفاء.

ويقول السعيد: "كانت تعليمات عبد الناصر للأستاذ خالد محي الدين أن يشعر مصطفى وعلي أمين بالاسترخاء تجاههما؛ فقد كان يستعد لهما بقصية التجسس الشهيرة"، ولكن أيضًا كانت تلك الألاعيب تواجه بأمر آخر وهو حسب ما يذكر: "أنهما كانا يمتلكان نفوذًا طاغيًا في مؤسسة بنياها بأنفسهما، واختارا محرريها".

ويتابع رئيس حزب التجمع السابق:"برغم وجود شبكة من خيوط نشطة في كل قسم وكل إدارة وكل مطبوع.. إلا أن علي أمين نجح في خداع الجميع عبر مسلسل تابع نشره في مجلة (هي)، والتي كان يرأس تحريرها دون رقابة على أعتبار انها ليست سياسية".

من هنا بات للأزمة أبعاد أخرى، فالأخوين غاضبان من تعيين خالد محي الدين رئيسًا لمجلس إدارة تلك المؤسسة التي شيداها بعرقهما، وسيطر عليها ناصر بأحد رجاله، وكان الصراع بينهم من يطيح بمن، ولكي يتملص علي أمين من تلك الرقابة ويعبر عن مكنونات نفسه نشر مسلسل بعنوان "مصنع الشموع"، والذي أغضب عبد الناصر جدًا.

اتضح ذلك في المظروف المرسل من رئاسة الجمهورية به حلقات القصة وخطوط حمراء تحت أسطر معينة، وكانت محاولة فك رموز بسيطة وربط الأسطر الحمراء مع بعضها كافية تمامًا لكشف المقصود.

الحكاية كما ذكرها الدكتور رفعت السعيد: "عن شقيقين (مصطفي وعلي أمين) أحزنهما أن القرية مظلمة وبلا أي نور في المساء، فقررا إنشاء مصنع للشموع (أخبار اليوم) لكن العمدة المستبد (عبد الناصر) يرفض أن تضاء القرية، فأبعد الشقيقين عن السلطة الحقيقية في المصنع، وأتى مكانهما بشيخ الخفر (خالد محي الدين) ليدير المصنع، وأتى وأتى شيخ الخفر ومعه عدد من الأجلاف بلا خبرة (نحن) ويوشط المصنع أن يدمر ويعود الظلام للقرية من جديد".

ويختتم السعيد الحكاية بأنهم لم يفعلوا شيئًا لأن التعليمات كانت بعدم التصادم، حتى تم القبض عليهما، وأصبحت ساحة أخبار اليوم مفتوحة أمام الأستاذ محمد حسنين هيكل الذي كان لا يستطيع مواجهتهما مهنيًا.

وهو ما يردنا للتقرير السابق نشره بعنوان "رفعت السعيد يكشف مؤامرة "عبد الناصر" لعزل "خالد محي الدين" من أخبار اليوم"، والذي يكمل خطة الإطاحة بخالد محي الدين نفسه، ليتولي هيكل المنصب بدلًا منه.