رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حب الوطن من الإيمان


فيه ناس فهمت إن التدين مالوش علاقة بحب الوطن.. ويمكن أكتر من كده، فهموا إنك لما تحب بلدك ده ضد التدين لأنك المفروض تحب الدين وبس.. فقالوا حاجات غلط وهنرد عليهم:

■ قالوا: «الوطن ده شوية تراب.. حفنة تراب».. ده اختزال..الوطن ده شعب وتاريخ وعلماء وإنجازات وحماية الدين.. زى ما تقول المصحف شوية ورق، الوطن ده طلع منه مصر والسعودية وسوريا والمغرب، وعلماء كل واحد منهم له طعم ومذاق نابع من ثقافة وطنه.. أضافت للأمة وللإسلام.



أمثلة:

■ مالك بن نبى فى الجزائر– الشيخ الشعراوى فى مصر – الشيخ على طنطاوى وراتب النابلسى فى الشام.. كل واحد أعطى خيرًا كثيرًا للإسلام لكن بمذاق وطنه.

■ مذاق الشافعى فى مصر غير العراق.. هو نفسه تغيير.

■ مذاق أبوحنيفة فى العراق أخرج مدرسة أغنت الفقه، غير مدرسة مالك بالمدينة كل ده من غنى كلمة الوطن مش حفنة تراب.

■ مذاق القراء: الشيخ محمد رفعت مصر، غير مشارى راشد الكويت، غير السديس فى الحرم.

■ كيف يكون الوطن حفنة تراب والنبى يقول: من مات دون أرضه فهو شهيد.

■ فكرة حفنة تراب اختزال خطير مش بس للوطن.. لا ده اختزال للإسلام نفسه.

■ قالوا «الأمة الإسلامية أعلى وأهم من الوطن».

■ نقاط حول هذه القضية:

دى فكرة تستخدم استخدام غلط، بمعنى أن فكرة الأمة هى جزء من عقيدة المسلم لكنها تستخدم لتمرير ثقافة قبول تفتيت الوطن أوعدم التمسك به لتقديم مصلحة الأمة على مصلحة الوطن ودى فكرة خطيرة يستفيد منها أعداء الوطن وأعداء الإسلام لأننا بنفهمها بشكل سطحى ساذج.

فكرة الأمة والوطن عبارة عن.. دوائر متداخلة جوه بعض مش دوائر متقاطعة عكس بعض.. فدائرة الوطن هى جزء من دائرة الأمة فكلما سعيتُ لمصلحة الوطن فأنا بالضرورة «فكريًا وهندسيًا» اسعى لمصلحة الأمة.

وإذا تصورنا تنازع بين الأثنين فهو خيال مريض لأنك وإنت واقف، الأمة على أرض مصر.. إنت فى الحقيقة واقف فى دائرة مصر وواقف كمان جوه دائرة الأمة كلها..لأن مصر فى قلب الأمة.

قالوا: حب الدين فريضة أما حب الوطن فلا معنى له.

حب الوطن غريزة غرسها الله فى نفوس البشر.. لماذا يتمنى الإنسان أن يدفن فى أرضه؟.. لماذا الحنين إلى الوطن وذكريات الماضى؟.. لماذا لما نسافر تحرك قلوبنا «الأغانى الوطنية»؟

لماذا يعيش إنسان فى الغرب وينجح ويتزوج أجنبية ولما يتقاعد فجأة عايز يرجع بلده ويختم حياته فيها؟.

لا نقاوم عاطفة غرسها الله فينا بل ننمى ما غرسه الله... الله يحفظ بلادنا.

حب الوطن من الإيمان.. لا تعارض بين حبك لوطنك وحبك لدينك.. فلا يعيش الدين إلا فى أحضان الأوطان.

فقد جاء فى الحديث أن أصيل الغفارى قدم إلى المدينة بعد الهجرة فدخل على النبى فقال له: «يا أصيل! كيف عهدت مكة؟ قال: والله عهدتها وقد ازدادت رونقًا وجمالًا، فقال له النبى: حسبك يا أصيل لا تحزنَّا ودع القلوب تقر قرارها، وذلك من شوقه إليها.