رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حب بلدك موجود فى القرآن والسنة


قالوا: لم يرد ذكر الوطن فى القرآن والسنة.

تعالوا نغوص فى القرآن والتفسير، ونشوف إزاى حب الوطن وحب البلد موجودان بقوة فى القرآن والسنة؟!.

فى القرآن: «وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا»، النساء:66.



المفسرون.. يقول الفخر الرازى: فجعل فراق الوطن معادلًا لقتل النفس، باقى المفسرين: فأعلى قيمة حب الوطن وجعله فى مقام حب النفس.

تقول كتب الحديث: كان رسول الله «ص» إذا رجع من سفر فأبصر جدرات المدينة، حرك إليها دابته من حبها.

يقول ابن حجر: حرك دابته أى أسرع نحوها.. وهذا دليل على مشروعية حب الوطن والحنين إليه، وكان يقول: «اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا لمكة».

الفقهاء.. يقول القرافى المالكى: ومن مقاصد الحج تهذيب النفوس بمشقة فراق الأوطان. يعنى من ساعة ما طلع من البيت مشتاق للعودة حتى لو فى الحج.

مفكرو الإسلام: يقول الغزالى: إذا أردت أن تعرف أصل الرجل ومتانة خلقه ووفاءه فانظر فى حنينه إلى وطنه.

الْعُبَّاد: يقول أبونعيم فى حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، عن سيد الزهاد.. إبراهيم بن أدهم يقول: ما قسيت فيما تركت شيئًا هو أشد علىّ من فراق الوطن.

تقول كتب السيرة، عن قصة حب النبى لبلده مكة: بكى حين خرج منها وقال لها يكلمها: «الله يعلم إنك أحب الأرض إلى قلبى ولولا أن قومك أخرجونى ما خرجت»، وعند فتح مكة أصر على دخول مكة بسلام دون دماء، لكن حامل راية الأنصار سعد بن عبادة كان شديد الحماس فصاح فى مدخل مكة: اليوم يوم الملحمة.. اليوم يذل الله قريشًا. فغضب النبى وقال: لا، اليوم يوم المرحمة، اليوم يعز الله قريشًا.. ودخل مكة دون إراقة نقطة دم واحدة.

وشوف أحاديث النبى عن تكريم كل أهل بلد والدعاء لهم، قال عن مصر: «ستفتح عليكم مصر، فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لكم منهم صهرًا وذمة».

وقال: «إذا دخلتم مصر فاتخذوا منها جندًا فهم خير أجناد الأرض».

قال عن اليمن: «أتاكم أهل اليمن، أرق أفئدة، وألين قلوبًا، الإيمان يمان والحكمة يمانية».

وقال عن الشام: «لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق»، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: «ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس»، يعنى «حول» بيت المقدس.. يقصد الشام.

كل ده دليل على قيمة الوطن عند رسول الله.