رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المنافقون وصفاتهم.


قال صلى الله عليه وسلم:  آية المنافق ثلاث ، إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان". هذه طبعا أهم أشهر صفات المنافقين، لا يصدق فى حديثه أو على الأقل بخلط الصدق بالكذب، والكذب بالصدق . والصفة البارزة الأخرى هى خلف الوعد ، والمنافق لا يقدر ما يحدث من وراء ذلك من مصائب ومتاعب للموعودين، والصفة الثالثة هى خيانة الأمانة ، على تعدد الأمانات ، فى الأسرة أو فى الوظيفة أو الوطن أو المسؤولية مهما تعددت صورها أو حتى الوقت الذى نحن مؤتمنون عليه. تتعدد الامانات وتبقى الخيانة بارزة مهما تعددت أسماؤها؛ رشوة، إكرامية  أو خلاف ذلك من أسماء.

ونقرأ فى القرآن الكريم هذه الآيات التى تشرح وتستفيض فى وصف أحوال المنافقين:

تتعدد صفات المنافقين - كما يقول بعض العلماء - وكما فهموه من صفاتهم فى القرآن الكريم " إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ".

وصفة ثانية "اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" .

وصفة ثالثة " ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ".

وصفة رابعة: " وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ".

وصفة خامسة:" وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ".

 وصفة سادسة: " سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ".

وصفة سابعة:" هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ ".

وصفة ثامنة: "يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ".

وصفة تاسعة:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ".

وصفة عاشرة: "إنهم إذ قيل لهم : وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ".

فما هو النفاق وماهي صفات المنافقين فى سورة البقرة، وسورة المنافقون، وماهي صفات المنافق فى الحديث الشريف، وماهي منزلة المنافقين فى النار، كما جاءت فى سورة النساء؟

وتأتى الاجابة الصريحة : إن النفاق قد عّرفه أهل العلم بأنه إظهار الإسلام عن طريق التلفظ بما يثبت الإيمان مع وجود الكفر داخل القلب. قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره: النفاق: إظهار الخير وإسرار الشر.

أما صفات المنافقين من سورة البقرة وسورة المنافقون، فقد ذكرها العلماء تفصيلا فى جميع كتب التفسير، والمصادر الاسلامية الموثوقة:

وهنا نجد أن أهم  صفات المنافقين من سورة البقرة تتمثل فى ،  المخادعة لله تعالى وللمؤمنين ، ومرض القلب، قيل هو الشك وقيل الرياء، والإفساد في الأرض بالكفر والمعصية، ووصفهم للمؤمنين بالسفه، والتردد والتذبذب، حيث يكونون مع المؤمنين تارة ومع الكافرين تارة أخرى، والسخرية والاستهزاء بالمؤمنين.

أما أهم : صفات المنافقين التى استخلصها العلماء من سورة المنافقون فإنها تتمثل فى :

الحلف الكاذب تقية خشية القتل أو الأذى فى الحياة الدنيا، والختم على قلوبهم فلا يصل إليها حق ولا نور، وعِظَم الأجسام والبلاغة في الخطاب، فكأنهم صور لا حقيقة لها، والخوف والهلع الذي يأكل قلوبهم ، والحكم عليهم بالفسق، والحرمان من الهداية إلى الحق.

أما منزلة المنافقين في النار، فهي كما ذكرها الله تعالى بقوله: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا [النساء:145].

وهذا الدرك قيل: هو أسفل النار، لأن للنار دركات كما للجنة درجات. وقال سفيان الثوري: هى توابيت تغلق عليهم. وقال أبو هريرة عن الدركات فى النار هى : بيوت لها أبواب تطبق عليهم.

أما أهم صفات المنافقين الواردة في الحديث الشريف فهي:

خيانة الأمانة، الكذب في الحديث وغيره، والغدر عند العهد وعدم الوفاء به، والفجور في الخصام: وهو عدم قبول الحق بعد ظهوره أو إستمرار الظلم والكراهية للناصحين.

وجاءت هذ الصفات في الحديث الذي جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر. وفي رواية في الصحيحين أيضاً من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وقال إني مسلم، إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان.

جاءت الآيات القرآنية الشريفة تجمل أو تفصل فى آيات المنافقين وهى كلها – إجمالا أو تفصيلا- صورة بشعة تدعو الانسان الى تجنب النفاق فى حياته حتى يسعد فى الآخره، ويرقى فى الدرجات فى الجنة بعيدا عن الهبوط إلى الدركات فى النار.

وجاءت كذلك الأحاديث النبوية وهى بالإجمال مرة، ومرة بالتفصيل. أدعو الله تعالى لى وللقراء الكرام البعد عن النفاق وسوء الأخلاق وخصوصا فى المراحل الحرجة من التاريخ التى يختلط فيها الحق والباطل.