رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلم الذى تبدد فى كنيستنا «12»


الأب متياس السريانى كان يحمل اسم «مختار فهمى المنياوى» وكان من ميت غمر، وقد تخرج فى كلية التجارة سنة 1959جامعة القاهرة، وكان من الشباب الذى أقام ببيت الشمامسة بالجيزة تحت إشراف ورعاية الأب والكاهن الورع القمص صليب سوريال. وبعد تخرجه التحق موظفاً بديوان المحاسبات، وبعد فترة – ليست بكبيرة – ذهب للرهبنة بصدق، وهنا أقول بصدق لأنه فى رهبنته كان صادقاً مع نفسه، له تقوى حقيقية ويحيا بنسك رهبانى دون تزييف أو اصطناع. أقول ترهبن بدير السريان عام 1963 وأخذ اسم الراهب متياس السريانى.

بعد أن قام البابا كيرلس السادس فى 30 سبتمبر 1962 برسامة الأب أنطونيوس السريانى أسقفاً على المعاهد الدينية والتربية الكنسية باسم الأنبا شنودة «فيما بعد البابا شنودة الثالث»، قام الأنبا شنودة باستدعاء الأب الراهب متياس السريانى ليكون مشرفاً روحياً بالكلية الإكليريكية «الكلية اللاهوتية» بالقاهرة، ثم اختاره البابا كيرلس السادس سكرتيراً خاصاً له وأميناً لمكتبة البطريريكية.

بعدد جريدة الأهرام الصادر فى 19 ديسمبر نطالع الآتى: «ظهر أن الراهب المختفى، القمص متياس السريانى قد غادر القاهرة إلى دير السريان الذى ترهبن فيه، حيث يقضى فترة للتعبد، بعد أن رأى إصرار البابا كيرلس السادس على رسامته أسقفاً على دمياط، بعد أن كان سكرتيراً خاصاً له».

وكان البابا كيرلس قد أوفد وفداً من ثلاثة أساقفة للبحث عن الراهب المختفى، وقد اتجهوا فعلاً إلى وادى النطرون. وفى مساء الخميس 18 ديسمبر 1969 اتصل الأنبا ثاؤفيلس – أسقف ورئيس دير السريان – ببطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقاهرة، وأبلغهم تليفونياً، بأن الراهب قد اتجه فور مغادرته القاهرة إلى الدير فى وادى النطرون، حيث يعتكف الآن.

بعدد جريدة «الأهرام» الصادر فى 20 ديسمبر 1969 ورد الخبر التالى: «كان الراهب قد وصل إلى الدير قبيل منتصف أمس الأول – أى الأربعاء – وتقابل مع زملائه الرهبان، حيث روى لهم قصة عزوفه عن قبول منصب أسقف دمياط، ثم قصد وحده إلى صومعته «قلايته» بعد صلاة نصف الليل. وفى الصباح وصل الوفد الذى أرسله البابا كيرلس السادس للبحث عن الراهب وإعادته، وكان الوفد البابوى مكوناً من الأنبا دوماديوس «أسقف الجيزة»، والأنبا ثاؤفيلس «أسقف دير السريان»، والأنبا شنودة «أسقف المعاهد الدينية». وتوجه الوفد إلى صومعة الراهب، ولكنهم اكتشفوا اختباءه فجأة»!!

بعدد جريدة «الأهرام» الصادر فى 21 ديسمبر 1969 ورد الخبر التالى: «لم يسفر البحث أمس عن الراهب متياس السريانى السكرتير السابق للبابا كيرلس السادس والذى اختفى بعد اختياره لمنصب أسقف دمياط، عن العثور عليه. وقد واصل الأنبا شنودة «أسقف المعاهد الدينية»ورهبان دير السريان بوادى النطرون «33 راهباً» البحث عن الراهب متياس السريانى فى المنطقة المحيطة بالدير والتى يؤكدون أنه لم يغادرها حتى الآن. ومن المُرجّح أن يعود الراهب إلى الدير بعد إتمام مراسم تنصيب مطرانى المنصورة ودمياط اليوم – أى الأحد – وهى المراسم التى بدأت مساء أمس وذلك بعد أن اختار البابا كيرلس الراهب موسى المقارى «من دير أنبا مقار وأحد تلاميذ الأب متى المسكين» ليكون أسقفاً لدمياط بدلاً من الراهب متياس السريانى. نستكمل فى الحلقة المقبلة.