رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسائل السيسي في الأمم المتحدة.. الأزمة السورية والوضع الليبي في المقدمة.. وعتاب التدخل الأجنبي بين السطور.. والقضية الفلسطينية تخرج الرئيس عن النص

جريدة الدستور

تسعة محاور هامة تطرق إليها خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته بالدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس الثلاثاء، والتي لم تقتصر فقط على الوضع الداخلي لمصر، وإنما تطرقت إلى الصراعات الدولية والاقليمية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط ودور مصر المحوري فيها، وفي السطور التالية "الدستور" تستعرض أهم محاور خطاب الرئيس السيسي على المستوى القومي،
والدولي، والافريقي.

"التنمية المستدامة"
وفي بداية كلمته تحدث الرئيس السيسي عن إنطلاق مرحلة جديدة لتحقيق التنمية المستدامة من خلال اعتماد أجندة التنمية 2030، ووثيقة أديس أبابا لتمويل التنمية العام الماضي، مشيرًا إلى أن الدول النامية تفتقر الفرص الكافية لتحقيق التنمية المستدامة، واحتياجها إلى نصيب أكبر من التجارة الدولية وتدفق للاستثمارات، بالإضافة إلى ضرورة إيجاد المناخ المواتي للتنمية وطنيًا.

"استقرار مصر"
وفي مستهل حديثه عن أمن الشرق الأوسط، أكد الرئيس السيسي على نجاح مصر في الحفاظ على استقرارها في ظل الصراعات الدامية التي تموج بها المنطقة، لافتًا إلى ضرورة إدراك المجتمع الدولي لهذا الأمر ودعمه لما في صالح المنطقة والعالم بأسره كي تستمر مصر كما كانت دومًا ركيزة أساسية لاستقرار الشرق الأوسط.

"الأزمة السورية"
وكانت سوريا ثاني محطات خطاب الرئيس السيسي في حديثه عن محيط الأوضاع الأمنية داخل الشرق الأوسط، إذ أشار في كلمته إلى اسضافة مصر نحو نصف مليون سوري استقبلتهم كأشقاء، مشددًا على أن نزيف الدم في سوريا وغياب الأفق السياسي أمر لم يعد مقبولًا استمراره، مطالبًا بضرورة وقف فوري وشامل لكافة الأعمال العدائية في جميع أنحاء سوريا.

"فلسطين"
وحظت القضية الفلسطينية باهتمام بالغ في خطاب الرئيس السيسي أمام الأم المتحدة، للمرة الأولى خلال محفل دولي يخرج الرئيس عن نص الخطاب الرسمي موجهًا حديثه إلى إسرائيل قائلًا: "لدينا فرصة حقيقية لكتابة صفحة مضيئة في تاريخ المنطقة للتحرك في اتجاه السلام.. التجربة المصرية تجربة رائعة ومتفردة، ويمكن تكرارها مرة أخرى لحل القضية الفلسطينية وإنشاء دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيلية".

"ليبيا"
وعن الشأن الليبي، أشار الرئيس السيسي إلى تعثر تنفيذ اتفاقية الصخيرات التي تم توقيعها خلال العام الماضي، منوهًا إلى دور مصر لجمع الفرقاء الليبيين لاستعادة وحدة وسلطة الدولة الليبية على أراضيها، بما في ذلك استضافة مصر اجتماعات للأشقاء الليبيين لتسهيل تنفيذ اتفاق الصخيرات.

"اليمن"
وفي اليمن، أوضح السيسي أن مصر لا تدخر جهدًا لدعم وحدة اليمن وسلامته، معربًا عن تأييد مصر لجهد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، ودعم خطته لحل الأزمة، بالإضافة إلى ضرورة استئناف المفاوضات وإعلان سائر الأطراف التزامهم بخطة المبعوث الأممي.

"رفض التدخل الأجنبي"
وعلى مرئى ومسمع من كافة دول العالم، أعلن الرئيس السيسي رفض مصر للتدخل الأجنبي في الشئون العربية، وشدد على الالتزام بحسن الجوار، مؤكدًا على تضامن مصر مع الدول العربية في مواجهة أي تدخلات خارجية في ضوء ارتباط الأمن القومي العربي بما فيه أمن الخليج العربي بأمن مصر، كذلك ضرورة التصدي لمساعي إشعال الفتن الطائفية في العالم العربي.

"افريقيا"
وفيما يخص أزمة جنوب السودان، لفت الرئيس السيسي إلى انخراط مصر مع طرفي الصراع منذ اندلاع الأزمة، والسعي إلى تحقيق السلام من خلال رئاسة مصر لمجلس السلم والأمن الأفريقي، مطالبًا بضرورة العمل في إطار حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية لجنوب السودان بشكل يعيد الاستقرار إلى جوبا.

"مكافحة الإرهاب"
وجاء حديث الرئيس السيسي عن تهديدات مخاطر الإرهاب وسبل مكافحته بوصفه أحد أهم محاور كلمته أمام الأمم المتحدة، إذ أكد على ضرورة التعاون الدولي والإقليمي المكثف لمواجهة ظاهرة الإرهاب بما تمثله من اعتداء على الحق في الحياة، وتهديدات لكيان الدولة لصالح إيديولوجيات متطرفة تتخذ الدين ستارًا للقيام بأعمال وحشية والعبث بمقدرات الشعوب.

"خطاب متوازن"
الدكتورة نهى بكر، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أكدت أن خطاب الرئيس السيسي أمس، كان خطابًا منظمًا ومتوازنًا ودقيقًا، وجاء متناغمًا مع خطاب الرؤساء المعتدلين، لذلك لاقى قبولًا من قبل الدول الحاضرة للجمعية العامة، بالإضافه إلى قبوله من جانب الشارع المصري.

وأوضحت في تصريحات خاصة للـ"الدستور"، أن الرئيس السيسي اعتاد في خطاباته السابقة الحديث عن تطورات الأوضاع داخل مصر، إلا أنه في خطابه الأخير تطرق بشكل أكثر عمقًا إلى الحديث عن دور مصر الاقليمي في صراعات المنطقة وتحديات التنمية، نظرًا لاستقرار الوضع في مصر.

وأشادت بكر بعرض خطاب الرئيس إلى كافة الشئون الدولية والاقليمية والقومية، وعلى رأسها التنمية المستدامة في رؤية 2030، وتغير المناخ، وزيادة فجوة العولمة، بالإضافة إلى شرح دور مصر الاقليمي في صراعات الشرق الأوسط سواء في ليبيا أو سوريا أو اليمن أو افريقيا، فضلًا عن مطالبة الرئيس السيسي بضرورة عودة مفاوضات السلام لحل الصراع العربي الاسرائيلي.

ونوهت بكر، إلى أن خطاب الرئيس السيسي تضمن بين سطوره لومًا وعتابًا إلى المجتمع الغربي نظرًا لتدخلاته في الشئون العربية، بالإضافة إلى حديثه عن رؤية مصر في مكافحة الإرهاب وسبل مواجهة أسبابه ومحاربة أيدولجية التنظيمات الإرهابية.

من جانبه صرح السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، بأن خطاب الرئيس السيسي جاء شاملًا للعديد من المحاور الهامة وعلى رأسها التنمية المستدامة، وحل الأزمات الدولية بما في ذلك الأزمة الليبية وضرورة دعم الجيش الليبي ورفع الحظر عن السلاح كذلك عدم التفرقة في التعامل مع التنظيمات الإرهابية في سوريا ولعراق عنه في ليبيا.

وأضاف في تصريحات خاصة للـ"الدستور"، أن الرئيس السيسي عرض في أول محاور خطابه إلى الأوضاع الداخلية السياسية والاقتصادية، كذلك تحديات مصر مواجهة الإرهاب، فضلًا عن طرح الرئيس السيسي رؤية مصر لحل القضية الفلسطينية اقتداًء بتجربة مصر في عملية السلام، والتي لن تتم إلا من خلال إقامة الدولتين للعيش بسلام جنبًا إلى جنب، وهي المرة الثانية التي يعرض فيها الرئيس السيسي مبادرة مصر لإنهاء الصراع العربي الاسرائيلي.