تقاليد الأقباط .. أسبوع الآلام

يوم الأحد يُسمى أحد السعف أو أحد «الشعانين» – أى خلصنا - هو يوم «الأحد» السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح أو القيامة، ويسمى الأسبوع الذى يبدأ به «أسبوع الآلام». يوم الاثنين يُطلق عليه «اثنين الفريك» وهو اليوم الثانى من أسبوع الآلام، وفيه يكون طعام الأقباط – وبالأخص فلاحى مصر - قائما على «الفريك» الذى هو القمح الأخضر قبل استوائه، حيث يتم حصد جزء منه ويتم نشره فى الشمس ووضعه فى الأفران. يوم الثلاثاء يُسمى بيوم «ثلاثاء الفول» فى هذا اليوم يكون الفول هو الطعام الأساسى، يتغير شكل الفول بين» النابت والمدمس والبصارة». فى هذا اليوم تركز الكنيسة كل قراءتها التى ترددها على مسامع المصلين على الأمثال العديدة التى قالها السيد المسيح لتلاميذه استعداداً لليوم الذى يتم فيه تسليمه للصلب. يوم الأربعاء يُطلق عليه «أربعاء أيوب». فى هذا اليوم اعتاد الأقباط فى القرى التى تقع على ضفتى نهر النيل، يحتفل الناس بذكرى «شفاء أيوب البار»، وذلك عن طريق الاغتسال فى النيل باستخدام نبات «الغبيرة» الذى يكون دائما موجودا على الحافة بين اليابسة والماء.

وهو نبات شوكى قاس يحتملون قسوته لأنها تحمل الشفاء للأجساد. فقد احتمله جسد أيوب المريض. يوم الخميس يُسمى بـ «خميس العهد» يحتفل المسيحيون بكون السيد المسيح قد اجتمع مع تلاميذه لتناول العشاء الأخير وقام عن المائدة وغسل لهم أرجلهم بمن فيهم تلميذه «يهوذا» الذى قام بتسليمه لجماعة اليهود تمهيداً لصلبه، وقال لهم السيد المسيح علانية «واحد منكم سيسلمنى». وطبقاً لهذا التقليد رتبت الكنائس فى أنحاء المسكونة تقليد الصلاة على مياه تُسمى «صلاة اللقان»، وبعد نهاية الصلاة يقوم الآباء الكهنة والأساقفة بغسل أرجل جميع الشعب. كما أنه فى هذا اليوم يمتنع الأقباط عن تحية غيرهم بالمصافحة باليد أو بالقبلة لأن يهوذا الخائن سلم سيده ومعلمه بالمصافحة والقبلة الغاشة. يوم الجمعة يحمل اسم «الجمعة العظيمة» أو «جمعة الصلبوت». ففى هذا يوم تذكار صلب السيد المسيح على يد الرومان، وفى القرى يحمل المصريون فجراً الخبز المصنوع من القمح، ويسعون للمقابر لزيارة الموتى، وتقرع الكنيسة أجراسها الحزينة. تبدأ الصلوات فى الكنائس من السادسة صباحاً وتستمر حتى السادسة مساءً دون توقف. يرتدى الشمامسة الزى الحزين وهم يرددون الألحان الحزينة التى لها أصول فرعونية قديمة فى موسيقاها. وبعد انتهاء الصلوات يعود الأقباط إلى منازلهم للراحة بعض الوقت، وبعضهم لا يذق الطعام طوال اليوم حتى نهاية صلوات ليلة العيد.

■ عضو المجمع العلمى المصرى