رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالفيديو والصور.. ننشر ندوة لبنى عبد العزيز بجريدة "الدستور"

جريدة الدستور

كتب: أماني رجب ودينا جمال وفاطمة حسين ومحمد ريان
تصوير: علي معتمد - منى عيسوي

فنانة مصرية جميلة عرفت بسمراء الشاشة غنى لها العندليب عبد الحليم حافظ "أسمر يا أسمرانى"أعمالها الفنية ليست بكثيرة فقدمت 16 فيلما للسينما ولكنها سافرت بالخارج عندما تزوجت من الدكتور إسماعيل لتعيش معه بالخارج 28عاما بعيدا عن الفن ثم عادت بأول عمل لها عام 2007 بمسلسل"عمارة يعقوبيان"، حاور محررى الدستور الفنانة لبنى عبد العزيز ، وإليكم نص الحوار:

ما سبب إنسحابك فى وقت نجاحك من الساحة الفنية وتفضيلك للسفر إلى الخارج؟
أنا أعتبر نفسى ممثلة ولست نجمة كما أعطانى الجمهور هذا اللقب وسبب إنسحابى أو إختفائى فى هذا التوقيت هو زواجى من الدكتور إسماعيل وقررنا سويا السفر إلى الخارج ، حيث عمله و إستقراره كانوا بأمريكا ، لذلك السبب إبتعد 28 عاما عن السينما المصرية.

تفاوتت الأوقات والأزمنة وحصل على السينما غزو غريب وهجمة شرسة من الأعمال الفنية الغير لأئقة فهل الجيل القديم أصبح مستفز من هذه الاعمال التى تقدم الأن أم أنه يغتمد على الأعمال التى قدمها فى الزمن الجميل؟
أنا لا استطيع أن اتحدث عن الجميع الحالى بأكملة و لكنى أستطيع أن أقول رأى الشخصى ، فأنا أرى الأن بعد إنقطاعى عن ممارسة العمل الفنى وبعد سفرى وعودتى إلى مصر بعد 28 عاما قررت أن اتابع كل ما فاتنى من أحداث فنية لم أواكبها فكان شاغلى الشاغل هو حال الفن المصرى وما المرحلة التى وصل إليها بعد هذه السنوات ، ولكنى بعد متابعتى لما وصل إلية الفن فى مصر أصابتنى حالة من الذهول والدهشة لأنى وجدت الفن المصرى فى حالة إنحدار وركود لم أتخيلها ، وفوجئت أيضا بأننى لم أستطيع ان اجلس أمام الفيلم السينمائى فترة أكثر من 10 دقائق ويصيبنى حالة من الملل التام بعدها فوجدت إنخفاض فى المستوى وفى الذوق وفى المضمون ايضا، فأنا اصابنى الفزع عندما رأيت حال الفن المصرى بهذه الصورة فهل نحن جميعا نتعاطى المخدرات ويصيبنا الإغتصاب ونرتكب البلطجة وغيرها من الأشياء المشينة وكأننا نعيش بغابة .

هل هذا بسبب أن الذوق والحس الأدبى للفن إنحط؟
ولما؟؟لما الذوق إنحط بل هى عملية إنتاجية ليست اكثر من ذلك ، فالإنتاج عود الجمهور بأن هذا هو الذوق العام والسائد فى السينما المصرية فى الوقت الحالى لذلك إستسلم له الجمهور واصبح الذوق الفنى بهذا الإنحدار، فأنا أعتبر ان الفن مرآة المجتمع والفن أيضا رسالة للمجتمع والفن هدف ورسالته أن يرتفع بالذوق االعام للجمهور والشعب فمدى مقارنة الحضارات هو فنها فأذا كان هذا هو الفن السائد فى المجتمع يصبح بالفعل أنه حدث لنا إنخفاض فى الذوق العام وفى الحضارة وفى حياتنا بأجمع ، ومع الوقت أتضح لى هذا التغير الذى حدث للناس فى الشوارع وفى التعاملات وفى الإزدحام مش هى دى مصر إللى عشت فيها زمان، كان لدينا منتجين قلوبهم على صناعة سينما جيدة وإخراج الفن بصورة مشرفة ، كما كان لدينا مشاركات فى مهرجانات دولية وكانت مصر تشارك بأكثر من 150 فيلم فى العام الواحد ، وكان الفيلم المصرى دائم التساؤل علية لانه كان يمتلك المضمون والمحتوى والديكور وروح التعاون والإنتاج والتصوير والأخلاق والنبل وكان يمثل مصر بصورة مشرفة وحقيقية.

هل ترى فى الفترة الحالية أن السينما فقدت الأفلام الرومانسية والكلاسيكية فى أدائها ؟
العالم بأكملة تغير ، التفكير تغير وكذلك الإيقاع تغير وصعوبة الحياة جعلت مجال الرومانسية أكثر صعوبة وأكثر تواجدا ولكن ليس هناك شك فى أن بداخل كل شخص قلب ينبض ومشاعر تتحرك وتبحث عن الحب والرومانسية وهناك مشاعر وهناك غرام ولكننا لانملك الوقت الكافى فى التعبير عنها .

ولكن الوسيلة التى تقدمها الأفلام الحالية فى التعبير عن الحب على غير ما شاهدناه فى أفلام الزمن الجميل؟
أنا لا أشاهد أفلام مصرية فى الفترة الحالية ولكن على سبيل المثال فيلم"تيتنك"فهذا فيلم رومانسى وغيرها من الأفلام التى إحتوت على الرومانسية والمضمون الحسى والإحساس المرهف ، فأعتقد أن إيقاع حياتنا أصبح سريع ولا يتحمل وقت للتعبير عن المشاعر والإحساس فاصبح التعبير بصورة سريعة فلا يوجد إحساس لمسة الإيد والمكالمات التليفونية والخروج والذكريات أصبح الحب بإيقاع سريع مع سرعة الحياة ، فينقصنا فى هذه المرحلة التعبير عن المشاعر لأن القلوب بحالة إحتياج للحب وعدم التعبير عنها يجعل القلب فى حالة دمور من الإحساس والحب مما ينتج عنه حالة من تجمد المشاعر .

فى أحد تصريحاتك الصحفية منذ سنوات طويلة وخاصة بعد فيلم"الوسادة الخالية" ترحمتى على زمن الفن الذى سبق جيلك فهل هذا تواضع منك ، أم أن الفن يتطور للأسوء؟
هذا صحيح، فالفن للأسف يتطور للأسوء وبعد 20 أو 30 عاما قادمة سيترحمون على فن 2016 ، وذلك لأن المجتمعات بتنفتح أكثر ويصيبها ثقافات أكثر من الخارج والتطور التكنولوجى فى الماضى لم يوجد لدينا الهواتف المحمولة أو الإنترنت لذلك كانت المشاعر هى مصدر التعبير الأول والاخير لكل الحالات فى المجتمع، ففى الماضى كان المنتجين يعشقون الوطن ينتجون أفلامهم بحب وعشق للفن بينما الان كل ما يهمهم من الإنتاج هو"ملئ الجيوب" وكيف أجمع الأموال التى انفقتها بارباحها وليس من المهم أن نشارك بهذه الأفلام فى المهرجانات او نحصل على المضمون منها ، فلا تصدق من يذهبون ويلتقطون الصور فى المهرجانات ذو البساط الأحمر أنهم يقدمون فنا فليس لهم أى وجود من الأساس، فكانت السينما المصرية تمتلك أعلام من الفن مثل"صلاح أبو سيف، يوسف شاهين، كمال الشيخ، محمود ذو الفقار"مخرجين صنعوا أعمالا عظيمة للسيما المصرية ، فجميعنا نعمل لنخرج العمل الفنى فى أبهى صورة ، فأنا شخصيا كنت اعمل على الموسيقى، والسيناريو ، والمونتاج فكان هناك الإهتمام.

ما المقومات التى يجب ان يتتبعها الفنانون الأن لعودة مذاق الفن من جديد؟
أولا يجب أن يكون دارس الفن ، فالدراسة شئ هام بالنسبة للممثل ثم يجب أن يكون هناك رغبة من الفنان أن يقدم فن بجد نابع من داخلة حتى يستطيع ان يصل إلى الجمهور بسهولة ويترك أثره فى أذهان الجمهور ، ثم الموهبة والتجارب والخبرات و غتباع تعليمات المخرج وكذلك الكاتب والقائمين على العمل، فهذه المقومات إذا تواجدت يجب أن يستفاد منها جيدا وتصنع فنانا متكامل.

كيف كان لقائك بالعندليب عبد الحليم حافظ فى "الوسادة الخالية"؟
أنا بداياتى كانت فى المسرح بالجامعة الأمريكية التى كنت ادرس بها ثم غلتحقت بالغذاعة المصرية وعملت بها مع استاذتى الفاضلة "توماضر"وكانت صديقة مقربة للعائلة وفى ذات مرة أخبرتنى ان هناك مطرب يريد ان أمثل امامة فيلما فرفض فى بادئ الامر وقلت لها أنا أكتفى بالغذاعة وبعدها باسبوع قامت بدعوتى ببغداء وعند وصولى إلى هناك وجدت عبد الحليم حافظ فى إنتظارى ومن هنا اصبحنا اصدقاء وقبلت إنضمامى لفيلم "الوسادة الخالية"، ولكن صافنى موقف أثناء توقيعى للعقد فكانت الشركة تضع شرط ان أشارك معهم فى 3 افلام مستمرة مدة العقد رفض لانى لم أعرف مدى نجاحى او إخفاقى فكانت اول تجربة بالنسبة لى فى مجال السينما وأصريت على فيلم واحد فقط وافقت الشركة على طلبى وحصلت منهم على 1000جنية وكان هذا الأجر الأول فى تاريخ السينما المصرية .

وقفتى أمام فريد شوقى، وكذلك أمام عبد الحليم حافظ فما الفرق بينهما؟
فرق السما من الأرض، فريد شوقى، لدية القدرة على أدوار الضرب والقوة والجمهور كان يذهب للسينما ليرى هذا على الشاشة، بينما حليم كان على النقيد من هذا فكان الشاب الوسيم الرومانسى المرهف فلا وجهه مقارنة بين الإثنين.

وماذا عن فيلم "أنا حرة"؟
فيلم "أنا حرة"كان واقع حقيقى فى المجتمع المصرى وأعتقد أنه كان من أجرء الأفكار التى عرضت وقتها على شاشة السينما المصرية وأعتقد أيضا أنها كانت الاقرب لشخصيتى الحقيقية فى التمرد والعناد والإصرار ، لذلك كان المخرج صلاح أبو سيف يقول دائما "أنا حرة"ليا وليكى .
لماذا لم يستعين فنانات الجيل الحالى بتوجيهات الجيل السابق؟
"أغبية"...

هل لديكى أعمال فنية فى رمضان القادم؟
فى الفترة الحالية أنا بين قراءة 3سيناريوهات ولكنى مترددة فى الموافقة لانى لم أجد نفسى فى اى دور فيهم.

هل لديكى طموح فى لعب دور معين خلال الفترة القادمة؟
أتمنى أن اقدم عمل تاريخى مثل"كليوباترا" وسبق وقدمت دور فى فيلم"عروس النيل"وكان مشابهه لذلك.

وماذا عن "أسود وردى"الذى تم تأجيلة أكثر من عام كامل؟
أنا لا اعلم السبب فى كل هذا التاخير ولكننى لم أنسحب منه بعد كما ترددت بعض الشائعات بل أنا مازلت متعاقدة علية.