رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الثورة الجاية ح تقوم ما تخلّى !!!


- لو عايز تانى حرام خد إللى يكفيك وزيادة !!

- قالها رجل بسيط لشخص آخر ، فهمت من مجريات المناوشة أنه استولى منه على بعض المال بدون حق

- قلت معقولة هذا الرجل البسيط الذى يدل مظهره على رقة حاله وتواضع مستواه المالى ، يظهر فى نفس الوقت كأنه أغنى الأغنياء حين إستعفف عن الحرام وعن الصدام والعراك مع شخص اغتصب بعضا من ماله .

- صرخت فى نفسى ليت مغتصب حقه ما فعل ، لقد أوكل الرجل البسيط أمره إلى القوى الجبارالذى سيأتى له بحقه ، اليوم أو غدا ، وسيعوضه بأكثرمن حقه لأنه قال الله أكبر فى وجه سارقه الذى ستكون نهايته أقسى مما يصوره خياله .

قلت فى نفسى ليت هؤلاء إللى بالى بالك ياعزيزى القارئ يتعلّم هذه الحكمة من هذا

المستوى الإيمانى للرجل البسيط الذى بدأت به المقال والذى سميته عمى أيوب المصرى رغم أننى لم أعرف اسمه الحقيقى ، ولم أسع لذلك حتى أطلق عليه الاسم المتناسب مع شخصيته ووجهه وسلوكه وتراثنا .

الغريبة أن هناك حالة من التبجح أصابت بعض أباطرة الفساد الكبار وأذيالهم الصغار، واشتركوا معا فى سن القوانين والتشريعات والمقولات التى ترّسخ لكيانهم السرطانى الضخم ...

مثلا من المقولات الشهيرة التى يرددها هؤلاء وتجعلك تضرب دماغك فى الحيط إذا لم تكن من عينة عم أيوب المصرى -

- نعم هذا حقك لكن لماذا أرده لك ؟!!

يعنى أنا استوليت على حقك ولن أرده لك لأنك لاتملك القوة التى تجبرنى على رده لك ، والقوة هنا قد تكون بالمال أو النفوذ أو العضلات !!.

والأخطرمن هذا أن كل أباطرة الفساد فى بطنهم الآن بطيخة صيفى سواء كانوا

أمام القضاء

أو مازالوا أحرارا طلقاء ،

لأن كل الفساد الذى جرى فى بر مصر تم بالقانون ،

فأخطر مانجح فيه نظام المخلوع أنه قنن الفساد ، يعنى جعله محميا ومحصنا ومحصلا بالقانون ... يعنى الرشوة أصبحت : -

ثمن الشاى .. عند الموظفين البسطاء

و إكرامية ...عند التجار وأصحاب البزنس المحدود

أو عمولة ...

أو بدلات ... بشكل واضح وبنسبة محددة عند الكبار

وهكذا خرّبوا البلد طوال السنوات الماضية

وعلى فكرة حتى نكون موضوعيين، الفساد فى بر مصر وسرقتها تمت منذ فجرالتاريخ حتى قيل إن مصرأغنى بلد فى العالم لأنها تسرق منذ الفراعنة ولم تفلس !!

وفى العصر الحديث وحتى قبل ثورة 1952 لمن يرمى الفساد وبذوره بعدها فقط أقول :

إذا كنا نسينا إللى جرى هاتوا دفاترصفقة الأسلحة الفاسدة التى تورط فيها الملك فاروق قبل الثورة لنعرف أن الرشاوى والعمولات قديمة .

ومن الحكايات الدالة والساخرة أيضا على تورط دول كبرى فى رشوة رؤساء وحكام مصرماحدث مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر من الحكومة الأمريكية عندما قام موظف بالسفارة الأمريكية بمصر بإرسال رشوة إلى مساعد الزعيم جمال عبد الناصر بقيمة 3 مليون دولار بدون مقابل لتوصيلها للرئيس.

ولأن الشرف والكرامة هما المكونان الرئيسيان لجينات عبد الناصر فقد أراد أن يردّ الصاع صاعين ، وليعلمهم درسا لاينسوه ويظل شاهدا أمام الجميع فتظاهر عبد الناصر بقبول هدية البيت الأبيض وأمر ببناء برج القاهرة كأطول مبنى فى العالم وقتها ، من جهة وأمر من جهة أخرى أن يكون البرج مصمما على هيئة خازوق ، وقال للسفيرالأمريكى بالقاهرة وللعالم كله شكرا على هديتكم وهذه هديتى إليكم !!!

وتلقى الأمريكان الدرس القاسى وعرفوا أن هناك رجل مصرى لايقبل الرشوة أو الهدايا أو العمولات ، حتى جاء حسنى مبارك لنجد أن هناك عمولات فى صفقات الأسلحة والغاز والبترول وقناة السويس .... الخ ، وليس وحده وإنما أنضم معظم رموز النظام وفى المقدمة فلذتا كبده ، جمال وعلاء ،الذى لاتذكر صفقة تجارية كبرى إلا وكانا طرفا خفيا فيها وإلا فسدت ...لكن الأخطرمن فساد الكبارهو فساد الصغار لأنه يمكن استئصال الفاسد الأكبر إذا خلصت النوايا لكن السرطان حين ينتشر بالجسد قل على الدنيا السلام!!

المهم استشرى الفساد من أصغر موظف يقول :على قدرفلوسهم يكون عملى

وهذا أضعف الإيمان

إلى من يفتح الدرج ويرمى مفتاحه للأبد حتى لاينقطع سيل الرشاوى أسف ثمن الشاى أبدا .

وبالفعل أصبح الظاهر للعيان أن الحكومة أرست مبدأ مهما وهو أن الكل مطالب بوضع يده فى جيب إللى يقابله وأنا ح طنش ، قالتها الحكومة ولم يغمض لها جفن حتى نظل كالسمك نأكل بعضنا ، المهم يعيش الحيتان فى رغد من العيش ..

والدليل الحى بيننا هل يعقل أن يعيش مثلا موظف ب 400 جنيه فى الشهر لاتكفى قيمه إيجار شقة متواضعه

وهكذا تم وضع السيناريو المحكم :-

الموظف الصغير يأخذ الرشوة ليأخذها منه المدرس فى شكل دروس خصوصية والطبيب يأخذ من جيب المدرس والميكانيكى يأخذ من جيب الجميع والسائق يسلخ الراكب ويأتى أمين الشرطة ليقاسم السائق حصيلة اليوم .... الخ وهكذا ندور جميعا ونصبح مواطنين بدرجة فاسدين صغار كى نعيش !!.

والسؤال الذى يؤرقنى حتى الآن إذا كان بعض اللصوص الكبار قد سرقوا أموالنا من البنوك الوطنية والأراضى والشركات ... الخ .

ولم يقدّموا حتى الآن للمحاكمة ولم يقترب أحد من غالبيتهم ، بل ويسافر بعضهم على طائرة الرئيس الرئاسية فى الجولات الخارجية ،ألا يكون من المناسب غلق الحنفية من أعلى ..

يعنى إزاحة كل من سهل لهؤلاء الاستيلاء على أموالنا وأراضينا طوال السنوات الماضية أم أن تركهم أمرمقصود حتى يستمر مسلسل النهب مستمرا.

لو كنت من الرئيس محمد مرسى لاستبعدت كل القيادات التى تورطت فى الفساد أو الإفساد ، ولاينسى أن الفيروس انتقل إلى الصف الثانى إلا من رحم ربك ،

على الرئيس مرسى أن يكلف الأجهزة الرقابية المحترمة بالاشتراك فى اختيار قيادات جديدة بعيدا عن أهل الثقة أو الشلل أو المحسوبيات ،

لأننا باختصار نريد مصر نظيفة من الفساد و الوساخة

أسف عزيزى القارئ على استخدام مثل هذا اللفظ لأننى لم أجد لفظا دال غيره !!!

وإلا الثورة الجاية ح تقوم ما تخلّى !!!

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.