رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إعلام


انتشرت كلمة إعلامى إلى حد أنه لم تصبح لها ملامح ، فأخذها كمهنة كل من يريد وكل من امتلك أموالاً تتيح له فتح قناة، وأصبح الهواء مفتوحا لكل من يشاء، وهنا أستكمل الجزء الثانى من مقالى الذى أطالب فيه بإصدار ميثاق شرف إعلامى لأننا فى حاجة إليه حتى لا تصبح حياتنا مرتعاً للفوضى والارتباك والتخبط، بحيث تضيع الحقائق ويصبح المشاهد نهباً للتشتت بسبب الإعلام، إن الإعلام الآن يستخدم ممن يتآمرون على مصر كعنصر أساسى لإضعاف الدولة المصرية، ولابد أن تتنبه الدولة إلى ذلك.

لابد أيضاً أن تكون لديها قنوات تسهم فى نشر قيم بناء الدولة الجديدة وتبث الحقائق، بحيث يصبح لدينا قناة ناجحة ومؤثرة على الأقل نتأكد أنها تبث الأخبار الحقيقية، إن المشكلة الأساسية أن هناك فوضى فى الإعلام الآن، وفى وسائل الاتصال إلى حد أن من يريد أن يعرف الحقيقة حول خبر ما يجد نفسه تائهاً وسط الفضائيات وسط القنوات ووسط البرامج المنتشرة عليها، ووسط وسائل الاتصال ووسط الصحف والإنترنت الذى يبعث برسائل للناس للتشويش على الحقيقة عن مصر وعن أحداث مصر وعن أهل مصر، وتصدر البيانات للتشويش وللتشهير ببلدنا. طوال الوقت وبسرعة شديدة، بشكل متواصل ومقزز، أسوق مثالاً على الفوضى التى تحدث الآن، فخبر سقوط طائرة إيرباص وتحطمها فى أرض سيناء هو كارثة إنسانية بكل المقاييس، حيث كان على متنها ٢١٧ راكبا بالإضافة إلى طاقمها وتجرى حاليا تحقيقات مصرية على أعلى مستوى للوصول للأسباب الحقيقية، ومع مصر اجهزة روسية على أعلى مستوى للمساهمة فى معرفة ما وراء سقوط الطائرة ، ومعرفة ما بداخل الصندوق الأسود، إلا أن هذه الكارثة الإنسانية تم استغلالها للوقيعة بين مصر وبين روسيا نظرا للعلاقات الوثيقة والمتميزة بين الدولتين، ونظراً للموقف الروسى المؤيد لثورة الشعب فى ٣٠ يونيه، ورغم أن التحقيق فى حاجة إلى وقت لمعرفة كل الملابسات والأسرار ورغم ان الطائرات كانت قبل سقوطها على ارتفاع شاهق لأكثر من ٣٠٠٠٠ متر وأن هذا ارتفاع يصعب أن يصل إليه مدى صاروخ، إلا أن منظمة إرهابية قد أعلنت أنها وراء كارثة الطائرة، وذلك لإضعاف للسياحة إلى مصر وخاصة أن السياح الروس يتوافدون على مصر بشكل مستمر ويضعونها على قمة اختياراتهم باعتبارها دولة جاذبة للسياحة يحبون زيارتها ويجدون فيها ترحيباً من شعبها ومزارات متنوعة وأسعاراً مناسبة.

إن الأموال الآن تنفق لإثارة فوضى الإعلام وتصعيدها لتطال كل شىء وزعزعة الاستقرار فى مصر، ولقلب نظام القيم ولنشر الشائعات المغرضة وتشويه المجتمع، وهذه الخطط الممنهجة للأسف تهاجم كل شىء وأصبح الآن الهجوم يتركز على الرئيس السيسى شخصياً للنيل من شعبيته التى اكتسبها بمواقفه الوطنية التى أوصلته إلى تكليف الشعب له بعد مساندة القوات المسلحة لثورة الشعب الحاشدة فى ٣٠ يونيه، وفى خطابه الأخير منذ أيام شكا الإعلام للشعب وهذا أمر يحترم عليه لأن الشعب هو السيد وهو المحرك للأحداث وهو الذى رفض الإرهاب والظلام والظلاميين.

إلا أن هذا لا يكفى فسوف تظل الفوضى العارمة فى الإعلام لأنه أحد عناصر مخطط تفتيت قوة مصر لذلك فلابد من نقابة للإعلاميين تضع معايير واضحة لضم كل من يمكن أن تتوافر فيه مهنة الإعلام ويكون بمقدورها إصدار ميثاق للشرف الإعلامى تتم على أساسه محاسبة الخارجين عنه، والذين يروجون للفوضى وللمؤامراة المشبوهة، ولابد من نشر قائمة سوداء بمن يقبضون الملايين للهجوم على القيم وعلى القوات المسلحة وعلى الشرفاء والوطن وعلى الشعب الذى رفض الإرهاب والطابور الخامس والظلام، الشعب الذى يتمسك بثورته الشعبية العظيمة فى ٣٠ يونيه ٢٠١٣ . لابد أولاً من حملك لمقاطعة كل إعلامى بلا ضمير، وكل من يهدم فى تماسك وصلابة دولة مصر، وكل من يقف لمهاجمة ثورتنا الشعبية الحاشدة فى يونيه ٢٠١٣ ، وأن تتم مقاطعة كل من يهدفون إلى هدم القيم وإضعاف عزيمة الشعب وإرادة البناء لإحياء مصر التى نحلم بها .