رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استقرار الجامعات والمدارس.. ضرورة «٢»


لابد أن يتوفر الاستقرار داخل حرم الجامعات والمدارس وأن تكون مواقع للعلم وللتنوير أيضًا، أن هذه مسئولية كل مسئول عن موقع تعليمى سواء أكان جامعة أم مدرسة، إن دور العلم والفكر والثقافة لابد أن يكون له أهداف واضحة هى تلقى العلم وبناء شخصية الطالب والطالبة وإعداد كوادر علمية تفيد الوطن وتشارك فى تقدمه، لابد من توفير الأمن أولاً ووقف كل محاولة لتخريب المبانى أو ترويع الطلبة والطالبات، فهناك كما قالت لى بعض الفتيات إن هناك من يقومون بفصل الطالبات عن الطلبة بداخل المحاضرات باستخدام الترهيب والتهديد ومفاهيم التطرف التى تتاجر بالدين لتعود بنا إلى عصور الجاهلية والظلام، إن الظلاميين يعتقدون أن نشر سمومهم فى عقول الطلبة هى وسيلة متاحة مادامت الدولة تسمح بالفوضى ولا تتشدد فيما يخص التظاهر والفوضى والتخريب داخل الحرم الجامعى، وهذه الفوضى لابد أن تجد من يوقفها.

أما المدارس فلابد من توفير الأمن بها إلى جانب بث مفاهيم التنوير منذ بداية الالتحاق بالمدارس ولابد من لجان متخصصة تابعه لوزير التعليم لمتابعة ما يحدث فى المدارس من تهديد الفتيات غير المحجبات والذى وصل إلى قص شعر طالبة داخل الفصل من جانب زملائها، ولا يعرف أحد العقاب الذى يقع على من يرتكب أو ترتكب هذه الجريمة المهينة للطالبة، والتى تهدر كرامتها بداخل الفصل أمام زميلاتها لترويع من تسول لها نفسها عدم ارتداء الحجاب فى سن صغيرة، إن العقاب للمدرس المتطرف أو المدرسة المتطرفة لابد أن يكون معلناً وحازماً حتى نوقف تيار إرهاب عقول التلاميذ منذ الصغر لترسيخ فكر التفرقة بين الذكر والأنثى، أو بين الرجل والمرأة منذ الصغر، فيشب كل منهما على التفرقه بين الجنسين وأن المرأة أدنى مرتبة من الرجل وهكذا تصبح سلوكًا مفروضًا من جانب المدرس أو المدرسة، وهناك مدارس كثيرة ماتزال تابعة للظلاميين ولابد من إصلاح أوضاعها وإشراف مستمر من وزارة التربية والتعليم من خلال لجان مستنيرة ودعم تلك اللجان مادامت تعمل من خلال بث فكر مستنير وسلوكيات معتدلة وقيم التفتح والعلم والفن التى طالما ميزت التعليم المصرى إن غياب الإشراف قد أدى أيضاً إلى محاولة الاعتداء على تلميذة أثناء انتظارها لحضور مجموعة مدرسية عقب انتهاء الحصص داخل أحد الفصول، لابد من عقاب مشدد ليكون المجرم عبرة لغيره ممن تسول له نفسه الاعتداء على بنت من بناتنا.

كان يأتى إلى مدارسنا وجامعاتنا عشرات الآلاف كل عام من الطلبة لتلقى التعليم، ولأن مدارسنا وجامعاتنا كانت متميزة تتضمن التعليم وممارسة جميع الأنشطة الفنية والرياضية التى تبنى الفكر المستنير والجسم السليم فى نفس الوقت، إلى جانب بث القيم المصرية الأصيلة التى تحافظ على الهوية المصرية وتكرس قيم الولاء والانتماء لمصرنا الغالية.

إننا إذا أردنا أن تستعيد الجامعات دورها فى تخريج عقول متفتحة ومتعلمة وكوادر قادرة على المشاركة فى حركة التقدم العالمى، فإنه لابد أن نضع منظومة متكاملة هدفها أن تكون الجامعة مكاناً صالحًا لتلقى العلم وبناء شخصية مستنيرة محبة للوطن ومشاركة فى بنائه، لا ينبغى أن يتهاون أو يهادن رؤساء الجامعات والمسئولون عن العملية التعليمية فى المدارس أمام التخريب والشغب والتطرف داخل الحرم الجامعى أو المدرسى، لابد أن ينتهى زمن التطرف والتشدد لتنطلق مصر بأقصى سرعة إلى الأمام، لا نريد أيدى مرتعشة داخل جامعة الأزهر ولا نريد أن تتكرر مهازل الحرق والتخريب وتدمير المنشآت وترهيب الطلبة كما حدث فى العام الدراسى الماضى، لأن مصر لم تعد تحتمل فوضى الجامعات وفوضى التعليم واستمرار التجارة بالدين.. وللحديث بقية.