رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حقاً.. إنه فصيل وطنى حتى النخاع !!


عندما أعلن بعض المواطنين المصريين المسيحيين أن لديهم مطالب يودون تقديمها إلى إدارة الكنيسة، ولما لم يستمع إليهم أحد، كان ردهم الإعلان عن وقفة أمام الكاتدرائية ... وهنا غضبت الكنيسة، وكان بيان المجمع المقدس ــ أقصد مجمع الأساقفة ــ غريباً فى تضمينه أن المجمع المقدس يطالب الداعين للتظاهرات بالحكمة والعقل والتقدم بهدوء وبأسلوب حضارى مسيحى باقتراحاتهم إلى لجنة العلاقات العامة فى المجمع المقدس، وكأن هؤلاء ليسوا من أبناء الكنيسة، ويلزمهم للتواصل مع الكنيسة بعد التحلى بالحكمة والعقل ضرورة التزام الإسلوب المتحضر، رغم أن إدارة الكنيسة هى التى تعاملت معهم سابقاً دون مراعاة إلى حق هؤلاء فى الأبوة الرعوية الحكيمة والعاقلة المتحضرة للأسف !!!

لكن، ما حدث بعد ذلك من جانب من يبررون للإدارة الكنسية ردود أفعالها، هو ترديدهم عبارات لذيذة مثل «ياجماعة لاحظوا أن الكنيسة انتقلت مع البابا الجديد من العصر الصناعى إلى عصر تكنولوجيا المعلومات وشبكات التواصل الاجتماعى» وهو ما يثير بحق التعجب، ونحن نتابع حركة إدارة كنسية تقليدية لم تذهب منذ عصور باباوات الطفرات المعرفية والثقافية ما يمكن أن يُحسب إليهم.

أذكر أصحاب مقولات أن الكنيسة تسعى إلى عصر الحداثة بعصر تراجعنا عن مفاهيمه كثيرا، وهو عصر البابا كيرلس الرابع «أبو الإصلاح» البابا 110 فى عداد باباوات الكرسى المرقسى .. لقد جلس على الكرسى حوالى سبع سنوات اهتم فيها بإنشاء العديد من المدارس منها مدرسة الأقباط الكبرى بجوار البطريركية للبنات ومدرسة الأقباط للبنين بالدرب الواسع بجوار البطريركية، وبالمنصورة ومدارس بوقف دير الأنبا انطونيوس ببوش وبحارة السقايين وبعابدين وداخل كل دير للشعب وللرهبان، كان يهتم بالعلم والثقافة وبالمجان لتشجيع الشعب على التعليم، واهتم بمكتبات الأديرة فعين لكل مكتبة «راهب» أمين عليها وحتم عليهم إنشاء سجلات لها، وكان يجيد اللغة القبطية واللغات الإنجليزية والإيطالية والتركية بالإضافة للغة العربية، واهتم بإنشاء مطبعه خاصة بالدار البطريركية استحضرها من أوروبا فكانت أولى المطابع الأهلية فى مصر والثانية التى تلى المطبعة الأميرية التى ما أن علم بوصولها إلى ميناء الإسكندرية وكان وقتئذ فى زياره لدير الأنبا انطونيوس حتى أرسل إلى وكيل البطريركية يطلب إليه استقبال المطبعة استقبالاً حافلاً فارتدى الكهنة والشمامسة ملابس خدمتهم واستقبلوها بالألحان الأمر الذى أثار تعليقات

تلاميذه عند عودته من الدير، وقال: «لو كنت فى الإسكندريه ساعة وصول المطبعة لرقصت أمامها كما رقص داود أمام تابوت العهد، إننى لست بصدد تكريم آلة من الحديد ولكننى أكرم المعرفة التى ستنتشر بواسطتها ...»..

أما المبرر الثانى الذى رفعه أصحاب مباخر الوالى لرفضهم فكرة التظاهر، أن سلوك التظاهر أمام الكاتدرائية ينتقل بالحدث إلى مربع الممارسة السياسية فى ساحة من ساحات الممارسة الروحية ... طيب، وما قولكم فى تصريح الأنبا بولا- عضو المجمع المقدس ومطران الغربية وعضو لجنة وضع الدستور- وهو يشيد بحزب النور ورجاله .. قال عبر فيديو منتشر على كل وسائط التواصل الاجتماعى رغم أنه تصريح قديم «فصيل السلفيين فصيل وطنى حتى النخاع» !!!

فيرد عليه الكثير من المصريين عبر صفحاتهم بصورة تجمعه وهو يدلى بالتصريح الغريب، ونائب رئيس الدعوة السلفية ومحرك «حزب النور» السياسى ومرشدهم الروحى «ياسر البرهامى»، وهو يصرح « الأقباط أقلية مجرمة معتدية ظالمة وكافرة، وإن بقوا على كفرهم فهم فى جهنم»... مارأيكم دام فضلكم فى تلك الممارسة السياسية من جانب قيادة كنسية كبيرة ودون أن يعقبها أى اعتذار ؟!!

عن الحزب والنخاع للكلام بقية.