رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مأساة الثانوية العامة


عندما كتبت عن رأيى فى مأساة مريم تلميذة الثانوية العامة التى تظلمت من حصولها على صفر فى كل المواد وطالبت بإنقاذ مستقبل مريم والبدء بإصلاح منظومة التعليم فى مصر خاصة أنه امتحان يصيب الأسر كلها برعب وقلق ويستنزف أموال الأهالى ويصيب التلاميذ بالإحباط، فضلاً عن أنه يقهر التلاميذ ويصيبهم بالإحباط، فوجئت بردود أفعال كثيرة تؤيد وجهة نظرى من القراء وتنتقد نظام الثانوية العامة فى مصر بشدة، ،هذا ما دعانى لان افرد مقالة أخيرة رابعة فى هذا الموضوع المهم الذى يمثل مشكلة معقدة تمر بها سنوياً عشرات الآلاف من الأسر المصرية، إنه نظام فاشل حيث تتركز نتيجة السنة الدراسية على امتحان نهاية العام فقط والذى يتعلق به مصير التلميذ ومستقبله، إن قضية مريم يمكن أن تكون بداية التغييرات لإصلاح منظومة التعليم العقيمة فى مصر، ولتغيير سياسة الثانوية العامة التى تركز مصير التلميذ على امتحان نهاية العام، ولابد من أن تتوزع الدرجات على عناصر أخرى لتكون مقياساً للنجاح أو الفشل فهناك مثلاً نسبة الحضور طوال العام الدراسى وهناك عنصر مهم يتمثل فى إجراء امتحانات دورية طوال العام حتى لا تعلق مصير التلميذ بظروف امتحان واحد فقط مدمر للأعصاب.

إننى أطالب كل من يهمه أمر الوطن بمراجعة أساليب التعليم فى المدارس الحكومية فى مصر وتغيير نظام الحفظ والتلقين والقهر الذى ثبت فشله، عندما ينشر مقالى هذا سيكون قد اتضح التغيير الوزارى بأن يكون هناك وزير جديد للتعليم وهو ما نآمله يكون قادرا على الاعتراف بخطأ ما حدث مع مريم لأنه بسبب سياسة الثانوية العامه الفاشلة فشلاً ذريعاً، والتى يجب أن تتغير قبلضياع مستقبل آخرين غير مريم والاستمرار فى تخريج تلاميذ ينسون ما تعلموه لأنهم تلقنوه.

إن الاعتراف بالحق فضيلة ولابد أن يخرج علينا مسئول فى الدوله ليقول لنا إنه سيتم تطوير نظام التعليم المصرى ليتواكب مع المتغيرات العالمية ويخرج لنا تلاميذ قادرين على أعمال التفكير والعقل وقادرين على الإبداع واستيعاب التطور التكنولوجى.

إن مأساة مريم أن تكون الأخيرة إذا ما استمر نظام مصر التعليمى على حالة ليس فقط من ناحية امتحان الثانوية العامة إنما لابد من مراجعة كل أركان العملية التعليمية بدءاً من المناهج الطويلة والدروس الخصوصية والمدرسين من الخلايا النائمة ومسئولى المدارس التابعة الظلاميين والنساء المنتميات للأفكار المتطرفة والمتشددة، وأيضاً لابد من مراجعة الفصول التى تضم أكثر من عشرين تلميذا، فالتكدس أصبح قضية لابد من حلها .

إننا فى حاجة إلى نظرة جديدة للتعليم، وأطالب رئيس الوزراء الجديد بأن يضع إصلاح التعليم قضية لها أولوية خاصة فى المناطق الشعبية أو العشوائية، فالتعليم هو بداية الإصلاح للعقول ولبناء مواطن ومواطنة صالحة وسوية.

ارحموا بناتنا وأبناءنا الصغار يرحمكم الله، وابحثوا فى الخلايا النائمة التى لابد أن تتنحى عن مهنة التدريس تماماً، لأنها ستظل تنخر فى عظام التلاميذ ليكرهوا الدراسة والتعليم، وربما يكرهوا أقرب الناس إليهم لأنهم لم يحاولوا رفع الصوت عالياً ، والمطالبة بتغيير النظام المتخلف وتطهير منظومة التعليم.

ويا مريم رغم أننى لا أعرفك إلا أننى أرجو أن تكملى حياتك وأنت ترفعين رأسك عالياً فأنت لم تقترفى خطأ فادحاً بمطالبتك برفع الظلم عنك واعلمى أن أبرز المخترعين والمبدعين والقادة والعلماء لم يكونوا من أوائل الطلبة فى المدارس إنما تعلموا ووضعوا النجاح هدفاً فى مشوار حياتهم واستفادوا من كبواتهم وأخطائهم ليتقدموا الصفوف فى الحياة.

فلا تنهارى يا مريم فأنت فى بداية حياتك والحياة طويلة أمامك والمستقبل يفتح لك أبوابه شرط ألا تنهارى وأن تعتمدى على كفاءتك لتنجحى فى حياتك ومستقبلك إن شاءالله.