رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بكار والبسطاء.. وأولاد الكحيت «2»


لعل من الأمور الطيبة المبشرة والمطيبة للخواطر أن يجد الكاتب لما يكتب الصدى الطيب، وسأل البعض ماذا تقصد بذكر أولاد «الكحيت « فى العنوان وهو ماكنت أنوى توضيحه فى الجزء الثانى من المقال... والحقيقة إن شخصية « الكحيت» التى ابتدعها الفنان الراحل الكبير «مصطفى حسين» فى نكاته الأشهر مع رفيق عمره وإبداعاته الكاتب الراحل العظيم «أحمد رجب» ، وهى تجسيد عبقرى لنموذج إنسانى موجود فى مجتمعنا المصرى للمواطن الذى لا يحلم فقط بالثراء والعظمة والوجاهة الاجتماعية والعلاقة مع الكبار ، ولكنه يكاد يعيش الحلم متوهماً متجملاً مترفعاً وكأنه واقع فعلى... وأرى أن لعبة الأحزاب الدينية الرئيسية على تلك النماذج فيوهم صاحبها بعالم جديد وحلم قريب المنال يتحقق بانضمامه للحزب ودعمه مادياً وإنسانياً عبر خطابات دغدغة المشاعر .. وهو ما جعل «بكار» يوجه النداء الأخير للبسطاء ألا ينخدعوا بما يروجه الإعلام حول قرارات عسكرية وسياسية للحكومة والجهات السيادية والسخرية والتسفيه منها كما أشرت فى الجزء الأول من المقال ..

نعم، لك كل الحق «نادر بكار» ممثل الحزب الأكثر دراية وفهماً ــ من أين تؤكل الكتف ــ عند التعامل مع البسطاء ... لك كل الحق أن تندهش وتتغاظ وتتفرس من حكومة ونظام بيحاول الاقتراب من البسطاء والاقتراب النسبى من مربعكم التاريخى والجغرافى والبشرى، وأنتم أصحاب الملكية الفكرية المطلقة فى كيفية احتواء الغلابة والمساكين وقليلى الحيلة والتعليم والثقافة وهم الأغلبية ... ووسائلكم باتت جميعها متاحة هذه المرة بشكل أكثر مرونة وبساطة، فلكم المنابر ومراكز الدعوة لتحدثونهم باسم الدين، وعلى صدوركم نيشان الجلوس مع القوى السياسية فى 3 يوليو، وكمان شرف اشتراككم فى وضع الدستور ، ولديكم مصادر تمويل لا تنضب، وانتشار جغرافى تدعون أنه بطول البلاد وعرضها أتاحته لكم أنظمة ضعيفة تعاملت معكم وفق نظرية «سيب وأنا سيب»، فلما سقطت تلك الأنظمة سابت لكم ما يدعم وجودكم، فكانت الانطلاقة ودخول البرلمان فى زمن الإخوان بعد نجاحكم المؤسف فى جولات «غزوة الصناديق»..لقد اشتعلت صفحات الفيسبوك غضباً، ولكم ما قالته المهندسة جيهان شكرى على صفحتها ..

«نادر بكار» ينكر على المصريين حقهم بأن يفرحوا بصفقة الرافال الفرنسية معتبراً أنه إنجاز وهمى وكان يتمنى أن يكون الفرح بطائرة مصنوعة بأيدٍ مصرية تحلق فوق سماء مصر «بركاتك هتهل علينا يا جامعة هارفارد».

للأخ نادر بكار أقول.. أولاً : الفرح ليس بأن الطائرات فرنسية أو بأننا نتباهى بصناعة أجنبية فرحتنا هى أن تلك الطائرات ستضيف إلى قواتنا الجوية ميزة نسبية نحن فى أمس الحاجة إليها فى ظل استهداف مصر براً وبحراً وجوا من قوى الشر والطغيان.. ثانياً : ألا ينبغى أن تندرج فرحتنا بطائرات متطورة تستطيع أن تضرب 30 هدفاً فى وقت واحد تحت بند «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة».. ثالثاً : تتمنى أن تكون هناك طائرة صناعتها مصرية خالصة . فهل فكر وفلسفة وسياسة وعقيدة حزب النور السلفى الذى يسعى لحكم مصر - وأنت عضو بارز فيه - تؤدى إلى النبوغ فى العلوم التجريبية والإيمان بها بشتى صورها ؟ بالتأكيد لا . لأن جل اهتماماتكم لا بالهندسة ولا بالفلك ولا بالطب ..اهتماماتكم لا تدعم العلم فى شىء مثل تحريم تهنئة المسيحيين وعدم جواز وقوف التاكسى لرجل دين مسيحى وعدم الانتماء لمصر وعدم تحية العلم، والسلفيون فقط هم المؤمنون وما عداهم كفار . الغرب بكاملة بكل قدراته وقفزاته العلمية كافر .. جل اهتمامكم بالمرأة وترونها «كلها على بعضها» عورة إلى آخره ........ فهل هذا سيؤدى بنا الى طائرة مصرية خالصة؟

رابعاً: معظم الدول فى العالم تشترى أسلحة وطائرات وتعمل على تطوير أسلحتها الهجومية وتقوى من دفاعاتها .... أعتقد أن مشكلتك ليست فى فرح المصريين بالرافال بقدر ما هو كراهية لتقوية مركزها وضيق من نجاح القيادة السياسية. وللموضوع بقية ...

كاتب