رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الساحل الشمالى.. طريق الموت


من الضرورى أن تضع الدولة خططاً عاجلة لحماية المواطنين من حوادث الطرق البشعة التى يذهب ضحيتها أبرياء فى مواجهة من هم بلا ضمير ولا اكتراث بالآخرين، أقول هذا نظراً للحوادث المتكررة التى تقع فى طرقنا السريعة والتى هى فى معظمها متروكة دون حماية للمواطنين ودون إضاءة إلى حد أن أصبحت مصر من أكثر دول العالم فى حوادث الطرق، وللأسف فإن طريق الساحل الشمالى متروك بلا حماية أو رقابه رغم أن عشرات الآلاف من المواطنين يرتادونه كل يوم خلال شهور الصيف، إن أهم ما يمكن أن تقوم به الدولة الآن هو تأمين حياة المواطنين ولهذا فلا يصح أن يترك

الطريق هكذا بلا إشراف من جهة المرور ولا إسعاف سريع فى حالة الحوادث، إن المتجه إلى الساحل الشمالى خلال شهور الصيف وقت الزحام لقضاء الأجازات عليه أن يسلك طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى الذى تم تجهيزه وتنظيمه على مستوى عال حيث الطريق مقسم إلى ٤ حارات للسيارات الملاكى أو سيارات الأجرة والمفروض أن هناك طريقاً مخصصاً للنقل الثقيل ولكن سائقى النقل الثقيل فى بلادنا لا يكترثون بالقانون ولا بالنظام، بل هم السبب فى غالبية الأحوال فى معظم حوادث الطرق، لذلك لابد من تشديد العقوبة عليهم وتشديد الرقابة على الطرق، فهم فى طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى يستخدمون الفهلوة حيث إنهم بعد نقطة دفع الرسوم فى أول

الطريق تجدهم بعد عدة كيلومترات يدخلون للسير فى طريق السيارات الملاكى لأنه لا توجد دوريات مرورية عليه، ولا رقابة لإيقاف المخالف، حتى فى الدول المتقدمة تفرض غرامات باهظة للسير فى الطرق المخالفة أو عند خرق القوانين.

أما من يريد السفر فى طريق الساحل الشمالى فلابد أن تحدث معجزة إلهية ليصل سالماً أو أن تصاحبه دعوات الوالدين ليتمكن من الوصول إلى إحدى القرى الساحلية الممتدة على طول الطريق والتى يذهب إليها مئات الآلاف من المواطنين لقضاء الأجازات هرباً من زحام الإسكندرية والإهمال الذى تشهده فى النظافة والقمامة رغم أنها كانت ذات يوم عروس البحر الأبيض المتوسط، أن على المتجه إلى الساحل الشمالى لابد أن يسلك طريق برج العرب وهو طريق دون إشراف أمنى أو مرورى ويسوده الظلام ليلا، وهو مهمل لا أدرى لماذا؟ هذا يحدث رغم أنه الطريق الموصل إلى الساحل الشمالى.

ومرسى مطروح حيث ملايين المصطافين والعاملين والمواطنين، أى أنه طريق فى منتهى الخطورة ، وهناك أيضاً طريق العجمى حيث لا يوجد إشراف أمنى إلا قبل نقطة شرطة العجمى فقط، مما يعد غير كافٍ للحركة المرورية أثناء شهور الصيف.

أما طريق الموت فعلا فهو الطريق الذى يمتد من العجمى وحتى مرسى مطروح وهو يفتقد إلى الحماية الضرورية وإلى التنظيم وتطبيق القانون وإلى الإضاءة ليلاً، ولابد من دوريات شرطة ليلاً ونهاراً حيث سائقو النقل الثقيل والمقطورات واللوادر يرتكبون الحوادث المميتة ويسيرون بأقصى سرعة جهارا ًنهاراً بلا رادع وبلا ضمير وكأن البلد بلدهم والطرق طرقهم ومنذ بضعة أيام انقلب لودر عملاق من فرط سرعته وقبل أن ينقلب اصطدم بعده سيارات وأصيب عدة مواطنين إصابات بالغة، كما أن الطريق ليلا حالك الظلام ولابد من وضع أعمده إنارة لحماية المسافرين وتخصيص دوريات

مرورية لمنع جنون السرعة وانعدام الضمائر.

إن مشكلة مصر أن المواطن لا يطبق القانون إلا إذا اضطر لذلك، فلقد أصبح لدينا فى مصر ظاهرة جديدة هى الفوضى والفهلوة وانعدام الضمير وانعدام القيم فى السنوات الاخيرة والناتج عن عدم تطبيق القانون وإقامة العدالة الناجزة، لهذا فإن الدول المتقدمة تضع قوانين صارمة تنفذ على هواة السرعة وعلى من يتناولون المخدرات أو المسكرات أثناء القيادة أو من يلقون القمامة فى الشوارع أثناء القيادة، فضلا عن ضرورة توفير سيارات إسعاف تصل بسرعة لإنقاذ جرحى حوادث الطرق، أطالب بخطط لحماية المواطنين من حوادث الطرق فى كل ربوع مصر فى طرق الساحل الشمالى وشرم الشيخ والغردقة والسخنة والطريق الزراعى حفاظاً على الأرواح وإنقاذاً لأبرياء يروجون ضحايا لحوادث طرق تفتقد إلى الحماية والإنارة والدوريات الأمنية والإسعاف