رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسباب تأخر افتتاح متحف "الزعيم".. الحلم الذي انتظرناه كثيرًا

جريدة الدستور

أكد حمدي أبو المعاطي، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، أنه تم تخصيص ميزانية المرحلة الأخيرة من متحف الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وأن هناك متابعة تتم شهريًا لكل ما يتم إنجازه من أعمال في المشروعات بجدول زمنى ويتم الاستلام من خلال محضر استلام كما تم تشكيل لجنة لإعداد تصور للعرض المتحفي.

وأضاف أبو المعاطي، أن ملف المتاحف يأتي في مقدمة أولويات وزارة الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية، وخلال الشهرين الماضيين تم وضع الكثير من المتاحف المغلقة على طاولة البحث والدراسة؛ لتركيز المهام والدفع نحو افتتاح عدد منها قريبًاً، مؤكدًا أن هذا الملف سيشهد دفعة قوية الفترة المقبلة مع افتتاح عدد من المتاحف الهامة مثل "المنصورة القومي" و"الخط العربي" و"مصطفى كامل"، خلال أغسطس المقبل، وكذلك متحف "جمال عبد الناصر" ضمن احتفالات أكتوبر المقبلة لتضاف قريبًا صروحًا جديدة تُشع بالفنون والثقافة.

وجاء ذلك بعد تصريح الدكتور عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة، بافتتاح متحف الزعيم عبد الناصر بمنشية البكري بالقرب من قصر القبة في السادس من أكتوبر المقبل، الذي تمناه الجميع أن يكون نهاية للجدل وتضارب الأقاويل بشأن هذا المتحف، الذي تأخر كثيراً، فمنذ أن أصدر محمد حسني مبارك، رئيس الجمهورية الأسبق، في 2008 قرارا بتحويل منزل الزعيم الراحل بمنشية البكري إلى متحف يضم جميع مقتنايته.

وصرح فاروق حسني، وزير الثقافة، حينها أن المتحف سوف يتناول تاريخ عبد الناصر من خلال عرض متعلقاته التي يسجل بعضها علاقاته بمختلف القادة في العالم، وسيزود بأحدث الوسائل المتبعة في المتاحف العالمية وسوف يضم الوثائق والمقتنيات الشخصية لعبد الناصر إضافة إلى الأفلام والصور التي تتناول سيرته، ومنذ ذلك الحين لم ير الرأي العام شيئاً من كل هذه التصريحات.

وبدأ المشروع بإحالته إلى قطاع صندوق التنمية الثقافية التابع للوزارة، حيث قام بترميم جميع مقتنيات المنزل واعتماد سيناريو لأحد مهندسي الديكور لترميم المتحف، ومن خلال مسابقة فاز سيناريو الفنان كريم الشابوري لترميم المتحف وروعي فيه الحفاظ على شكل البيت والعناصر البنائية وعدم الإخلال بالأماكن المعيشية المتعلقة بالأسرة كغرف النوم وغيره من جهة، والجزء المتعلق بسيناريو وتاريخ الثورة والعمل السياسي من اجتماعات ووثائق من جهة أخرى.

ويكمن السبب الأساسي في هذه العطلة في قرار عماد أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق، بنقل المشروع لقطاع الفنون التشكيلية ودار الوثائق القومية؛ حيث بدأت في عملية الترميم التي استمرت عاما ونصف تسلمت خلالها الدار المقتنيات على دفعات متوالية كلما تم الانتهاء من ترميم الدفعة السابقة وكل هذه المقتنيات يتم الاحتفاظ بها لديهم حتى يتم تنفيذ الاتفاق السابق بتجهيز غرفتين في فيلا منشية البكري بالتكييفات اللازمة والبيئة العلمية الصالحة لحفظ هذه المقتنيات لحين الانتهاء من تجهيز كامل المبنى كمتحف.

وبدأت ملامح المشروع تظهر منذ تولي الدكتور جابر، عصفور حقيبة الوزارة، الذي أكد أن المتحف كان مقرر افتتاحه في 23 يوليو الماضي، ليكون صرحًا ثقافيًا وتاريخيًا يحكي حقبة مهمة من تاريخ مصر، وأن جميع الأمور سارت بشكل جيد في عهده بجهود العاملين، وكان حريصاً على ضرورة تذليل كل العقبات المالية والإدارية التي تواجه الشركة المنفذة وقطاع الفنون التشكيلية للانتهاء من المتحف وافتتاحه في الموعد المحدد.

وأوضح أن الأزمة الوحيدة كانت تكمن في تلك العقبات المادية والإدارية؛ لكن إقالته من منصبه أحالت دون تنفيذ ذلك، موضحاً أن هذا المنزل كان يصنع أنصع صفحات تاريخ مصر الحديث، ومن هذا المكتب صدرت قرارات تاريخية غيرت وجه مصر مثل قرار تأميم قناة السويس ومجانية التعليم.

وشرح عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الزعيم عبد الناصر، قصة المنزل؛ حيث قال إنهم شدوا على يد وزير الثقافة الأسبق صابر عرب، حينما كان رئيسا لدار الكتب والوثائق قبل ثورة يناير على إنهاء المشروع لأنهم قلقين على المقتنيات، مؤكدًا أن الأمور كانت تسير ببطء شديد، إلى أن قامت ثورة يناير فتوقف المشروع نهائياً، مرجحاً أنه في فترة حكم الإخوان حاولوا أن يقضوا على المشروع نهائياً، إلى أن عادت الأمور لمجراها مرة أخرى عقب ثورة الــ 30 من يونيو ومن بعدها تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، وأعرب عن بالغ سعادته بافتتاحه في أكتوبر المقبل بالتزامن مع احتفالات عيد النصر.

وأضاف أن بيت منشية البكري كان ملكا لأحد الرتب العسكرية في عهد الملك فاروق وخصصه القانون لأبي عقب ثورة 23 يوليو وهو يضم مكتب الزعيم الذي صدرت منه أخطر القرارات في تاريخ مصر المعاصر وزارة فيه معظم رؤساء العالم شرقه وغربه شماله وجنوبه. وكان يسكنه الرجل الذي طرد الاستعمار وحرر العامل والفلاح وحقق التنمية المستقلة المصحوبة بالعدل الاجتماعي وبنى الصناعة الوطنية وأقام السد العالي وبعث القومية العربية وبعد وفاته أصدر مجلس الأمة قرارًا بشأن التنازل عن ملكية الدار لأسرته وكان معنى هذا القانون أن يظل بيت منشية البكري في حوزة وملكية أسرة الزعيم الراحل حتى وفاة آخر شخص من أسرته وبعد وفاة أمه تنازلوا عن المنزل للدولة لتحويله إلى متحف ليزوره جميع عشاق عبد الناصر في مختلف أنحاء العالم.

وكان عبد الواحد النبوي وزير الثقافة، قد صرح بأن الشركة المنفذة بدأت العمل في المرحلة الأخيرة والمتحف وأنه وضع جدولا زمنيا للانتهاء من المشروع وتشكيل لجان للاستلام، مع إعداد سيناريو جيد للعرض المتحفي، بالإضافة إلى المتابعة لما يتم إنجازه وإبداء الملاحظات أولا بأول، لإنهائها وسرعة افتتاحه في احتفالات أكتوبر المقبل.

وأضاف أنه سيقوم بزيارة إلى متحف الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لمتابعة العمل، مشددًا على ضرورة إعداد خطة جيدة للعرض المتحفى لجميع مقتنيات جمال عبد الناصر لتليق باسم وتاريخ الزعيم الراحل.

وأشار إلى أن جمال عبد الناصر واحد من القادة والزعماء العظام الذي سار على دربه الكثيرون، وأن ثورة يوليو حققت الكثير من التغير سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وما عشناه خلال ثورة ٢٥ يناير و٣٠ يونيو كان امتدادًا لثورة يوليو، فتعلمنا منها واستكملنا مسيرة استرداد الحقوق، لكن آن الأوان ونحن نحتفل بذكرى 23 يوليو أن نرفع شعاراتها وقيمها ونعمل بها، ولعل أهمها شعار الاتحاد والنظام والعمل، فما أحوجنا أن نتحد خلف قيادة حكيمة تسعى لنهضة الأمة وتأسيس دولة علم وعمل توفر مستقبل أفضل للأجيال القادمة وتحفظ أرض الوطن وكرامة المواطن.