رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من "تمرد" المراهقين لـ"برستيج" الستات.. السيجارة تتحول لـ"معبودة الجماهير"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مع تفاقم مشكلة التدخين وزيادة معدلاتها فى مصر، ازدادت ظاهرة تدخين السيدات والمراهقين، وخاصة فتيات وشباب الجامعة والمرحلة الثانوية، والذين يعتبرون التدخين وسيلة لإعلان التمدن والتحرر من قيود العائلة.

ومع اقتراب الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين، يدور سؤال حول كيفية تصدى المؤسسات المسئولة عن مكافحة التدخين والإدمان تلك الظاهرة والحد منها قبل تحولها لكارثة أكبر، تفتح الباب على مصراعيه للإدمان.


أكدت دكتورة سحر لطيف لبيب، مدير الإدارة العامة لمكافحة التدخين بوزارة الصحة، أن مصر تمتلك قوانين هائلة ولكنها لا تطبق بشكل فعلى، فمثلا قانون منع التدخين يتم تطبيقه داخل المطارات والطائرات، المترو، وبعض قطارات السكة الحديد، وبعض الشركات والأماكن الخاصة، ولكن لا يتم تطبيقه بشكل تام فى كل الأماكن العامة ووسائل المواصلات.

وشددت لبيب على ضرورة أن تشمل الصور التحذيرية الموجودة على علب السجائر فئة الفتيات، الحوامل، والمراهقين، وتوجيه حملات إعلامية للتوعية بهذا الخطر، وتوصيل مخاطر التدخين السلبى أو الإيجابى للمرأة.

وأشارت إلى أنه تتم الدعايا من خلال الأفلام والمسلسلات للتدخين وخاصة للسيدات، والتى تصور أحيانا أن الفتاة الراقية الشيك والتى "يتهافت عليها الشباب" هى التى تدخن، فأصبح التدخين موضة و"برستيج" خاصة بين فتيات الجامعات، وتعبير عن الرجولة والتحرر لدى المراهقين.

وصرحت أن وزارة الصحة سيكون لها دور فى الفترة القادمة للحد من التدخين، وسيشمل ذلك فئة السيدات والمراهقين بشكل خاص.

ومن جانبه، أكد دكتور محمود عبد المجيد، استشاري أمراض الصدر والحساسية، ومدير مستشفى صدر العباسية، أنه بالرغم من كون مشكلة التدخين لدى السيدات ظاهرة خفية، لكون بعض السيدات والفتيات يدخن فى الخفاء خوفا من الأهل أو نظرة المجتمع، إلا أنها فى زيادة يتم ملاحظتها من خلال عدد الحالات المترددة على عيادات ومستشفيات الصدر.

وأشار إلى أنه إذا كان التدخين غير مستحب للرجل مرة، فهو غير مستحب للمرأة مائة مرة، موضحا أن أن هذه الظاهرة منتشرة بقوة فى المستويات الإجتماعية المنخفضة وفى العشوائيات، والتى نجد فيها المرأة تدخن بجوار زوجها بصورة علنية، أو على النقيض فى المستويات الراقية من سيدات المجتمع والممثلات، والتى لا تخفى أثار التدخين عليهم من تغير الصوت واصطباغ الأسنان والأصابع، وحشرجة الصدر الظاهرة أثناء حديثهم.

وأشار عبد المجيد إلى أن المشكلة تكمن فى أن التدخين يتم الترويج له كرمز للحرية والثقافة وإرتفاع المستوى الإجتماعى، وليس بأنه عادة سيئة وآفة إجتماعية.

وأكد الاستشاري أن المرأة تعرض نفسها بالتدخين لسرطانات الرئة، اللثة، اللسان، الشفاة، بالإضافة لأمراض القلب والأوعية الدموية وتشوه الأجنة، كما أن الشيشة، والتى يتخذها الشباب على سبيل "الروشنة" والمزاح، هى مصدر أساسى فى نقل عدوى الجهاز التنفسى كالدرن والإلتهابات الرئوية.